كتب : لؤي هشام
8 صفقات جديدة كلفت خزائن النادي أكثر من 140 مليون إسترليني مع بداية الموسم، لاعبون شباب ونظرة تخطيطية على المدى البعيد. كلها أشياء جعلت الجميع يتوقع موسما مختلفا للمدرب رونالد كومان مع فريق إيفرتون، ولكن على عكس التوقعات كانت البدايات مخيبة.
جوردان بيكفورد، مايكل كين، جيلفي سيجردسون، واين روني، ساندرو راميريز.. جميعها أسماء لم تنجح في مساعدة النادي حتى الآن.
فريق مدينة ليفربول الأزرق حصد 8 نقاط فقط بعد مرور 8 جولات في الدوري الإنجليزي جعلته يحتل المركز الخامس من بين فرق المؤخرة، لتزداد الضغوط على المدرب الهولندي ويطالب البعض بإقالته من منصبه، وتبدأ الصحافة الإنجليزية الحديث عن مرشحين محتملين لخلافته.
حسنا، البداية لم تكن كارثية. انتصار في افتتاح الدوري على ستوك سيتي بهدف نظيف، ثم مباراة ماراثونية مع مانشستر سيتي انتهت بالتعادل 1-1، ولكن بعدها بدأ السقوط.
3 هزائم متتالية كانت كافية لهز الثقة التي زرعها كومان في لاعبيه، خاصة أنها كانت جميعا أمام الكبار – تشيلسي وتوتنام هوتسبرز ومانشستر يونايتد – قبل انتصار بهدفين لهدف على بورنموث ثم سقوط آخر أمام بيرنلي وتعادل بشق الأنفس مع برايتون، يوم الأحد 1-1.
هذا على الصعيد المحلي، أما على الصعيد القاري فلم يختلف الأمر كثيرا بمسابقة الدوري الأوروبي. هزيمة مذلة أمام أتلانتا الإيطالي بثلاثية بيضاء في افتتاح دور المجموعات ثم تعادل مخيب للآمال مع فريق ابولون ليماسول القبرصي بهدفين لمثلها على ملعب جوديسون بارك، على أرضك وبين جماهيرك.
انتقادات عديدة تعرض لها كومان في ظل انتدابات النادي الجديدة والأموال التي أنفقت ليخرج لاعب برشلونة الأسبق ويتحدث بعد هزيمة بيرنلي بالجولة قبل الماضية.
وقال: "الأمر يتعلق دائما بالمال من السهل جدا في هذا الموقف الحديث عن المال. حصلنا على الكثير من الأمور واستثمرنا بعض الأموال ويتعلق الأمر دائما بالفارق بين الإنفاق من الانتقالات".. في إشارة إلى أن نصف أموال التعاقدات جاءت من صفقة بيع روميلو لوكاكو مقابل 75 مليون إسترليني لمانشستر يونايتد.
تظل الحقيقة الواضحة للعيان هي فشل التوفيز في تعويض رحيل مهاجم هداف بقيمة لوكاكو، ساندرو راميريز لا يتمتع بنفس الجودة ولم ينجح في التأقلم بشكل كافي مع أجواء الكرة الإنجليزية، وواين روني لم يعد الجولدن بوي ولعامل السن بالتأكيد دورا في هذا.
من ناحية التخطيط للمستقبل فإن كومان لطالما دعم الفريق بأسماء شابة، فقائمة الفريق الحالية تضم 9 لاعبين لم يتخطوا الـ24 عاما، بل إن أسماء مثل ماسون هولجيت وتوم دافيز وأديمولا لوكمان ونيكولا فلاسيتش باتت تشارك بصفة أساسية وجميعها لم تتخط 20 عاما.
ولكن مع مرور الوقت قد ترى ثقة الفريق المنخفضة تعود مرة أخرى والتأقلم والتجانس يظهر بين اللاعبين، لذا يظل غياب الإبداع هو المشكلة الرئيسية في تراجع الفريق، بحسب ما يرى كيفين كيلبن جناح التوفيز السابق.
ويقول كيلبن في مقاله بـ "بي بي سي" إن لاعبي إيفرتون الهجوميين متشابهين للغاية وأن حلولهم دائما اعتيادية ولا تتمتع بالابتكار، لذا لن تُحل تلك المشكلة إلا مع قدوم شهر يناير وتدعيم الفريق بصفقات أخرى مبتكرة خاصة في الخط الأمامي.
نظرة قد تكون صائبة في هذا الجانب، فلاعبين مثل سيجردسون وفلاسيتش وكلاسن وروني جميعهم يلعبون في نفس المركز تقريبا، لكن هل يظل رحيل كومان حلا لتلك المشاكل في الفريق؟
يرى مارتن كيوين، مدافع الفريق السابق أن تغيير سلوك المدرب هو أحد حلول تلك المشاكل وليس تغيير المدرب نفسه، ويقول مدافع ارسنال الأسبق إن مشكلة الفريق الأكبر تتمثل في اللاعبين أنفسهم، إذ باتوا "مثل التماثيل التي لا تتحرك" لهذا غاب التوازن عن الفريق.
ويعطي كيوين تشبيها رائعا للوضع الذي يمر بها إيفرتون قائلا: "الأمر يشبه مشاهدة مانشستر يونايتد تحت قيادة لويس فان جال".
وعلى الرغم من هذه النتائج إلا أن المدرب الهولندي يرى أن الأمور ليست كلها سلبية، إذ صرح عقب تعادله مع برايتون، "قلت للاعبين إذا أظهرتم هذه الثقة والالتزام في كل مباراة فإن الحظ سيقف معكم.أظهرنا شخصية كبيرة من بداية المباراة، حتى عندما كنا في موقف صعب، لو كان الحظ وقف أكثر إلى جوارنا لفزنا بالمباراة".
وهو ما يتفق معه الشاب هولجيت الذي اعتبر هذا التعادل بمثابة نقطة تحول في الفريق وأنه قد يقوي من شخصية الفريق مستقبلا.