كيف يتطور محمد النني هذا الموسم

الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 - 16:41

كتب : علي أبو طبل

محمد النني

يقبل منتخب مصر على مرحلة هامة في تاريخه الكروي خلال الأسبوع القادم.

محمد النني

النادي : الجزيرة

رجال هيكتور كوبر، ومن بينهم محمد النني، قد يكونوا على موعد مع تأهل لكأس العالم لأول مرة منذ 28 عاما.

لاعب وسط أرسنال الإنجليزي، والذي سبق له اللعب للمقاولين العرب المصري وبازل سويسري، تدور حول مستواه العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام.

هذا الموسم، لا يبدأ النني باستمرار في تشكيلة أرسين فينجر، ولكنه خاض 4 مباريات من أصل 7 في الدوري الإنجليزي الممتاز بمجموع دقائق لعب بلغ 178 دقيقة.

انتقادات مستمرة لأدائه، وبالأخص مع المنتخب المصري. ولكنه يبدأ الموسم الحالي بشكل مميز.

قدم النني مباراة كبيرة أمام تشيلسي في مسابقة الدرع الخيرية، ويقدم أداء ثابت على مدار الموسم حتى الآن، وصولا لمباراة ويست بروميتش ألبيون في الأسبوع الماضي، والتي شارك بها كاملة وكان أحد أفضل لاعبي المباراة برأي المتابعين.

الأرقام وحدها لا تكفي للحكم، ولكنها تعطي مؤشرات هامة.

كيف تطور النني تحت قيادة فينجر ما بين الموسم الماضي والموسم الجاري؟ وما الذي لا يزال في حاجة للتحسين؟

محمد النني هو لاعب وسط، يصنفه البعض أحيانا كلاعب Box-to-box، ولكنه قد لا يمتلك ما يكفي لتأدية هذا الدور بالشكل النموذجي.

هو لاعب قادر على تغطية مساحات كبيرة في وسط الملعب دون كلل أو تعب، وقادر على توقع تمريرات الخصم واقتطاعها، ويجيد الرقابة الفردية في حال طلب منه ذلك، وفي الحالة الهجومية هو قادر على تمرير الكرات بشكل سليم وبدقة عالية، كما يجيد رؤية أجناب الملعب وتوزيع الكرات على الأطراف ونقل زوايا اللعب.

نفسيا، النني انخرط بشكل تام مع المجموعة. روح الدعابة هي الأمر الثابت بين النني وزملائه هذا الموسم. هو محبوب بشهادة جميع اللاعبين في تصريحاتهم، وبشهادة فينجر أيضا.

مزايا تتعدد، يؤدي البعض منها بشكل جيد جدا، والبعض الآخر يحتاج للتطوير، ودعونا نحكم بالأرقام في مقارنة مع زملائه في أرسنال، آرون رامسي وجرانيت جاكا.

الأفضل في التمرير

لا أحد يستطيع مجاراة النني في دقة التمرير السليم.

وجبت الإشارة هنا إلى أن النني لعب عدد مباريات أقل من قرنائه في الفريق.

151 تمريرة سليمة بدقة بلغت 92% هو إجمالي ما حققه النني في 4 مباريات، ليقترب تماما من رقمه في الموسم الماضي الذي بلغ 93% خلال 14 مباراة طوال الموسم.

جرانيت جاكا خاض 7 مباريات، حقق خلالها 483 تمريرة صحيحة ولكن بدقة تمرير بلغت 83% فقط.

295 تمريرة سليمة قام بها آرون رامسي وبنسبة نجاح بلغت 85%.

ماذا عن تنويع التمريرات؟

لاعبنا المصري مميز للغاية في فتح الزوايا واختيار القرار الأمثل للتمرير، كما يجيد التمريرات الطولية سواء بطول أو بعرض الملعب.

يتساوى متوسط أطوال تمريرات النني هذا الموسم مع متوسط تمريرات رامسي، بواقع 15 متر، ويتفوق جاكا هنا بمتوسط يقارب الـ19 مترا.

تطور في صناعة الفرص

من يتابع مباريات أرسنال، يجد أشياء جديدة هذا الموسم يقوم بها النني، لم يفعلها في الموسم السابق.

المساهمة الهجومية والتقدم نحو منطقة جزاء الخصم، والزيادة الهجومية في الجبهة اليمنى بالأخص.

هل تتذكر أول أهداف أرسنال هذا الموسم في شباك ليستر سيتي؟

كان من صناعة النني من خلال تحرك ودعم في الجبهة اليمنى، وكرة عرضية متقنة على رأس ألكساندر لاكازيت.

