علي معلول ..الطفل الذي بكى في رادس بسبب الأهلي وانتفض لإنقاذه
الأحد، 24 سبتمبر 2017 - 15:59
كتب : عادل كُريّم
الأهلي يضم علي معلول من الصفاقسي مقابل 700 ألف يورو" .. عنوان تصدر المواقع الرياضية في مصر وتونس على حد سواء قبل أكثر من عام بقليل .. تحديداً في الثالث والعشرين من يوليو 2016.
الأهلي فضل عدم استغلال الشرط الجزائي في عقد قائد الصفاقسي وأضاف له 200 ألف يورو "للحفاظ على علاقات الصداقة مع الفريق التونسي" حسبما ذكر مسؤولوه وقتها.. المهم أن معلول أصبح لاعباً في صفوف الفريق الأحمر.
الهولندي مارتن يول الذي ضم معلول للأهلي أشركه في مباراة إنبي بنصف نهائي الكأس، وقدم الظهير الأيسر التونسي مستوى مميزا للغاية.. فقط ليقرر يول إبعاده عن المباراة النهائية أمام الزمالك.
"معلول غير قادر على المشاركة في 3 مباريات متتالية" .. مارتن يول
خسر الأهلي وسط غضب جماهيري على يول، الذي لم يلبث أن ترك مكانه بعدها بقليل لحسام البدري.
بدأ معلول الدوري مع الأهلي بصفة أساسية في أول 4 مباريات، وصنع خلالها هدفين.. ثم غاب لمباراتين وسط أنباء عن عدم رضا البدري الكامل عن مستواه، عاد ليسجل في مرمى طنطا أول أهدافه من ركلة جزاء، وواصل المشاركة حتى غاب من جديد عن مباريات الأهلي الثلاثة الأخيرة في الدور الأول للدوري.. ووقتها بدأت أنباء تتردد.
الترجي مهتم بضم معلول مقابل مليون يورو.. البدري غير مقتنع بالتونسي ويرغب في ضم لاعب أجنبي آخر بدلاً منه.
البدري من جانبه أكد أكثر من مرة تمسكه بمعلول لكن غياب الأخير عن أهم ثلاثة مباريات للأهلي في الدور الأول (أمام إنبي والمصري والزمالك)، وحديث مدير الكرة سيد عبد الحفيظ عن تمسك الفريق بالظهير التونسي "إلا في حال قدوم عرض مغري لا يمكن رفضه" أسال المزيد من الحبر حول علاقة معلول بالفريق الأحمر.
بل إن الصحف والمواقع خرجت صباح يوم من أيام ديسمبر 2016 لتؤكد أن "معلول هرب إلى تونس بالفعل".. وأنه في طريقه للخروج من جحيم الأهلي والانتقال للترجي رسمياً.
المهم هنا .. كيف تصرف معلول نفسه ؟
صمت تام .. هدوء .. تركيز في المران فقط
رفض معلول الحديث لأي جهة سوى بعض التصريحات المقتضبة لموقع ناديه الرسمي بأنه لا يعرف شيئاً عن العروض المذكورة، وأنه ملتزم بتعاقده المستمر لأربعة مواسم.
غاب معلول عن المباريات فلم يتحدث، وواصل المران.. عاد للمشاركة فلم يتحدث، وواصل المران.
خارج الملعب كانت علاقته بجماهير الأهلي تمر ببعض المنحنيات.
الغالبية أحبته "فنياً" منذ عرضه الأول، ثم عادت لتنتقده وتقارن أدائه في المنتخب التونسي بذلك في الأهلي وتتهمه بالتراخي .
الكثيرون أحبوه "بعيداً عن الفنيات" حينما كاد يبكي بعد تعثر الأهلي في أحد المباريات (تحديداً عندما تعادل وادي دجلة مع الأهلي قبل أن يدرك الفوز بعدها في بداية دوري الموسم الماضي) ولإصراره الواضح على القتال داخل أرض الملعب، حتى لو ابتعد أحياناً عن مستواه الفني.
وظل معلول نفسه صامتاً ورافضاً للحديث، مكتفياً بالمران فقط.
صمت فسره البعض بأن معلول يرفض الحياة في القاهرة، وأنه أرسل زوجته إلى تونس بالفعل. رغم أنه أكد عودة زوجته لتونس لظروف ولادتها لنجله الأول "كريم"، ثم عادا معاً للحياة بالقاهرة بصورة طبيعية فيما بعد.. معلول يتمتع بعلاقة صداقة جيدة مع أغلب لاعبي الأهلي بالفعل.. لكن الكثيرون لا يرون ذلك.. وهو لا يهتم .
