في مواجهة أظهرت العديد من العيوب في صفوف كلا الفريقين لتنتهي بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق، وضح جليّا الكثير من الأخطاء التي عانى منها الأهلي والترجي سواء كانت على المستوى الفردي أو الخططي بشكل جماعي.
ومن خلال هذا التحليل سنسلط الضوء على المباراة مقسمة إلى فترات شهدت سيطرة أحد الفريقين على الآخر.
أول 15 دقيقة
لو نجح الثنائي أحمد الشيخ ووليد أزارو في استغلال الفرص التي سنحت لهما لكان الفريق متقدما من البداية بثلاثة أهداف.
الفضل يعود في تفوق الأهلي خلال تلك الفترة إلى الضغط العالي الذي فرضه البدري على لاعبي خط دفاع ووسط الترجي فأجبرهم على الوقوع في العديد من الأخطاء.
فترة ما بعد الهدف الأول
سيطر الترجي تماما على المباراة بسبب رئيسي وهو اختفاء الضغط (ليس الحديث هُنا عن الضغط العالي فلا يمكن لفريق أن يطبق هذا الضغط باستمرار على مدار فترات المباراة) ولكن حتى الضغط المتوسط عند خط وسط الملعب بعد تراجع خطوط الفريق لم يكن موجودا خلال تلك الدقائق بسبب أمرين:
- تراجع الثنائي أحمد الشيخ وجونيور أجاي بجوار الظهيرين ليصبح الشكل الدفاعي للأهلي 6-3-1 وهو الأمر الذي فرّغ منطقة وسط الملعب (ولا يمكن معرفة السبب هل تعليمات مدرب أم تراجع اللاعبين ولكنه أمر حدث من قبل أمام فريق مصر للمقاصة في بطولة الدوري الموسم الماضي(.
-استغلال فوزي البنزرتي لهذا الأمر وخلق تفوق عددي في عمق الملعب بإدخال جناحيه للعمق خلف ثنائي ارتكاز الأهلي مع تقدم الظهيرين كأجنحة هجومية وبينهما المهاجم طه الخنيسي ( 3 لاعبين للترجي فقط بين 6 مدافعين للأهلي)، وفي وسط الملعب أصبح هناك 5 لاعبين أنيس البدري وغيلان شعلالي وفرجاني ساسي وفرانك كوم وكوليبالي .
فبات من السهل التحضير والتدرج بالكرة من الدفاع للوسط وضرب لاعبي ارتكاز الأهلي بسهولة فالتفوق العددي لصالح الترجي في تلك المنطقة وعند التقدم والوصول لمناطق الخطورة ستجبر لاعبي دفاع الأهلي على الخروج من مواقعهم من أجل التغطية خلف لاعبي الوسط، وهذا بالتحديد ماظهر في بداية الهدف الأول.
فماذا لو كان الشيخ متواجدا في مكانه الطبيعي على يمين عاشور والسولية؟ ربما وقتها اعتمد الترجي على التمريرة الطولية فتمرير لكوليبالي وأمامه الشيخ لن يكن حلا مقبولا.
نفس الفكرة عن الضغط السلبي للفريق والتفوق العددي للترجي في العمق بفضل تمركز ثنائي الجناح بين الخطوط.
وهذه فرصة هدف سددها الخنيسي وتصدى لها إكرامي جاءت بنفس الفكرة
وبالحديث عن الهدف الأول فقد ظهر العديد من الأخطاء به سواء سوء الرقابة من أحمد فتحي للخنيسي أو من أحمد الشيخ لمنطقته المحددة على القائم القريب على خط الـ6 ياردات في حالة إرسال الكرة بها، إلا أنه أيضا خطأ الجهاز الفني فهذه المنطقة الأخطر دائما على أي فريق ويُفضل الاعتماد بها على المهاجم الصريح الذي يتقن التعامل مع الكرات العرضية وليس اختيار لاعب مثل الشيخ لا يجيد ذلك الأمر رغم طول قامته إلا أنه ليس اللاعب الشرس الذي يذهب لمواجهة الكرة.
بعد نصف ساعة
بدأ الأهلي يعود من جديد للضغط، ليس فقط العالي ولكن حتى في عمق وسط الملعب وعند توغل شعلالي أو البدري للعمق كان يدخل خلفهما الظهيرين معلول أو فتحي وحرم الأهلي الترجي من بناء اللعب وأجبره على إرسال التمرير الطولي أحيانا.
أو التمرير الخاطئ في منتصف ملعبهم في حالات أخرى.
ومع انطلاق الشوط الثاني وارتكاب إكرامي لخطأ كارثي تراجع الترجي وضغط الأهلي بكل قوة مع تغييرات جيدة من حسام البدري سيطر الفريق من خلالها على الشوط الثاني كاملا ولكن استمرار إهدار الفرص من المهاجمين أضاع على فريق الأهلي فوزا مستحقا أمام الترجي الذي عانى كثيرا من سوء التمركز والوعي الدفاعي لرباعي خط دفاعه وهو الأمر الذي يجب على لاعبي الأهلي استغلاله في مباراة الإياب.