كتب : محمد البنا
"كرة القدم غيرت شخصيتي وجعلتني أمتلك إرادة من حديد بقدم واحدة، تسببت في نجاتي من الموت".. كلمات رنانة تحدث بها محمود عبد العظيم.
محمود عبده ربما لا تعرف هذا الاسم، لكن صورته مرت عليك بالتأكيد.. أصبحت لقطته بالحركة الأكروباتية احتفالا بتأهل مصر لكأس العالم هي أيقونة الفرحة بوصول الفراعنة للمونديال.
محمود عندما تضع رقمه الشخصي على برنامج (true caller) تجد اسمه "محمود عزيمة".. وعرفنا لماذا التحق به هذا اللقب..
ارتكز على عكازيه ورفع قدمه الواحدة في مشهد تعبيري عن فرحته لا يهمه من يراه أو لا، فقط يريد التعبير عن انفجار شاب لم يشاهد بلاده في كأس العالم قط.
لم تكن هذه اللقطة الوحيدة لمحمود عبده أو عزيمة كما يطلق عليه، بل احتفل بقدم واحدة وبدون عكاز بعد هدف محمد صلاح القاتل لمصر.
لم يكن يعي محمود أن عدسة عزت السمري المصور المخضرم بصحيفة الجمهورية تترصده.
فخلال ساعات بات الثنائي حديث مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية.
ويحوار FilGoal.com الثنائي، الذي يرد ضمنيا على إجابة السؤال الأهم.. لماذا كل هذه الفرحة؟
نجاة من الموت
حوار/ حسام نور الدين
يتحدث محمود لـFilGoal.com قائلا: "ارتباطي بالكرة يرجع إلى عشقي لتراب الأهلي منذ طفولتي.. تحول مسار حياتي إلى آخر بعد أن اضطررت إلى بتر ساقي نتيجة لحادث دهس تعرضت له".
وأضاف "كطفل استغرقت وقتا طويلا للعيش في حياة أقرب إلى الموت لكني تحاملت وتخطيت أحزاني بسبب كرة القدم التي غيرت شخصيتي وجعلتني أمتلك إرادة من حديد بقدم واحدة تفوقت في الركض على الكثير من الأسوياء والفضل يرجع لما تعلمته من الكرة".
وتابع "كنت أشاهد عزيمة اللاعبين في الملعب وقررت التحلي بهذه الطباع، مارست كرة القدم على العكاز في الشارع ولم أسمح لشيء بإيقاف حياتي".
واستطرد "لعبت كرة القدم التي أعادتني للحياة من جديد وحصلت على كأس أحسن لاعب في بطولة خاصة بشباب دعم مصر".
وعن مباراة الكونغو كيف كان لها تأثير على حياة محمود، فأجاب قائلا: "المباراة غيرت حياتي 180 درجة وبين ليلة وضحاها أصبحت من المشاهير ولا يمكن أن أصف سعادتي بتداول صورتي على نطاق كبير بين المصريين وحتى خارج مصر".
وأضاف "لست جديدا على ملاعب كرة القدم فأحرص على حضور مباريات الأهلي بشكل مستمر وقررت الذهاب للاستاد لأكون جزء من حدث تاريخي، لكن لم أكن أتوقع أن تتسبب هذه اللقطة فيما وصلت إليه منذ المباراة وحتى الآن".
وشدد "تصرفت بشكل عفوي واحتفالي كان صادقا بنسبة 100%، لم أعلم أن هناك من يقوم بتصويري، خاصة أن سعادتي كانت غامرة بشكل غير طبيعي.. أتمنى أن أكرر نفس المشهد لو سمحت لي الظروف بالسفر إلى روسيا لمؤازرة المنتخب".
وأكد "سعيد بمساندة الجمهور وشكرا لم سلط الضوء على حالتي التي ضاعفت إرادتي، وأتمنى أن يتم التسليط أكثر على ذوي القدرات الخاصة وأتمنى إتاحة الفرصة لهم لحجز مساحة أكبر من اهتمام الجماهير".
واختتم "أحلم بالتقاط صورة مع محمد صلاح لقد ركضت خلفه وسقطت مرتين.. لكني لن أفقد الأمل في التقاط الصور معه في المستقبل.. المنتخب تسبب في فرحة غير عادية لي".
نقل المشهد
حوار/ هاني العوضي
نقل الصورة إلى الجمهور لا يقل أهمية عن الحدث نفسه، فبدون عدسة عزت السمري لما انتشر هذا الأمر.
ويروي السمري صاحب الـ57 عاما لـFilGoal.com كواليس التقاط الصورة قائلا: "عادة يكون هناك عدد كبير من المصورين خلف المرمى والكل يسعى أن يكون مختلفا".
وأضاف "قبل بداية المباراة لمحت الشاب صاحب الصورة يرقص على أغاني الإذاعة الداخلية للاستاد بدون عكاز.. رقصه لفت نظري وذهبت لألتقط له صورة لكنني لم ألحق به".
وتابع "عقب نهاية المباراة كان المصورون حريصون على التقاط صور اللاعبين والجهاز الفني، وبما أننا رجل عجوز لن أتمكن من الركض وبالتالي لجأت للوقوف على دكة البدلاء لالتقاط الصور.. فرأيت هذا الشاب الذي لا أعرف اسمه".
واستطرد "كان الشاب يحتفل بطريقته الجميلة وقام بهذه الحركة مرتين ونجحت في التقاط الحركة الثانية، ونشرت الصورة على صفحتي ولم أود وضع علامة مائية حتى لا أفقد الصورة قيمتها ففوجئت بانتشارها بشكل مدهش".
وأكد "زملائي المصورين بشعبة المصورين قاموا بتوثيق الصورة لدى الشعبة وتطور الأمر لدرجة أن أحد الزملاء هاتفني وأكد لي أنه سيكون هناك تكريما من الفيفا لي بسبب الصورة وسيتم اعتمادها تجسيدا لأن كرة القدم هي أداة للعمل والإرادة".