أريد تحقيق الفوز مثلما حققه الآخرين، ولكن بطريقة لا يمتلكها أحد آخر" أحد أهم تصريحات بيب جوارديولا المدير الفني الإسباني لمانشستر سيتي.
فيما يقول كيفين دي بروين عن جوارديولا:"إنه يغير أشياء بسيطة في كل مباراة عن غيرها، يطالبنا بأمور كثيرة ولكنه يعرف جيدًا متى يمنحنا الاسترخاء لتفريغ عقولنا، على الجانب الخططي هو المدير الفني الأفضل بالنسبة لي".
نجح مانشستر سيتي في تحقيق الفوز على تشيلسي بهدف نظيف عن طريق دي بروين في مباراة شهدت سيطرة شبه تامة لفريق جوارديولا على حساب لاعبي أنطونيو كونتي.
فكما توقعنا قبل المباراة فضّل كونتي إضافة صلابة أكبر لوسط ملعبه ليلعب بالـ3-5-2 بإضافة سيسك فابريجاس بجوار تيموي باكايوكو ونجولو كانتي كثلاثي في عمق وسط الملعب وعلى الجانب الأيمن تواجد سيزار أزبليكويتا ويسارًا كان ماركوس ألونسو وفي الهجوم الثنائي إيدين آزار وألفارو موراتا.
فيما بدأ جوارديولا المباراة بطريقة لعب 4-2-3-1 بتواجد دي بروين بجوار فرناندينيو روزا خلف ثلاثي الوسط المهاجم رحيم سترلينج ودافيد سيلفا وليروي ساني وفي الهجوم جابريل خيسوس.
جوارديولا لم يخذل كونتي بل أكد مقولته عمليًا
قبل المباراة تحدث كونتي عن جوارديولا قائلًا:" نعرف جيدًا قدرة فرق جوارديولا على الاستحواذ وصناعة كم كبير من الفرص، أستمتع بمشاهدة مباريات بيب للتعرف على أفكار جديدة دومًا".
بالفعل لم يخذله جوارديولا وقدّم أفكارًا جديدة خلال المباراة بالتأكيد تعرف عليها كونتي.
على الورق ثلاثي ارتكاز تشيلسي في مواجهة الثلاثي فرناندينيو وسيلفا ودي بروين ستكون الأمور متوازنة في وسط الملعب، لكن ماحدث على أرض الملعب كان مختلفًا تمامًا.
فابيان ديلف الظهير الأيسر كان يتحول للاعب ارتكاز بينما يظل كايل ووكر كمدافع ثالث فيصبح ثنائي هجوم تشيلسي أمام ثلاثي من دفاع سيتي كما أنه بانضمام ديلف للعمق سيكون رباعي في وسط ملعب سيتي مقابل ثلاثي لتشيلسي إذًا هُنا نجح جوارديولا في خلق التفوق العددي وبالتالي سينجح لاعبوه في بناء اللعب والتدرج بالكرة في ظل تواجد لاعبين من خطي الوسط والدفاع بدون ضغط.
وفي حالات كثيرة كان فيرناندينيو حرًا في ظل رقابة فابريجاس لدي بروين على اليمين وكانتي لديلف على اليسار وفي العمق بينهم باكايوكو مع سيلفا.
مع دخول ديلف للعمق وتقييد ووكر بالدور الدفاعي كان يأتي دور دي بروين في الجانب الأيمن كأنه جناح وسط أيمن، مع توسيع الملعب بتواجد سترلينج وساني أقصى الأطراف هجوميًا لإجبار أزبليكويتا وألونسو على العودة للخلف فيصبح خط دفاع تشيلسي بتنظيم خماسي.
ويصبح دي بروين دائمًا بدون رقابة إلا إذا قررت التضحية بأحد لاعبي الارتكاز للضغط عليه ووقتها ستظهر ثغرة في العمق في ظل تفوق سيتي.
لاحظ هذه الحالة توضح الأمر، باكايوكو يتحرك للضغط على دي بروين فيصبح ثلاثي ديلف وسيلفا وفرناندينيو ضد ثنائي كانتي وفابريجاس.
كان هذا التحرك شبه ثابت لدي بروين أثناء بناء اللعب ليتسلم الكرات ويقوم بعمل التمريرات الثنائية على الأطراف او التوغل للعمق حسب الموقف.
لاحظ مناطق استلام دي بروين للكرة بالجانب الأيمن بشكل أكبر.
وهذه الحالة توضح الأمر أيضًا فبعد التحرك للجبهة اليمنى واستلام الكرة دون رقابة نجح بتمريرة ثنائية مع سترلينج في الاختراق وأرسل عرضية أرضية كادت تتسبب في الهدف الأول.
كان التنظيم الهجومي لفريق مانشيستر سيتي يشبه إلى حد قريب الـ3-3-1-3 بتواجد ووكر مع جون ستونز ونيكلاس أوتاميندي في الدفاع ثم ديلف وفرناندينيو ودي بروين في الوسط أمامهم سيلفا خلف سترلينج وساني وخيسوس.
الظهير الوهمي فكرة دفاعية أيضًا
يقول جوارديولا إن التنظيم الدفاعي هو حجر الأساس لكل ما أبحث عن تحقيقه في كرة القدم، بالفعل هذه المقولة تحققت في المباراة في ظل تنفيذ فكرة الظهير الوهمي فعند دخول ووكر للعمق كانت مسئوليته دائمًا رقابة وتحطيم اول محطات بناء المرتدات التي يعتمد عليها كونتي.
نعم في الدفاع تتراجع خطوط تشيلسي حتى ثنائي الهجوم ولا يمكن تقدم قلبي الدفاع لرقابتهما فكان يتولى ووكر رقابة أحدهما ويكون دور ستونز وأوتاميندي التغطية بالخلف.
بينما في الوقت ذاته يكون الثنائي ديلف وفرناندينيو قد انطلقا في رحلة البحث عن الكرة والضغط المرتد بمساندة دي بروين وسيلفا وسترلينج وساني وخيسوس.
هُنا ووكر يراقب موراتا بعد أن تحول للاعب ارتكاز.
وفي حالات اخرى كان يلتحم أو يراقب آزار او موراتا في منتصف الملعب
أخيرًا في بداية الهدف الذي جاء بعد 12 تمريرة كان فرناندينيو قد عاد بين قلبي الدفاع ستونز وأوتامينيدي فلم يجد ستونز اللاعب الذي يربط الخطوط ويتسلم الكرة خلف مهاجم تشيلسي ليتأخر في التمرير حتى تحرك أوتاميندي وتحول للاعب ارتكاز وترك فرناندينيو كقلب دفاع في فكرة معتادة أيضًا مع جوارديولا.
ومرر أوتاميندي تمريرة ضاربة لخط وسط تشيلسي للمتواجد بين الخطوط دي بروين الذي مررها ثنائية مع خيسوس وسدد في الشباك.
نعم فكرة الظهير الوهمي ليست جديدة من بيب ولكن استغلالها في إيجاد المساحة التي تساعد على توظيفه لصانع اللعب الأهم لفريقه دون رقابة وضغط الخصم كانت الفكرة الأبرز.