حصل معلول على راحة مع بقية رفاقه في نهاية الموسم الماضي، وعاد ليشارك في مباراة الزمالك الأخيرة بالدوري، ثم في قبل نهائي ونهائي كأس مصر.. وسط أنباء مستمره حول قرب رحيله إلى جانجون الفرنسي أو النصر السعودي أو الترجي أو ...
لكنه لم يهتم كالعادة، وعاد ليكتب صفحة جديدة في علاقته بجماهير الأهلي هذه المرة..
أداؤه في نهائي الكأس أمام المصري، وصناعته للهدف الأول ثم احتفاله بالهدفين مع سيد معوض المدرب المساعد، لقطة ستبقى طويلاً في بال الجماهير الحمراء.
ثم أتت مباراة الترجي في ربع نهائي دوري الأبطال.. اختبار صعب للتونسي أمام كبير بلاده .
خطأ فادح يتسبب في ركلة جزاء وهدف للترجي، والأهلي يبدو في طريقه لوداع البطولة .. وضغط عصبي كبير من جماهير تونس العاصمة ولاعبي الترجي .. معلول يبدو وكأنه كتب شهادة نهاية علاقته بجماهير الأهلي فعلياً.
لكن الأهلي لم يشتر مجرد "ظهير أيسر محترف" كما يحلو لبعض الخبراء ترديد ذلك. لكنه اشترى "محترف بعقلية كابتن فريق".
لم يهتز علي معلول، انطلق لداخل منطقة جزاء الترجي ليسجل التعادل بقدمه اليمنى، وانطلق عائداً لنصف ملعب فريقه مطالباً رفاقه بالعودة سريعاً فلا وقت للاحتفال الآن.
ثم انطلق مرة أخرى في مكان غريب عليه، ليوزع من الجهة اليمنى هدف الفوز بطريقة رائعة .
هنا كسر معلول كل الحواجز بينه وبين الجماهير الحمراء التي عرف الكثير منها منذ البداية قيمة اللاعب الذي ضمه فريقهم من مدينة صفاقس .. وتعرف بقيتهم عليه جيداً في هذه الليلة.
معلول الذي اعترف أنه بكى في تلك الليلة من عام 2006 حين أتى الأهلي إلى رادس ليحرم فريق مدينته من لقب دوري الأبطال في الثانية الأخيرة، ليبيت الطفل ذو الأعوام الستة عشره ليلته باكياً وحانقاً على هذا الفريق ذو اللون الأحمر .. عاد إلى رادس نفسه بعدها بـ11 عاماً ليحيي آمال نفس الفريق (وإن ارتدى قميصاً أزرق اللون) في لقب تاسع بنفس المسابقة .
وسيعود للقاهرة وهو يعلم أن جماهيرها أصبحت تنظر له نظرة مختلفة.. نظرة إلى "لاعب محترف بعقلية القائد" .
اقرأ أيضا:
بالفيديو - الأهلي لا يعرف المستحيل.. للأحمر حكايات في رادس
البدري: الشكر لجمهور الأهلي.. وهذا ما قلته للاعبين بين الشوطين
متعب يكشف ما قاله للاعبي الأهلي قبل مواجهة الترجي
بعد عامين من الرفض.. انتقام أجاي يحرق الترجي
أيوب: لم يبخل أحدا.. ونجحنا في السيطرة رغم ضغط الجماهير والحكم
ربيعة: لم نفكر إلا في الفوز بعد الموقف المحرج في برج العرب.. أريد الثالثة
طاهر: الأهلي دائما يلعب أفضل تحت ضغط.. إفريقيا هدفنا
الأهلي: تخطينا منافسا قويا.. ولكن لم نحقق البطولة بعد
البدري يتعرض لإصابة "بتمزق" بعد نهاية مباراة الترجي
معلول: هذه أقوى رسالة على ما قيل عني.. أدافع عن قميص الأهلي
أبو تريكة: ملحمة أخرى للأهلي.. نحن لا نعرف المستحيل
الأهلي يقرر البقاء في تونس حتى مواجهة نصف النهائي
أرقام في الجول - من قال إن معلول لا يحب اللعب ضد فرق تونس!
8 أرقام تاريخية حققها الأهلي بقهر الترجي في رادس
إكرامي: من لا يحتمل الضغط لا يستحق الأهلي.. تأثير الجمهور كان كبيرا علي
أرقام في الجول تكشف - كيف ساعد أجاي البدري في خطة الشوط الثاني
الشامي لـ في الجول: لا أجد كلمات لوصف نجيب وربيعة.. وتوقعت الانتصار في تونس