"الهجوم يفوز لك بالمباريات والدفاع يحصد لك البطولات" تلك المقولة الخالدة للسير أليكس فيرجسون والتي يمكنك تطبيقها على الدوريات الأوروبية الكبرى لمعرفة مدى دقتها وصحتها.
في إيطاليا وتحديدا في المواسم السبع الأخيرة كان البطل دائما صاحب أقوى خط دفاع وليس الفريق الهجومي الممتع الذي تفضل مشاهدته كما هو حال نابولي مع ماوريسيو ساري أو روما مع لوتشيانو سباليتي فهذه الأندية قدمت مواسم مميزة ولعبت كرة قدم هجومية ممتعة في السنوات الأخيرة دون تحقيق شيء يذكر.
منذ سبع سنوات نجح ماكسيميليانو أليجري في قيادة ميلان للفوز ببطولة الدوري وذلك بسبب أن دفاعاته كانت الأقوى فلم تهتز سوى في 24 مناسبة بينما خط هجومه كان الثالث في الترتيب قبل أن ينطلق يوفنتوس لستة مواسم ثلاثة مع أنطونيو كونتي وثلاثة أخرى مع أليجري نفسه محافظا على لقبه بسبب قوة دفاعه مع تذبذب أداء مهاجميه طوال تلك الفترة.
يوفنتوس حقق ستة ألقاب للدوري متتالية كان خلالها أقوى دفاع في البطولة ولكن في مناسبتين فقط كان هو صاحب لقب الهجوم الأقوى بينما تناوب روما ونابولي وميلان على لقب الهجوم الأقوى في بقية المواسم تلك.
هذا الموسم وبعد مرور أربعة جولات من الدوري الإيطالي يمكنك أن تشاهد إنتر ميلان كأقوى دفاع فلم تهتز شباكه سوى بهدف وحيد سجله إيدين دزيكو مهاجم روما، ويبدو أن أختراق دفاعات الأفاعي هذا الموسم أمر صعب خصوصا أن سباليتي قد عمل طوال الصيف على تدعيم خطه الخلفي.
المشكلة لم تكن أساسا في قلب الملعب حيث ينشط ميراندا والذي تم تدعيمه بمدافع شاب من سامبدوريا هو السلوفاكي سكرينيار ولكن المدرب الإيطالي درس المشكلة الأساسية في دفاعات فريقه وهي الأظهرة.
تعاقد إنتر مع الظهير الأيسر البرازيلي دالبيرت هنريك من نيس الفرنسي ودعم الجبهة اليمنى بالبرتغالي جواو كانسيلو الذي يستطيع اللعب كظهير وكجناح على تلك الجبهة.
ساهم ذلك في زيادة المنافسة مع الأسماء المتواجدة كناجاتومو ودانيلي دامبروزيو والذي يظهر هذا الموسم بأداء مميز مقارنة بما قدمه في الموسم الماضي والثغرة الكارثية التي ظهرت في دفاعات إنتر بسبب المساحات التي يتركها بينه وبين قلب الدفاع والتي أغلقها سباليتي هذا الموسم بإلتزام ظهيره بالتغطية الدفاعية وتمركز لاعبي الوسط خصوصا الأوروجوياني ماتياش فيتشينو دفاعيا في تلك الثغرة.
هدف وحيد فقط هز شباك إنتر في الجولات الأربع الأولى هذا الموسم مقارنة بخمسة أهداف في نفس الفترة من الموسم الماضي وخمسة أهداف أخرى هزت شباك فريق سباليتي السابق روما في نفس الجولات أيضا.
دفاعات يوفنتوس الأقوى في المواسم الماضية شهدت معاناة منذ الصيف برحيل أحد أهم ركائزها الأساسية ليوناردو بونوتشي إلى ميلان بدون تعويض مناسب بجانب رحيل الظهير الأيمن داني ألفيش وعدم تعويضه أيضا.
وعلى أرضية الملعب لم يستقر بعد أليجري على قلبي دفاعه بسبب أداءهما المتذبذب وغياب التفاهم بينهما فشارك الرباعي المهدي بن عطيه وبارزالي ودانيلي روجاني وكيلليني في المباريات الأربعة وتكررت أخطاء الظهير الأيمن ستيفان ليخشتاينر في التغطية إضافة إلى تراجع في مستوى العنكبوت جيانلويجي بوفون.
نظريا وبالمعطيات الحالية يفتقد يوفنتوس لقوته الدفاعية التي كانت تعطيه الأمان وتساعده في الحفاظ على لقبه طوال الموسم الماضي وأنتقلت إلى إنتر ميلان مع سباليتي منذ بداية هذا الموسم.
هجوميا لا يعاني إنتر وإن كان ليس بقوة ثلاثي هجوم نابولي ولا يمتلك "باولو ديبالا" في خطه الأمامي كما هو حال يوفنتوس ولكنه يمتلك ماورو إيكاردي القادر على حسم أي مواجهة لصالحه هو وفريقه.
يجعل هذا إنتر ميلان بعد الجولات الأربع من الموسم هو المرشح الأبرز لحصد اللقب مع إضافة ميزة أخرى له وهي تركيزه الكامل على بطولة الدوري المحلي نظرا لعدم مشاركته أوروبيا كما هو حال يوفنتوس ونابولي وروما وميلان، هؤلاء سيتم إستهلاكم لفترة في الموسم أوروبيا وهو ما سيكون على إنتر استغلاله بعدم التعثر في مبارياته.
لكن يظل كل هذا "على الورق" فبدون الإستمرارية في تقديم الأداء المميز الذي ظهر عليه الأفاعي بداية هذا الموسم سيعود الفريق مرة أخرى للدوامة التي يعيش فيها في المواسم الماضية "بداية جيدة ثم إنهيار ثم تطور سريع مفاجئ وإنهيار في النهاية".