كتب : عمر ناصف
"سأفقتد البحر والصيد في باليرمو" هكذا أبدى ديبالا حزنه على الرحيل عن باليرمو الذي استقطبه بمبلغ وصل إلى 12 مليون يورو في صيف 2012 من نادي إنستيتو كوردوبا الذي يلعب في الدرجات الأدنى الأرجنتينية.
وقال ماوريزيو زامبريني رئيس النادي الإيطالي حينها: "لقد حصلنا على سيرخيو أجويرو الجديد" اتهمه الكثير بالجنون نظرا للمبلغ الكبير الذي تم دفعه في صاحب ال19 عاما.
في كوردوبا كان ديبالا قد حطم رقم المهاجم الأرجنتيني التاريخي ماريو كيمبس كأصغر لاعب يسجل بقميص الفريق وأكثر لاعب يشارك تواليا في مباريات الفريق في الموسم برصيد 38 مباراة عادلهم فيها ديبالا والذي تفوق بتسجيله لثلاثيتين وإجمالي 17 هدفا في أول موسم يشارك فيه مع فريقه في الدرجة الثانية الأرجنتينية.
لم تكن أوروبا وإيطاليا بالغريبة على "لا جويا" أو الجوهرة إن أردت ترجمتها هو لقبه الذي حصل عليه بسبب موهبته، إذ أن جده لأبيه كان بولنديا قبل أن يهرب من الهجوم النازي على بلاده خلال الحرب العالمية الثانية إلى الأرجنتين بينما والدته كان لها أصول إيطالية وتحديدا من نابولي.
وقال عانه جينارو جاتوزو مدرب باليرمو السابق لـ3 أشهر فقط خلال عام 2013"لا تحتاج لأكثر من ثانية لتعرف موهبة هذا اللاعب"، تلك الفترة كانت مهمة في مسيرة المهاجم الأرجنتيني، إذ أن جاتوزو قام بتغير مركزه ليصبح مهاجما متأخرا أقرب للقيام بأدوار اللاعب رقم 10.
احتاج ذلك جاتوزو ليطور من قدرات لاعبه البدنية ففي التدريبات كان هناك لاعب واحد فقط يقوم برقابته وهو جاتوزو بنفسه والذي كان يتعمد الدخول بعنف عليه.
ديبالا قال عن تلك الفترة "كان جاتوزو يقوم بمراقبتي وعندما أتجاوزه يقوم بضربي، لقد علمني ذلك كيفية الدفاع عن الكرة بجسدي وأن أتحرك بشكل أسرع" ربما تلك هي الهدية التي قدمها جاتوزو لكرة القدم في أيامه الأولى كمدرب.
قبل جاتوزو كان رصيد أهداف ديبالا في الدوري الإيطالي 3 أهداف في 28 مشاركة.
انتقاله إلى يوفنتوس في صيف شهد رحيل العديد من النجوم الكبار عن الفريق وهو في صيف 2015 ليجد اللاعب نفسه يحمل الرقم 21 والذي كان يحمله أندريا بيرلو في المواسم الثلاث السابقة لوصول اللاعب الأرجنتيني إلى تورينو.
30 أغسطس 2015 كان التاريخ الذي سجل فيه ديبالا هدفه الأول بقميص يوفنتوس ولكنه كان هدفا شرفيا في خسارة الفريق بهدفين لهدف أمام روما على ملعب الأولمبيكو.
وصرح ديبالا عقب تجسيله للركلة الحرة الأولى له بقميص يوفنتوس"ربما ترك بيرلو بعضا من سحره في القميص رقم 21 قبل رحيله". كان ذلك أمام هيلاس فيرونا في يناير 2016 بعد 18 جولة من موسمه الأول مع يوفنتوس، ديبالا سجل 7 ركلات حرة مباشرة حتى الآن بقميص يوفنتوس.
أنهى ديبالا موسمه الأول بتسجيله 23 هدف في 46 مشاركة وفي موسمه الثاني أضاف 19 هدفا في 48 مشاركة هذه المرة.
الصيف الماضي زادت الشائعات حول إمكانية رحيله عن الفريق إلى برشلونة ولكن رد إدارة يوفنتوس كان بإهداء اللاعب الرقم 10 الأشهر في يوفنتوس.
ويبدو أن أليساندرو ديل بيرو وميشيل بلاتيني قد تركوا بعضا من سحرهم في هذا القميص أيضا فكانت البداية هي الأقوى ليست فقط في مسيرة اللاعب ولكن لأي مهاجم في تاريخ الدوري حيث سجل 8 أهداف منهم ثلاثيتين في 4 مباريات فقط هذا الموسم ليتجاوز رقم الثنائي جابريل باتيستوتا وأنطونيو دي ناتالي اللذان سجلا 6 أهداف فقط في نفس المدة في وقت سابق من مسيرتهم.
ديبالا أصبح أول لاعب منذ واين روني في 2011-2012 يسجل 8 أهداف في الجولات الأربع الأولى من الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى أيضا.
"القناع" هي طريقة احتفاله الفريدة بالأهداف وقال عنها "أحيانا عندما تعاني تحتاج إلى أن ترتدي قناع المحارب لتصبح أقوى دون أن تتخلى عن ابتسامتك وطيبتك من تحته".
100 مباراة بقميص يوفنتوس خلال موسمين وبضعة أسابيع حصد خلالهم 5 بطولات مسجلا 52 هدف ومهديا زملاءه 18 هدف أخر. وقد يصبح الجوهرة التي انتظرتها جماهير يوفنتوس طويلا.