يعتبرها البعض أهم مباريات الموسم بالنسبة لفريق الأهلي وكان قد صرّح حسام البدري لـFilGoal.com قائلا:"هي نهائي مبكر للبطولة لأن كلا الفريقين يسعى للتتويج" تأكيدًا على أهمية اللقاء.
بينما قال فوزي البنزرتي المدير الفني للترجي في تصريحاته لـFilGoal.com:"لابد من أن يكون دفاعنا صلبًا لكننا نريد تسجيل الأهداف والأهلي كذلك يمتلك مقومات التسجيل، لو تطلب الأمر منا الهجوم بـ7 أو 8 لاعبين سنفعل هذه طريقتنا داخل أو خارج ملعبنا".
وأكمل"أعامل تلك المواجهة على أنها مباراة واحدة في برج العرب" ومن الواضح أن المدير الفني التونسي يبحث عن حسم الصعود من برج العرب ولكنه وبالطبع يعلم جيدًا أنه حتى لو عاد إلى تونس بالفوز فالأهلي قادر على خطف التأهل من معقله في رادس وبين جماهيره.
ونستعرض من خلال هذا التقرير تحليلًا مفصلًا لفريق الترجي التونسي في مواجهاته الثلاث الأخيرة خارج ملعبه في دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا.
الحالة الدفاعية
يطبق الفريق الضغط العالي بقوة خاصة في الدقائق الأولى من المباراة لإجبار لاعبي وسط ودفاع الخصم على ارتكاب الأخطاء أو إرسال تمريرات طولية بدون دقة ليحكم السيطرة مبكرًا على المباراة.
وعادة ما تكون الجبهة اليسرى هي أكثر مناطق الضغط واستخلاص الكرة للاعبي الفريق خاصة فرجاني ساسي اللاعب الأكثر استخلاصًا في كل المباريات خارج ملعبه.
وفي أغلب الحالات يُفضل البنزرتي التنظيم الدفاعي بالـ4-1-4-1 بتواجد كوليبالي كمحور ارتكاز أمام قلبي الدفاع وخلف الرباعي فخر الدين بن يوسف وفرجاني ساسي وسعد بقير(غيلان شعلالي) وأنيس البدري.
الثغرات الدفاعية
سوء التمركز الدفاعي
يعاني الفريق من خلل دفاعي واضح خاصة في العمق بين قلبي الدفاع حيث يتم بسهولة ضربهم والانفراد بالمرمى في ظل الدفاع المتقدم للبنزرتي لتضييق المساحات مع تطبيق الضغط.
وهُنا في هدف ماميلودي صن داونز الوحيد في شباك الترجي ظهر الخلل الدفاعي الواضح حيث تقدم منتصر الطالبي بينما ظل شمس الدين داودي متأخرًا يغطي التسلل.
التمركز السيئ في مواجهة الكرات العرضية
هو أكثر تلك الأخطاء تكرارًا في هذه المواجهات، فدائمًا ما يتحرك قلب الدفاع القريب من مكان تواجد الكرة للتغطية خلف الظهير ومعه كوليبالي لاعب الارتكاز ويترك مساحة كبيرة بينه وبين قلب الدفاع الآخر تسهل من مهمة المهاجم في خطف الكرة العرضية قبله.
وهو ما حدث في هدف فيتا كلوب الأول.
وتكرر أمام سان جورج.
أيضًا تباطؤ قلب الدفاع داودي والظهير الأيمن مباركي في التغطية العكسية.
وسوء التعامل مع تلك الكرات العرضية في المناطق البعيدة عن رقابة مدافعي الترجي والذي تسبب في هدف فيتا كلوب الثاني.
ثغرة عمق وسط الملعب
دائمًا يعاني الفريق بسبب أسلوب الضغط الذي يتبعه من التفوق العددي للخصم في منطقة وسط الملعب حيث يتواجد كوليبالي وحيدًا بين ثنائي للخصم.
عندما يتحرك اللاعب الإيفواري مع أحد الثنائي الئي يمتلك الكرة يصبح الآخر حرًا تمامًا.
نقاط القوة الهجومية
أولا.. بالطبع أهمها الجبهة اليمنى بقيادة الظهير الطائر إيهاب مباركي الذي يتمتع بنزعة هجومية كبيرة ودقة في إرسال الكرات العرضية سواء أرضية أو عالية.
الجبهة اليمنى هي الأكثر تأثيرًا هجوميًا للفريق.
وهذه أبرز انطلاقات مباركي والتي نتج عنها الهدف الأول في مرمى فيتا كلوب.
وكذلك الأمر أمام صن داونز.
لاحظ الانطلاقات تلك في الدقائق الأولى من عمر المباراة.
ثانيًا: التمرير للاعب الجناح الذي يتوغل لعمق الملعب ويرسل التمريرة لطه ياسين خنيسي المتحرك عكس اتجاهه في المساحة بين الظهير وقلب الدفاع ونتج عنها الهدف الأول في مرمى صن داونز.
نفس الأمر يتكرر من الجناح الآخر.
ثالثًا: الاعتماد على التمريرات القطرية لفخر الدين بن يوسف خلف دفاع الخصم والتي تسببت بشكل مباشر في هدفين حيث حصل بن يوسف على ركلتي جزاء بعد تلك التمريرات.
وكان بن يوسف أكثر اللاعبين استلامًا للكرة في مواجهتين من تلك الثلاث وهو مايؤكد تركيز المدرب على هذه الفكرة الهامة، بل وكان قلبا الدفاع والحارس من اكثر اللاعبين تمريرًا له أيضًا حيث يمتاز بن يوسف بطول القامة فكانت نسبة نجاحه في الالتحامات الهوائية بلغت 100% في مواجهة صن داونز حيث فاز بـ5 التحامات ولم يخسر غيرها.
وهذه خريطة التمريرات التي توضح دور أهم لاعبو الفريق في ربط الخطوط وعمل محطات للتدرج بالكرة، فستجد فرجاني ساسي(رقم 13) مؤثر في عملية توزيع التمريرات، وفخرالدين بن يوسف(رقم11) في عمل محطة استلام.
ولكن مع مشاركة غيلان شعلالي أساسيًا كان الأكثر تمريرًا واستلامًا بالفريق ووضح دوره جليًا في ربط الخطوط (اللاعب رقم 25).
وكان التركيز خلال تمريرات شعلالي القطرية على فخرالدين بن يوسف في أقصى الجانب الأيسر.
رابعًا: الأفكار المتنوعة في تنفيذ الكرات الثابتة التي اعتمد عليها فوزي البنزرتي.
هذه الركنية تم تمريرها على حدود المنطقة ثم إرسال العرضية وكانت فرصة هدف محقق لولا احتساب الحكم تسلل غير صحيح.
وهو الأمر ذاته على الجانب الآخر.
وأحيانًا يتم إرسال العرضية مباشرة على القائم القريب وأخرى على البعيد.
وهذه فكرة أخرى.
كلها أمور توضح أننا أمام مواجهة صعبة للغاية تحسمها بعض التفاصيل على جهاز ولاعبي الأهلي التركيز عليها بقوة سواء على الجانبين الدفاعي أو الهجومي.