كتب : علي أبو طبل
لا شك أن ما يقدمه المدافع الدولي المصري أحمد حجازي أمر مبهر للغاية بعد مرور الجولات الـ7 الأولى من عمر الدوري الإنجليزي الممتاز.
مدافع الأهلي المصري المعار إلى وست بروميتش ألبيون فرض نفسه أساسيا في جميع المباريات في تشكيلة توني بوليس.
وست بروميتش يحقق انطلاقة مقبولة بالحصول على 9 نقاط من 7 جولات، والاستقرار في المركز العاشر.
المدافع الدولي المصري يساهم بقوة في التماسك الدفاعي المعتاد من أي فريق يقوده بوليس فنيا.
والآن، أين يقع حجازي إذا ما قارننا أداءه وأرقامه مع مدافعين مميزين هذا الموسم مع أنديتهم، مثل إيريك بايلي وبين مي وجون ستونز وتوبي ألدرفيرلد؟
ملحوظة هامة قبل البداية
لا بد من التفريق بين لاعب قلب دفاع يلعب في خطة كلاسيكية إنجليزية تعتمد على دفاع المنطقة والانطلاق بكرات بالونية إلى الأمام في هجمات مرتدة.
ولذلك قد تتقارب أرقام حجازي مع مدافع مثل بين مي الذي يلعب في بيرنلي، وبين مدافع آخر يلعب ضمن منظومة هجومية تعتمد على الكثير من التمريرات، وحينها تختلف نوعية الأرقام المميزة.
وهنا نتحدث عن الثلاثي بايلي وستونز وألديرفيرلد.
المساهمات الهجومية
الأمر قد يعد ثانويا عندما تتحدث عن لاعب قلب دفاع، ولكن إن كان هذا اللاعب يقدم إسهاما هجوميا ملحوظا، فأنت تتحدث عن لاعب متميز.
المساهمة الهجومية تكون من خلال عدة نقاط. التمريرات الصحيحة، والتمريرات التي تمثل بداية فرصة محققة "Key Pass"، والتسديدات على المرمى وصناعة الأهداف، وبالطبع تسجيلها.
البلجيكي ألديرفيرلد يتميز في أسلوب لعب توتنام الهجومي المفتوح بكثرة عدد التمريرات السليمة، حيث حقق 434 تمريرة صحيحة منذ بداية الموسم في 7 مباريات شارك بها.
ستونز يليه برصيد 426 تمريرة صحيحة ضمن منظومة بيب جوارديولا مع مانشستر سيتي، وبدرجة أقل يأتي إيريك بايلي برصيد 245 تمريرة سليمة خلال 6 مباريات فقط.
بين مي حقق 180 تمريرة صحيحة فقط مع بيرنلي، ويأتي حجازي أخيرا في هذه الاحصائية برصيد 121 تمريرة صحيحة.
يستمر تفوق ألدرفيرليد هجوميا على قرنائه في هذه المفاضلة. حيث أن 3 أهداف لتوتنام هذا الموسم بدأت بتمريرة من عنده قبل لمسة صناعة الهدف مباشرة.
بين مي نجح في الأمر نفسه مرتين مع بيرنلي، بينما نجح حجازي وبايلي في الأمر مرة واحدة، ولم يحقق ستونز ذلك في أي مناسبة حتى الآن.
المدافع البلجيكي هو الأفضل في التحول من الحالة الدفاعية إلى الهجومية بفضل مراوغاته واحتفاظه بالكرة وتقدمه. نجح في 4 مراوغات بشكل سليم، بينما نجح بايلي وحجازي ومي في مراوغة واحدة، ولم يحقق ستونز أي مراوغة ناجحة.
بين مي، مدافع بيرنلي، هو الأكثر محاولات على المرمى بين الأسماء المذكورة.
سدد مي 7 كرات بين الخشبات الثلاثة للمنافسين، ويتساوى خلفه كل من حجازي وستونز وألدرفيرلد برصيد 5 تسديدات على المرمى، ويحل بايلي أخيرا برصيد 3 تسديدات.
