كتب : لؤي هشام
"لا تقلقوا، سألعب بمدافع واحد فقط أمام ليفربول وتسعة مهاجمين، هكذا ستكون خطتي" كان هذا ردا ساخرا من جوزيه مورينيو المدير الفني لمانشستر يونايتد على سؤال أحد الصحفيين عما إذا كان سيلعب بطريقة هجومية أكثر قبل مواجهة ليفربول.
كلاسيكو إنجلترا انتهى بالتعادل السلبي يوم السبت، في مباراة كانت من طرف واحد فقط وهم الحمر أصحاب الأرض ليكتفي الفريقان بالحصول على نقطة ضمن مباريات الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي.
رد مورينيو الساخر حمل طابعا بعدم تقبله للانتقادات الموجهة له حول طريقته الدفاعية ولكن رده في الملعب لم يأت مخالفا لذلك، وبدلا من اللعب بمدافع واحد وتسعة مهاجمين - كما قال - لعب الاستثنائي بتسعة مدافعين ومهاجم واحد.
يونايتد ترك الاستحواذ لصالح غريمه الأزلي لتصل نسبة استحواذ ليفربول إلى أكثر من 62% مقابل 37% للضيوف.
لغة الأرقام تقول إن مانشستر يونايتد سدد تسديدة واحدة فقط طوال المباراة على مرمى الحارس سيمون مينيوليه، وكانت في الدقيقة 43 من روميلو لوكاكو قبل أن يتصدى لها مواطنه البلجيكي.
أما على صعيد صناعة الفرص فلم يصنع الشياطين الحمر سوى فرصتين فقط وكانا في الشوط الأول، ما يعني أنه خلال الشوط الثاني من أحداث اللقاء لم يصنع رجال مورينيو أي فرصة ولم يسددوا أي تسديدة على المرمى.
حاول مورينيو تبرير اختفاء فريقه في الشوط الثاني تماما، ملقيا باللوم على إرهاق لاعب وسطه نيمانيا ماتيتش، إذ قال: " في الشوط الثاني ماتيتش شعر بالتعب ولم يكن لدي أي حلول على مقاعد البدلاء، حاولت استخدام بدلائي لكي أضيف حركة في الهجوم لكن في الواقع خسرنا القوة والطاقة والتحكم في وسط الملعب، خط وسط ليفربول كان أقوى وأسرع منا".
قد يكون حديث مورينيو صحيحا في جانب أن اللاعب الصربي تعرض للإرهاق مما أثر على فريقه، ولكن الحقيقة الأهم التي تجنبها مورينيو، أن لاعبه لم يمرر سوى تمريرة واحد طولية نحو نصف ملعب ليفربول خلال الشوط الأول وأن إجمالي التمريرات التي مررها أثناء تمركزه في نصف الملعب الخصم كانت 6 تمريرات فقط كانت واحدة منها فقط للأمام فيما كانت التمريرات الخمسة الأخرى إما عرضيا أو للخلف.
الأمر لا يتعلق بتقصير من جانب ماتيتش وإنما يتعلق بتعليمات مدربه فالخرائط الحرارية ومتوسط تمركز اللاعبين في المباراة يظهر أن كلا من الصربي وزميله أندير هيريرا اكتفوا بالتواجد أمام رباعي الدفاع من أجل التأمين وإغلاق المساحات أمام لاعبي ليفربول.
مورينيو كان يرغب في الحصول على نقطة واحدة من ملعب أنفيلد، وتصريحاته عقب المباراة التي قال فيها إن الخروج بنقطة أمرا إيجابيا تؤكد ذلك، وشعوره بالارتياح قابله غضب من جانب مدرب ليفربول يورجن كلوب.
الألماني أكد قبل المباراة أن فريقه سيحاول أن يكون إيجابيا ويحصد الثلاث نقاط، ولكن بعد المباراة أظهر غضبه من طريقة أداء المنافس وقال: "يونايتد جاء إلى هنا من اجل نقطة، لا يمكن أن نلعب بهذه الطريقة في ليفربول ولكن يبدو أنه أمر جيد في مانشستر".
لا يمكن إلقاء اللوم على طريقة مورينيو وحدها، فقد عجز كلوب ورجاله عن تقديم هجوم شرس طوال اللقاء، وفي الشوط الثاني لم يحاولوا استغلال تراجع منافسهم ولم يتمكنوا من صناعة أي فرصة.
ليفربول صنع 8 فرص طوال اللقاء وجميعها أتى في الشوط الأول فقط، بل حتى تسديداتهم التسع على الخصم كلها أتت في الشوط الأول أيضا ولم يتواجد فريق المرسيسايد بقوة في الـ45 دقيقة الثانية.