بهذه الصناعة، يتساوى النني مع عدد ما صنعه من أهداف في الموسم الماضي طوال 14 مباراة، ولا يزال للموسم بقية.

آرون رامسي صنع هدفا أيضا هذا الموسم، بينما صنع جاكا هدفين.

كذلك تساوى النني مع رصيده في الموسم السابق في عدد التمريرات التي سبقت صناعة هدف مباشرة "Key Passes" برصيد 3 محاولات ناجحة، متفوقا على رامسي الذي يميل للهجوم أكثر بطبيعته محققا 2 من هذه التمريرات، ويبدو جاكا مميزا هنا برصيد 9 تمريرات.

عدد الفرص المحققة المصنوعة من النني هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز بلغ 4 فرص، متساويا مع رقمه كذلك في الموسم السابق مع خوض عدد مباريات أقل. تطور مميز هجوميا يمكن ملاحظته من كل هذه الأرقام.

النني يتفوق مرة أخرى هنا على رامسي رغم خوض اللاعب الويلزي لعدد مباريات أكثر، حيث صنع 3 فرص محققة، بينما يسير جاكا بثبات هنا حيث صنع 11 فرصة محققة لزملائه.

في الناحية التهديفية، يتفوق الويلزي على كل قرنائه بتسجيل هدف وحيد.

ولم يسبق للنني تسجيل أي أهداف رسمية في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن هدفه الوحيد الرسمي مع الفريق جاء في شباك برشلونة ضمن ثمن نهائي منافسات دوري أبطال أوروبا قبل موسمين.

أشياء تحتاج للتطوير

يمكن أن ندافع عن تطور النني التدريجي كيفما نشاء، ولكن يجب أن نشير إلى نقاط ضعفه التي تحتاج لبعض التطوير.

عدد محاولاته على المرمى يبدو ضعيفا. تصويبتان فقط قام بهما خلال 4 مباريات، مقابل 15 تصويبة لرامسي على مدار 7 مباريات و16 لجاكا على مدار نفس العدد من المباريات.

يحتاج النني كذلك لمزيد من الخشونة في أسلوب لعبه. ربما ذلك يعد من أبرز النقاط التي ينتقد بسببها مع منتخب مصر بالأخص، مقارنة بلاعب مثل طارق حامد على سبيل المثال.

عدد محاولاته الناجحة لاستخلاص الكرة من الخصم ضعيف للغاية. نجح في استخلاص 3 كرات فقط هذا الموسم، و13 كرة في الموسم الماضي.

رامسي نجح في استخلاص 10 كرات هذا الموسم، وجاكا نجح في 6.

النني يتمتع بطول القامة، ومع ذلك نجح في التحام هوائي وحيد. رامسي نجح في 5، وجاكا نجح في 3.

يحتاج النني لمزيد من الجرأة. نعود لنقطة التصويب، كما نتجه لنقطة اعتراض هجمات المنافس، حيث نجح في اعتراض تمريرة وحيدة، مقابل 7 لرامسي و8 لجاكا.

بالنظر لهذه الإحصائية في مشاركاته بالدوري الأوروبي هذا الموسم، اعترض النني 4 تمريرات خلال مواجهتين ضد كولن ولودجوريتس، شارك فيهما بالكامل.

الجرأة مطلوبة في القدرة على المراوغة بالكرة كذلك. لم يتم النني أي مراوغة ناجحة هذا الموسم في الدوري.

مباراة وست بروميتش كانت الظهور الأفضل للنني هذا الموسم، ونال إشادة خاصة من المخضرم أرسين فينجر في تصريحات ما بعد المباراة.

والحديث التالي على لسان المدير الفني الفرنسي.

" أخص بالذكر النني الذي لا يلعب كثيرا، لأن ما قدمه الليلة كان إيجابيا للغاية، فهو لاعب من طراز فريد ذو عقلية رائعة".

"النني لعب ضد كولن بالدوري الأوروبي ثم في أمام دونكاستر بكأس الرابطة وهو يكتسب الثقة كلما يلعب أكثر، وأنا سعيد جدا بأداءه"

في كل المراحل، النني يملك ثقة فينجر. بداية من خطوة استطابه من بازل، مرورا بمحاولات تطويره على مدار آخر موسمين، ومن ثم الإشادة المستمرة والخاصة مع كل ظهور جيد.

تطور لاعبنا المصري ملحوظ هذا الموسم، بمزيد من المشاركة قد نرى أفضل نسخة ممكنة من النني مع نهاية الموسم. الأمر صحي للغاية في حال تأهل منتخبنا الوطني لمونديال روسيا.

التعليقات