محاولات بايلي وحجازي هي الأكثر فلاحا. حيث تمكن كل منهما من تسجيل هدف لفريقه، بينما فشل الآخرون في ذلك.
الواجبات الدفاعية
هنا يكمن الأمر الرئيسي في التقييم الأساسي لأي مدافع، وتتحدد نقاط قوته وضعفه. وما دون ذلك يعد ثانويا.
ألديرفيرلد يستمر في تفوقه. هو الأكثر استخلاصا للكرات من المنافسين برصيد 8 استخلاصات ناجحة.
بايلي وستونز وحجازي يتساوون خلفه برصيد 5 استخلاصات ناجحة، ويحل مي أخيرا برصيد 4 استخلاصات.
اعتراض تمريرات المنافس وحسن توقعها، أمر يظهر فيه أحمد حجازي بقوة.
يحل حجازي ثانيا في هذه الإحصائية برصيد 8 محاولات ناجحة، خلف بين مي الذي حقق 10 اعتراضات بشكل سليم.
ستونز يليهم برصيد 6 اعترضات، ثم بايلي برصيد 5 اعتراضات، ويحل ألدرفيرلد أخيرا هنا برصيد اعتراض وحيد.
الالتحامات الهوائية. أمر يتفوق فيه مي وحجازي أيضا لأن أسلوب لعب أنديتهم يعتمد على ذلك.
مي هو الأفضل برصيد 32 التحاما هوائيا ناجحا، ويليه حجازي برصيد 19 التحاما نجاحا في الهواء.
ألدرفيرلد يأتي ثالثا برصيد 10 التحامات هوائية، ثم يتساوى ستونز وبايلي برصيد 9 التحامات.
الأمر ذاته يتعلق بتشتيت الكرة من مناطق الخطورة. حقق مي الأمر بنجاح في 63 مرة، ويليه حجازي في 55 مرة، ثم بايلي في 34 مرة، وألديرفيرلد في 30 مرة، ثم ستونز في 16 مرة فقط.
التصدي للتصويبات أمر يحبط المنافس حين يحاول على مرماك.
مي يقدم أرقاما رائعة في هذا الشأن، حيث تصدى لـ14 تصويبة قبل أن تصل لمرمى فريقه، ويأتي حجازي ثانيا بـ5 تصديات، ثم بايلي وألدرفيرلد برصيد 4، بينما تصدى ستونز لمحاولة وحيدة.
من الرائع أن يقدم لاعب قلب الدفاع تلك الإسهامات بأقل عدد من البطاقات الملونة المتلقاة، حتى لا يخسر الفريق جهوده.
حجازي سجله نظيف من البطاقات، تماما مثل ستونز.
ألدرفيرلد حصل على 3 بطاقات صفراء، بينما حصل بايلي على بطاقتين، وبن مي على بطاقة واحدة. ولم يتلق أي منهم بطاقات حمراء.
الاستنتاج النهائي
يمكن أن نستنتج أن أرقام حجازي تبدو رائعة، تماما مثل أدائه في موسمه الأول بالدوري الإنجليزي الممتاز، وأنه لا يبدو بعيدا عن أفضل المدافعين بالمسابقة، بل هو من ضمن الأفضل.
كذلك يمكن أن نستنتج أن الأرقام ليست الحكم الوحيد لجودة المدافع. فكل منهم يلعب حسب منظومة فريقه.
في النهاية، نجد أن بيرنلي استقبل 5 أهداف فقط تماما مثل توتنام، بفضل مجهودات مي وألدرفيرلد.
مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي استقبلا هدفين فقط في شباك كل منهما، وهذا يعني أن بايلي وستونز يبليان حسنا.
دفاع وست بروميتش ليس سيئا، حيث استقبل 8 أهداف، ولا شك أن لحجازي إسهاما كبيرا في ذلك.