كتب : علي أبو طبل
الدولي المصري محمد صلاح هو اسم ضمن قائمة تطول يعتقد الكثيرون أنهم لم ينالوا فرصتهم الحقيقية للتوهج تحت قيادة جوزيه مورينيو طوال السنوات الماضية.
في 2013، أقيمت مواجهتان بين تشيلسي الإنجليزي وبازل السويسري في إطار مجموعات دوري أبطال أوروبا لموسم 2013/2014.
صلاح كان يافعا في عمر الـ21 ضمن صفوف الفريق السويسري، بينما كان مورينيو يقضي موسمه الأول في ولايته الثانية للفريق اللندني.
أبدع الشاب المصري كثيرا في المواجهتين اللتين شهدتا تفوق بازل.
الأولى انتهت بنتيجة 2-1 لبازل في ستامفورد بريدج، صلاح سجل الهدف الأول لفريقه بينما سجل ماركو ستريلر الهدف الثاني ليقلبا تأخر فريقهما أمام هدف أوسكار دوس سانتوس الذي جاء في البداية.
إيابا في سانت جاكوب بارك، هدف صلاح المتأخر في الدقيقة 87 كان كافيا لتكرار انتصار بازل.
كيف لمورينيو أن يترك موهبة مثل تلك من بين يديه؟
في يناير 2014، كان الشاب المصري قريبا من الانضمام لليفربول بعد ذلك التألق الكبير، ولكن بشكل مفاجئ وبمكالمة من مورينيو شخصيا، تغيرت وجهة اللاعب إلى لندن.
"لقد تعاقدنا مع لاعب شاب مميز وسريع ويجيد اللعب بقدمه اليسرى، المستقبل كبير أمامه" بهذه الكلمات، أعلن مورينيو في إحدى مؤتمراته الصحفية انضمام صلاح لتشيلسي.
قرابة الموسم قضاه صلاح بين جدران ستامفورد بريدج ولم يكن التوهج كبيرا.
المدير الفني البرتغالي وجد ضالته في تركيبة مكونة من ويليان وإيدين أزار وراميريس وسيسك فابريجاس، وأمامهم دييجو كوستا، لم يكن لصلاح فرصة في الاشتراك على أي من تلك الأسماء خلال ذلك الوقت.
حتى البلجيكي كيفن دي بروين لم يجد مكانا في تشكيلة مورينيو، فرحل إلى فولفسبورج الألماني، ومنه انتقل إلى مانشستر سيتي ويقدم إبداعات كبيرة.
19 مباراة بمختلف البطولات خلال عام كامل سجل خلالهم هدفين، كانت حصيلة ضعيفة للجناح المصري، وكان لا بد من خطوة لإنقاذ مسيرته الأوروبية.
الخروج في إعارة إلى فيورنتينا لنصف الموسم المتبقي كان أمرا جيدا.
26 مباراة بمختلف البطولات كان صلاح عنصرا أساسيا فيها وسجل 9 أهداف، مما فتح له أبواب واسعة في كرة القدم في إيطاليا.
في الموسم التالي، انتقل صلاح إلى روما بشكل نهائي وقضي موسمين هما الأفضل في مسيرته، وأثبت خلالها بشكل كبير أن مورينيو خسر الكثير بالتفريط فيه.
83 مباراة خلال موسمين بمختلف البطولات مع روما، سجل خلالهم صلاح 34 هدفا، حصيلة تهديفية هي الأفضل له من بين كل الأندية التي لعب لها، بما فيها المقاولون العرب في الدوري المصري.
انتقل صلاح إلى ليفربول بعد 3 أعوام من تأجيل تلك الخطوة كأغلى صفقة في تاريخ النادي حتى الآن، ربما لتصحيح خطأ ارتكبه الطرفين؟
الأمر يكتمل بتكرار المواجهة ما بين صلاح ومورينيو للمرة الأولى منذ أن كان في بازل عام 2013.
صلاح الآن بمثابة بطل قومي في مصر، هدفان بإمضائه في شباك الكونغو خلال الأسبوع الماضي أنهيا 28 عاما من الانتظار والغياب عن المشاركة في كأس العالم، ولا شك أن معنوياته في قمة ما يمكن تخيله.
التهديف والانتصار على غريم تقليدي هو أمر كبير لجماهير أنفيلدK كلها عوامل تحفز صلاح للتألق في هذه المباراة، وبالأخص مع غياب زميله السنغالي ساديو ماني عن المباراة بسبب الإصابة.
صلاح سجل 4 أهداف في 7 مباريات بالدوري هذا الموسم، من أصل 6 أهداف في 11 مباراة بمختلف البطولات مع ليفربول، فضلا عن 5 أهداف دولية في 11 مشاركة مع منتخب مصر خلال عام 2017.
فهل يواصل صلاح عقاب لاعبو مورينيو السابقين ويسجل هدفا في شباك يونايتد مثلما حدث من دي بروين الموسم الماضي؟