كتب : لؤي هشام
ماوريسيو بوكيتينو، بمجرد أن يُذكر ذلك الاسم سوف يتبادر إلى ذهنك فورا النهضة الكبيرة التي حققها مع فريق توتنام، ليضع الفريق اللندني في مصاف كبار إنجلترا.
ولكن كيف حقق المدرب الأرجنتيني هذا، حسنا لأستاذه ومدربه مارسيلو بيلسا دور في ذلك.
في كتابه الجديد "عالم جديد شجاع" يكشف بوكيتينو كيف جعل توتنهام أحد أفضل أندية بلاده وأكثرها طموحا.
الواقعة تعود إلى سبتمبر من العام الماضي حينما خسر السبيرز أولى مباريات دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا أمام موناكو الفرنسي 2-1، حينها تملك الغضب بوكيتينو ولم يكن سعيدا على الإطلاق بالأداء الذي قدمه فريقه في ملعب ويمبلي.
ويحكي ماوريسيو في الكتاب الذي نشرت صحيفة "ديلي ميل" مقطعا منه "بعد يومين من تلك الهزيمة بدأت الروح المعنوية في الارتفاع مرة أخرى قبل مواجهة سندرلاند في الدوري. لم أعرض مقطع فيديو يشرح أخطاء المباراة الماضية، واكتفيت بتقسيم اللاعبين إلى مجموعتين، مجموعة شاركت في المباراة والأخرى التي لم تشارك".
ويتابع "تحدثت مع بعض اللاعبين لكي أوضح لهم ما علينا القيام به، وفي المؤتمر الصحفي تحدثت عن افتقادنا للشغف الكافي، وعن كون اللاعبين صغار ويجب مساعدتهم على التطور".
"فجأة تذكرت محادثة قاسية جرت مع مارسيلو بيلسا عند قدومه ليدربني إلى إسبانيول، قال لي وقتها (كيف تقيم أدائك في الموسم الماضي؟) لم أعط نفسي 9 أو 10 قلت له 7 من 10.. نظر إلى عيني مباشرة وقال لي: اسمع، شاهدت جميع مبارياتك الموسم الماضي ولو كنت المدرب لما أشركتك من الأساس، أنت توقفت عن فعل الكثير من الأشياء التي كنت تقوم بها، لم تعد اللاعب الذي أعرفه".
ويوضح مدرب ساوثامبتون السابق "حسنا لقد اتخذت رد فعل، فقدت الكثير من الوزن وتدربت بجدية أكبر. تم استدعائي للمنتخب وشاركت في كأس العالم، وانضممت بعدها إلى باريس سان جيرمان.. هذه هي قوة الكلمة".
ويضيف المدرب الأرجنتيني "في وقت الغذاء اكتشفت أن هاري كين يريد أن يتحدث معي، ولكني تجنبته لأن غضبي لم يكن قد انتهى بعد، انتهيت من وجبتي وجلست في الشرفة وبعدها أتى كين وجلس بجانبي وتحدثنا معا حتى الثالثة عصرا، اعترفت له أن بيلسا جعلني أبكي ذلك اليوم حينما أخبرني بالحقيقة".
"كنت أعرف أنني كنت قاسيا مع كين عند قدومي في 2014، ولكن كان علينا التغلب على القلب والعقل والجسم من أجل مواصلة الضغط والركض في كل أرجاء الملعب، ولكن قلت له ولباقي الفريق إن عليهم أن يعطوا كل ما لديهم ولا يقلقوا، وإن شعروا بالتعب فإني سأقدم أحد آخر لكي يقوم بالمهمة، ولكن عليهم أن يبذلوا كل مجهودهم".
ويشرح المدرب الذي أنهى فريقه الدوري في الوصافة الموسم الماضي "هكذا حولت الفريق من صاحب السجل الدفاعي الأضعف بين العشرة الأوائل إلى صاحب الدفاع الأقوى ودون حتى أن ألعب كرة دفاعية، الأمر يتعلق بالشجاعة، لطالما أحببت هذه الكلمة، يجب ان نلعب بشجاعة".
توتنام يحتل حاليا المركز الثالث في ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 17 نقطة وبفارق 5 نقاط عن المتصدر مانشستر سيتي، ويحتل صدارة مجموعته في دوري أبطال أوروبا برصيد 6 نقاط من انتصارين.