كتب : محمود سليم
رغم ما قاله بيب جوارديولا المدير الفني الإسباني الكبير عن ليونيل ميسي أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم إن لم يكن أفضلهم إلا أننا سنحاول في هذا التقرير إبراز عبقرية البرغوث الأرجنتيني في حسم صعود منتخب بلاده للمونديال أمام الإكوادور، حيث قال جوارديولا: "لا تحاول أن تكتب عن ميسي، لا تحاول أن تصفه.. فقط شاهده واستمتع".
ميسي خلال مواجهة الإكوادور أحرز ثلاثة أهداف، اختلفت طريقة الإنهاء في كل منها فالأول كان بلمسة بوجه القدم اليسرى الخارجي -بطريقة خاطئة في نظر علم التدريب ففي هذا الوضع وعند محاولة تصويب تمريرة قادمة من الجانب الأيسر عليك مواجهتها بقدمك اليمنى- ولكن مع ميسي لا توجد قواعد فهو قادر على تحطيم كل شيء.
أما الهدف الثاني فجاء بتسديدة قوية في الزاوية القريبة عكس توقع الحارس الإكوادوري، بينما جاء الهدف الثالث بتصويبة ساقطة بعد رؤيته للحارس متقدمًا عن منقطة الـ6 ياردات.
أما الواقع فهو أن الأهداف الثلاثة جاءت بدايتها بنفس الفكرة والأسلوب والتمركز والتحرك العبقري لميسي بين الخطوط (خطي وسط ودفاع الإكوادور)، فلو شاهدت ملخص للمباراة ستجد أغلب الحالات الهجومية التي شكلت خطورة للأرجنتين بدأت بتحرك واستلام ميسي بين الخطوط.
لاحظ هذه الحالة تمركز جيد ثم رقابة وإغلاق زوايا التمرير من لاعبي وسط إكوادور ليتحرك بضع أمتار قليلة يسارًا ويتسلم الكرة ثم يراوغ ولكن تم ارتكاب خطأ ضده.
وهُنالك تمركز في القنوات الشاغرة بين عمق الملعب والجانب الأيمن ليتسلم تمريرة ماسكيرانو بين الخطوط ويتحرك بشكل قطري مع عمل تمريرة ثنائية ثم التمرير لدي ماريا في النهاية على الجانب الأيسر ولكن عرضيته لم تكن متقنة.
ثم جاء الهدف الأول بنفس التحرك من ميسي ولكن التمريرة كانت لبينديتو المهاجم الذي مهدها من لمسة واحدة لميسي بعمل lay off pass ليتسلمها ميسي خلف لاعبي وسط الخصم وينطلق للجانب الأيسر ويمررلدي ماريا الذي أعادها له وسجل الهدف.
وتكرر الأمر كثيرًا في حالات أخرى.
حتى جاء الهدف الثاني بنفس الفكرة ولكن تمريرة دي ماريا كانت غير منضبطة ليضغط ميسي ويستخلصها من قلب الدفاع ويحرز الهدف، فيما جاء الهدف الثالث باستلام الكرة في نفس المساحة بين الخطوط.
إذًا الحل بسيط، عليك رقابة ميسي بلاعب من وسط ملعبك، هذا ما حدث في بعض الحالات الأخرى ولكن تأثر التنظيم بين اللاعبين في وسط الملعب، فمن أهم الأمور هو تقارب المساحات بين الأفراد داخل كل خط ولكن عند رقابة أحدهم لميسي وابتعد قليلًا عن مركزه الطبيعي ستظهر الثغرة ويتسلم بها لاعب آخر من الأرجنتين الكرة، هذا بالفعل ما حدث في تلك الحالة واستغل دي ماريا تلك المساحة وتسلم من خلالها الكرة وسددها على المرمى في النهاية.
لاحظ ميسي يمكنه استلام الكرة.
لذلك تحرك لاعب الارتكاز بضعة أمتار للجانب الأيمن لرقابته فاتسعت المساحة بينه ولاعب الارتكاز الآخر.
فتسلم بها دي ماريا.
ولا يوجد أفضل من الختام بتصريح آخر ضمن العديد من التصريحات التي تحدث فيها بيب عن ميسي قائلًا: "كنت محظوظًا للاستمتاع بميسي، إنه يتحدث على أرضية الملعب، مستواه وجودته خارقة لكل فهم وتوقع، حاولت جعله اللاعب الأفضل ولكنه جعلني المدرب الأفضل".