كتب : محمد البنا
تختلف الآراء حول شخصية جوزيه مورينيو في عالم التدريب، ولكن لا شك أن لا أحد يكرهه في إنجلترا أكثر من جماهير "أنفيلد".
الأمر يعود إلى أمسية 27 إبريل من عام 2014، حين كان ليفربول قريبا من تحقيق لقب طال انتظاره. الدوري الإنجليزي الممتاز.
الجماهير تتغنى في ملعب "أنفيلد". الانتصار على تشيلسي في الجولة 36 ربما كان كافيا لحسم اللقب رقم 19 تاريخيا في تاريخ النادي قبل جولتين من النهاية.
مورينيو أعطى أولوية أكبر في تلك الفترة لدوري أبطال أوروبا، والتي وصل لمرحلة نصف النهائي فيها. فدخل المباراة بتشكيلة تضم الكثير من البدلاء.
الجماهير متحفزة في "أنفيلد". الكل يغني "لن تسير وحدك أبدا" بأقصى ما يملك من طاقة. الأمر يبدو ممهدا تماما لليفربول من أجل انتصار مميز يقرب كثيرا نحو اللقب.
ولكن ما حدث خلال 90 دقيقة كان كابوسا على جماهير ليفربول.
كالمعتاد من جوزيه مورينيو في مباريات بهذا الحجم، التزم بالتأمين الدفاعي قدر الإمكان مقابل ضغط واستحواذ أكبر من لاعبي ليفربول بقيادة فنية من برندان رودجرز.
كانت الأمور مستقرة والنتيجة تشير لتعادل سلبي قبل ثوان من نهاية الشوط الأول، قبل أن يحدث السيناريو الاسوأ على الإطلاق.
تمريرة ذاهبة في اتجاه قائد الفريق ستيفن جيرارد يستعد لاستلامها، قبل أن يفقد توازنه وينزلق، لتتمهد الكرة للسنغالي ديمبا با الذي انفرد بحارس المرمى مينوليه وأسكنها في الشباك، ليحل الصمت في أنفيلد.
مبررات مورينيو للدفاع خلال الشوط الثاني أصبحت أكبر. بالفعل سار الأمر هكذا.
في الدقائق الأخيرة من المباراة، اندفع لاعبو ليفربول بشكل أكبر بما فيهم خط الدفاع، لترتد ضربة ركنية إلى انفراد كامل للاعبي تشيلسي في الدقيقة 90، يحرز من خلالها البرازيلي ويليان الهدف الثاني.
لم تكن تلك هي الضربة الوحيدة لحظوظ ليفربول. بعد أيام قليلة تلقى الفريق تعادلا مفاجئا أمام كريستال بالاس بنتيجة 3-3، لتتضائل فرصة استعادة الدوري الغائب منذ موسم 1989/1990.
الفوز على نيوكاسل بنتيجة 2-1 في الجولة الأخيرة لم يكن كافيا لأكثر من مركز الوصافة. مانشستر سيتي تفوق على ويست هام بهدفين نظيفين في ملعب "الاتحاد" ليصل للنقطة 86، والتي كانت كافية لتحقيقه لقب الدوري الممتاز الرابع في تاريخه.
3 مواسم أخرى تمر، وليفربول يبدو بعيدا كل البعد عن تحقيق ذلك اللقب المنتظر.