إذا كنت تريد التفوق على النجم الساحلي في تطبيق الضغط فانتظر وتأخر عن قرارات لاعبيه بخطوة دائمًا، فحينما تفرض أسلوب ضغط عال على الفريق ستجده يرسل التمريرات الطولية ولديه مهاجم قوي ومميز في التعامل مع مثل تلك الكرات.
لا أطالب هُنا بعدم تطبيق الضغط العالي فهو أمر هام وضروري في بداية انطلاق المباراة من أجل إرهاب لاعبي وجماهير وحتى الجهاز الفني للفريق التونسي ولكن بعد مرور 15-30 دقيقة لابد من التأخر خطوة.
وقبل توضيح فكرة التأخر تلك، سنبرز أولًا أهم ما ينفذه الفريق التونسي تحت قيادة مديره الفني الفرنسي هوبير فلود، حيث تتم صناعة اللعب على الأطراف وخاصة الجانب الأيمن بعملية rotation وتبادل المراكز بين أكثر من لاعب، البداية تكن بتقدم ظهيري الجنب ويصبح المسئول عن البناء ثنائي الدفاع مع ثنائي الارتكاز.
الخليل بانجورا الجناح الأيمن يتحول إلى صانع لعب بالعمق ويتقدم حمدي النقاز الظهير الأيمن كجناح.
بانجورا مُراقب من ارتكاز أهلي طرابلس فيحاول استدراجه للجانب الأيمن لخلق ثغرة في عمق وسط الملعب للفريق الليبي.
هُنا يأتي دور الشرميطي الجناح الأيسر على الورق والذي يتحرك كثيرًا بالعمق خلف عمرو مرعي ليسقط ويتسلم الكرة في الثغرة التي خلقها بانجورا.(هُناك أيضًا إيهاب المساكني وحمة لحمر ثنائي مميز للغاية في التحرك والاستلام بين الخطوط)
الشرميطي عقب الاستلام والدوران بات أمامه عدة حلول سواء بالتمرير للظهير الأيسر المنطلق عليه البريقي أو النقاز على اليمين أو بالعمق لحمزة لحمر أو خلف الدفاع لعمرو مرعي وهو ماحدث بالفعل.
الأمر يُعد نمطا هجوميا واضحا للمدير الفني الفرنسي مع فريقه التونسي حيث تكرر في اكثر من حالة.
وحتى في الشوط الثاني على الجانب الآخر تكررت تحركات مشابهة بين الشرميطي ولحمر والبريقي أثناء بناء اللعب.
أما الأمر الثاني فهو مجموعات التمرير واللاعبين أصحاب الدور الأبرز في ربط الخطوط، حيث يُعد قلب الدفاع الأيمن رامي البدوي أهم لاعبي الدفاع في بناء اللعب بتمريراته الدائمة لبانجورا وكذلك هو الأكثر استلامًا من قلب الدفاع الآخر محمد كواتي والحارس أيمن البلبولي.
وكان محمد أمين بن عمر أهم لاعبي الوسط في الربط حيث كان ثاني أكثر لاعبي الفريق استلامًا للكرة بعد بانجورا صاحب الدور الأبرز في بناء اللعب كما أوضحنا في الحالات السابقة.
بينما في مواجهة الذهاب فكان إيهاب المساكني أكثر اللاعبين استلامًا للكرة وجاء خلفه أيضًا بن عمر بينما كان قلب الدفاع الأيمن زياد بوغطاس المسئول عن ربط الدفاع بالوسط.
تأخر خطوة
نعود مجددًا للأهلي، تأخر خطوة أو انتظر أول تمريرات الخصم للخط التالي، نعم اترك دفاع النجم يتسلم ويمرر فيما بينهم دون ضغط ولكن عند وصول أول تمريرة لأحد لاعبي الوسط ابدأ الضغط عن طريق الثنائي عبد الله السعيد والمهاجم سواء كان آزارو أو أجاي، بالتالي تصبح مسئولية رقابة بانجورا أو الشرميطي أو لحمر أو المساكني أيهم سيتحرك بالعمق سيكون هنالك رباعي وسط ملعب الأهلي متواجدا بينما تقدم الظهيرين يواجهه ظهيري الأهلي ومرعي معه ثنائي الدفاع.
ولكن لماذا كل ذلك؟ الفكرة باختصار هي حينما تضغط على قلبي الدفاع بمهاجمك، والسعيد وأحد ثنائي الارتكاز يضغطان على ثنائي ارتكاز النجم سيبقى لاعب ارتكاز وحيد في العمق بين تحركات بانجورا ولحمر والشرميطي سيتفوق النجم عدديًا ويضرب خطي الوسط والهجوم لديك، لذا فعليك التراجع قليلا أو الاعتماد على رقابة لاعب للاعب في كل مكان بالملعب مع التزام جناحيك برقابة ظهيري النجم حتى خط المرمى، ودخول ظهيريك مع جناحي النجم للعمق كما فعل معلول في الهدف الثاني أمام الترجي في المباراة الأخيرة.
كذلك استغلال المساحات خلف الظهيرين الطائرين عن طريق المرتدات وكذلك المساحات خلف قلبي الدفاع سيكون أمرا حاسما للأهلي خلال المباراة في ظل اعتماد النجم على الدفاع المتقدم.
وأخيرًا على لاعبي الأهلي تجنب ارتكاب الأخطاء بالقرب من منطقة الجزاء في ظل إجادة اللاعب حمزة لحمر تنفيذها ببراعة.