في مواجهة شهدت العديد من التقلبات التكتيكية نجح فريق الأهلي تحت قيادة حسام البدري في التفوق على الترجي تحت قيادة فوزي البنزرتي المدير الفني التونسي.
الأهلي بدأ اللقاء بضغط عال وقوي على دفاع ووسط ملعب الترجي وبالفعل وقع لاعبو الفريق التونسي في العديد من الأخطاء ولكن لم يكن استغلالها بالشكل الأمثل في ظل تسرع في اتخاذ القرارات من لاعبي الأهلي.
بالتالي لم ينجح الفريق في استخدام الاستراتيجية الأولى له في المباراة بل ووقع علي معلول في خطأ كلف الأهلي هدفا وزاد من صعوبة الموقف.
حسام البدري (متفقا مع تحليل مباراة الذهاب حينما ذكرنا أنه لا يمكن لفريق تطبيق الضغط العالي طيلة أحداث المباراة وبالتالي فكان لابد من تطبيق ضغط متوسط على الاقل بعد تقدم الأهلي بهدفه الأول) صرّح بأنه غيّر من أسلوب الضغط الذي اتبعه خلال الشوط الأول في الشوط الثاني ليطبق الضغط المتوسط مع إعطاء الترجي فرصة للتقدم لتظهر المساحات خلفهم مع تبديل جونيور أجاي الذي حول طريقة اللعب إلى 4-4-2 وبات هناك دائما ثنائي هجومي للأهلي.
وكما أوضحنا أيضا في تحليل الذهاب أن الترجي يعتمد على فكرة توغل ثنائي الجناح لعمق الملعب لخلق تفوق عددي في تلك المنطقة والاعتماد على هذا الأمر في الاستحواذ على الكرة، وأكدنا أن الحل كان بدخول أحمد فتحي وعلي معلول أيضا لعمق الملعب مع الظهيرين لحل تلك الأزمة، ولكنه لم يحدث في هدف الترجي الأول في الذهاب وظل الفريق يدافع بسداسي في الخلف ويترك جناحي الترجي يتسلمون الكرة بكل حرية خلف ثنائي الارتكاز.
هذا هو خماسي وسط ملعب الترجي بدخول الجناحين للعمق.
فقد تكرر الأمر في مباراة الإياب ولكن هذه المرة كان فتحي ومعلول يتوغلان لعمق الملعب خلف جناحي الترجي مع تراجع وليد سليمان وعبد الله السعيد مع ظهيري الترجي المتقدمين للهجوم.
لاحظ لاعب حر إضافي في الوسط ثم تقدم فتحي للضغط عليه أنهى الأزمة.
وهُنا جاء الهدف الثاني للأهلي، لاحظ فالبداية معلول يراقب غيلان شعلالي ثم ينطلق خلفه بالعمق ويعود وليد مع مباركي وبالفعل نجح معلول في استخلاص الكرة وصناعة الهدف الثاني.
أي أن الهدف الأول جاء عن طريق تحول هجومي سريع من مرتدة ثم عرضية في ظل تواجد ثنائي هجومي وهو أمر يُحسب للبدري الذي أكد على أنه عمل على استدراج الترجي ثم الضغط واستغلال تلك المساحات.
بينما وعلى النقيض جاء الهدف الأول بعد 15 تمريرة من لاعبي الأهلي 4 منها كانت لعبد الله السعيد الذي يُحسب له دوره الرائع في هذا الهدف بشكل كبير.
ولكن دعنا نوضح التحرر الهجومي للظهيرين معا في هذا الشوط مع ارتداد حسام عاشور بين قلبي الدفاع، حيث كان الثنائي معلول وفتحي وكأنهما جناحين مهاجمين.
نعود للهدف بدأه عملية تبادل مراكز بين السعيد وفتحي.
واستدراج معتاد من الأهلي لأي خصم له في جبهة ثم التمرير لقلب الدفاع في الجبهة العكسية ليتقدم بالكرة.
نجيب تقدم لمنتصف ملعب الترجي ومرر لوليد سليمان.
عاد وليد بالكرة للخلف لتصل مجددا للجانب الأيمن مع تبادل للكرة بين السعيد والسولية في وسط الملعب ليتقدم خلفهما البدري وكوم ويصبح فتحي في الجانب الأيمن أمامه شمام الظهير الأيسر فقط.
عاد السعيد بالكرة للخلف وتسلل دون رقابة لمنتصف ملعب الترجي، فيما تقدم أنيس البدري للضغط على ربيعة الذي مرر الكرة لفتحي في مواجهة شمام.
هُنا ظهرت ثغرة خلف شمام ليتحرك بها السعيد دون رقابة.
ولكن قلب الدفاع الأيسر تحرك للتغطية خلف شمام فظهرت خلفه المساحة ليمرر بها فتحي الكرة إلى أجاي الذي أعادها من جديد للسعيد خلف شمام ليرسل عرضية الهدف في ظل تواجد معلول على الجانب الآخر دون رقابة.
أخيرا علي معلول لم يظهر في أماكن غير تقليدية لظهير أيسر في مواقف لعب مفتوح في الهدفين فقط(كان جناح مهاجم في الهدف الأول وجناح أيمن في الهدف الثاني) بل ظهر ايضا كلاعب وسط مدافع في إحدى الحالات في الشوط الأول بعد فقدان عمرو السولية للكرة وتقدم أحمد فتحي ليقوم بالتغطية خلف فتحي في الجانب الأيمن.
معلول مرر الكرة للسولية الذي فقدها في ظل تقدم فتحي لينطلق الظهير التونسي الرائع للتغطية خلف فتحي.