تعيش يوم الأربعاء الرياضة في أذربيجان يوما تاريخيا، فاليوم وللمرة الأولى في تاريخها سيلعب النشيد الرسمي لدوري أبطال اوروبا في أحد ملاعبها ضمن منافسات دور المجموعات من البطوله.

دوري أبطال أوروبا

اليوم سيواجه فريق كارباج الأذربيجاني فريق روما ضمن منافسات الجولة الثانية بمباريات المجموعة الثالثة، وعلى الرغم من الخسارة الثقيلة لهم في مباراة الجولة الأولى ضد تشيلسي في لندن بنتيجة 6/0 فإن ذلك لم يطفئ حماس جمهور كاراباج في انتظار أول مباراة رسمية لفريق أذربيجاني في دوري أبطال أوروبا

.

أخبار متعلقة:

كونتي: زاباكوستا لم يتعمد التسجيل أمام كاراباج.. ولن نتجل في موقف أزار "ما الذي ينقص سان جيرمان للفوز بدوري الأبطال؟ الهوية" ليلة الأبطال - تشيلسي لا يعرف الهزيمة في ضيافة أتليتكو مدريد ليلة الأبطال - هل يتخلص بايرن ميونيخ من لعنة حديقة الأمراء

"علينا ان نتعلم من أخطائنا" هكذا قال مدرب كاراباج جوربان جوربانوف على خسارتهم الأولى، وأكد أن وجودهم في هذه البطولة بحد ذاته سبب للسعادة وكان هدفهم الأول دائما.

جوربانوف قد تستطيع وصفه بأي شىء ولكن لا تستطيع وصفه بالشخص المتشائم، فبكل حديث يؤكد عدم خوف فريقهم من مواجهة أي فريق وذلك بعد أن حطموا كل التوقعات وهزموا فريق كوبنهاجن الدنماركي بالأدوار التمهيدية لدوري أبطال أوروبا.

"نحن نلعب من أجل جمهورنا وأي انتصار نحققه سيساعدنا لنكون أفضل بالمستقبل"، يذكر أن استقبال لاعبي كاراباج في اذربيجان بعد التأهل لدوري أبطال أوروبا متفوقا على كوبنهاجن كان استقبال كبير خرج به أغلب سكان مدينة باكو عاصمة أذربيجان.

تاريخ درامي

حجم السعادة التي سببها فريق كارباج لجمهوره توازي حجم التاريخ الدرامي لهذا النادي ومدينته ويعتبر رمز لروح المقاومة في بلاده.

الفريق لم يلعب بملعبه ومدينته بالتحديد منذ عام 1993 وذلك بسبب الحرب والصراع الدموي بمرتفعات قرة باغ والتي تسيطر عليها حرب بين أذربيجان وأرمينيا. عندما قامت القوات الأرمينية بمهاجمة باكو في 1991 بدأت حرب تسببت في مقتل 30 ألف شخص ومنذ عام 1993 وقعت مدينة أغدام وهي مدينة فريق كارباج بأيدي الإنفصاليين وتم تهجير سكان المدينة وتدمير بيوتهم ومنذ ذلك الوقت أصبحت مدينة فريق كارباج "أغدام" مدينة أشباح تقع بعد الحدود الأرمينية وعلى الرغم من توقف الحرب في 1994 إلا أن نزيف الدم في أغدام لم يتوقف وشهدت وفاة 120 شخص في أبريل 2016.

"على الرغم من احتلال أغدام فممثليها قاموا بغزو أوروبا، ذلك يوضح بأن الشعب الأذربيجاني لن يوافق أبدا على الاحتلال، الشعب الأذربيجاني لا يقوم بانتصارات عسكرية فقط ولكن رياضية أيضا."

كان هذا تعليق رئيس أذربيجان على تأهل فريق كاراباج إلى دوري أبطال أوروبا خلال مقابلته للاعبي الفريق لتهنئتهم، يذكر أن رئيس أذربيجان أهدى الفريق جائزة تصل قيمتها إلى 2 مليون مانات (العمله المحليه) والتي توازي مليون يورو وذلك لتأهله لدوري أبطال أوروبا، ذلك بجانب التبرعات والهدايا التي تلقاها النادي من رجال الاعمال بمجال النفط ومن راعيه الرسمي شركة المأكولات "Azersun".

ولذلك موطن كاراباج، بطل دوري وكأس أذربيجان لا يتواجد في أغدام ولكن في باكو العاصمة، واليوم سيشهد الاستاد الأوليمبي بأذربيجان استضافة روما، وبالأسابيع القادمة سيأتي كل من تشيلسي وأتليتكو مدريد والذي سيتوجب عليهم القيام برحلة سفر تصل مدتها إلى 7 ساعات لمواجهة كاراباج.

يذكر أن الاستاد الأوليمبي تصل سعته لـ 70 الف مقعد وسيشارك في استضافة يورو 2020.

مواجهة كاراباج قد تبدو نزهة طويلة للفرق الأوروبية الأخرى ولكن رقميا فإن كاراباج لم يخسر على أرضه بأخر 9 مباريات أوروبية، من ضمنها مباريات بالدوري الأوروبي وهزيمته كانت أمام فيورنتينا الإيطالي.

وبأخر 20 مباراة أوروبية على أرضه لم يخسر سوى في مباراتين وكانت الهزيمه الثانيه أمام دينبرو بعام 2014 بالدوري الأوروبي وبهذا العام كان قد وصل فريق دينبرو إلى نهائي البطوله ذاتها.

ويعتبر أبرز لاعبي فريق كاراباج هم النرويجي من أصول مغربية طارق اليونسي والروسي راميل شيدايف.