كتب : علي أبو طبل
كان الهولندي فرانك دي بور هو أول ضحية من المديرين الفنيين في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. 77 يوما قاد فيهم الفريق في 4 مباريات بالدوري الممتاز لم تشهد أي نقطة أو حتى هدف، بجانب مباراة وحيدة في كأس رابطة المحترفين شهدت انتصار الفريق بهدفين نظيفين على إيبسويتش تاون.
بهذه المدة الزمنية القصيرة في قيادة الفريق، أصبح دي بور هو أسرع مدير فني تتم إقالة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
ولكن هل هو الأسرع رحيلا عن ذلك المنصب في تاريخ نادي كريستال بالاس؟
عندما تعرف قصة ديف باسيت، ستتضح لك الحقيقة.
نشر موقع صحيفة "جارديان" البريطانية تقريرا عن حكاية باسيت، والذي درب أندية ويمبلدون وواتفورد وشيفيلد يونايتد ونوتنغهام فورست وبارنسلي وليستر سيتي وساوثامبتون وليدز يونايتد، ولكن مهمته مع كريستال بالاس في ولاية أولى لم تستمر لأكثر من 77 ساعة.
كان باسيت لاعب وسط لعدة أندية في درجات الهواة، وصولا لنادي ويمبلدون في عام 1974، قبل أن يعتزل اللعب في عام 1977 ويصبح مساعدا في الإدارة الفنية تزامنا مع فوز الفريق بفرصة اللعب في درجات دوري المحترفين.
في 1981، أصبح باسيت المدير الفني لويمبلدون. وما حققه معهم كان عظيما.
في أول موسمين، حقق الفريق تحت قيادته الصعود لدرجتين متتاليتين من الدرجة الرابعة إلى الدرجة الثانية. خطوة واحدة تفصل الفريق عن الدرجة الأولى، أو ما يسمى بالدوري الممتاز حاليا.
انتهى عقد باسيت مع ويمبلدون في أكتوبر 1984. وتصادفت طموحات النادي في تجديد تعاقد مديرهم الفني مع رغبة كريستال بالاس في استقطابه.
رون نودز، رئيس نادي كريستال بالاس في تلك الفترة، كان يعتقد أنه يمتلك تشكيلة من اللاعبين تستطيع الحصول على مركز ضمن الـ8 الأوائل في الدرجة الأولى، ولكن ما كان يحدث هو إنهاء الفريق منافسات الدرجة الثانية في المركز 18 على أفضل الأحوال.
أراد نودز استغلال صداقته بباسيت واستقطابه لكريستال بالاس، ونجح في ذلك بالفعل في البداية.
"كان أصعب قرار أتخذه في حياتي. قضيت فترة هي الأفضل في حياتي بين جدران نادي ويمبلدون. لا يمكنك إدارة ظهرك لكل ذلك بسهولة. الآن أمامي تحدي جديد وبإمكان بالاس العودة إلى القمة"
في 17 مايو، كانت تلك هي كلمات ديف باسيت مع إعلانه مديرا فنيا جديدا لكريستال بالاس.
ولكن في 21 مايو، جاءت الصدمة. الرجل يتراجع عن إتمام تعاقده ويقرر العودة إلى حيث ينتمي.
"أمتلك كل الولاء للاعبين في ويمبلدون واعتقد أنه ليس الوقت المناسب لي لكي أرحل"
يبرر باسيت قراره الجديد، ويتابع: "ويمبلدون يمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين والفريق يبلي بلاء حسنا. كان علي التفكير بشكل أعمق قبل الموافقة على الرحيل إلى بالاس"
.
"قد يعتقد الناس أنني أهرب من المسؤولية. ولكن الحقيقة أن ذلك هو أكثر وقت يحتاجني فيه ويمبلدون".
الخبر كان سعيدا لستانلي ريد، رئيس نادي ويمبلدون في ذلك الحين.
"لم يكن الباب قد أغلق تماما. كان ديف مهتما بالعودة"
هكذا كان تعليق رئيس النادي على عودة رجله المفضل في رحلة الفريق الحالمة إلى القمة في إنجلترا.
استمرت رحلة باسيت الناجحة، صعد الفريق بالفعل إلى الدرجة الأولى في موسم 1985/1986، ليكتسب اسمه بحروف بارزة على جدران تاريخ النادي الذي يلعب حاليا في دوري الدرجة الثانية.
لم يعاني كريستال بالاس من عودة باريت في قراره. نجح رئيس النادي في استقطاب ستيف كوبيل والذي حقق شراكة مميزة مع النادي على مدار 9 سنوات في ولايته الأولى.
بعمر 28 عاما، كان كوبيل هو المدير الفني الأصغر عمرا في تاريخ دوري كرة القدم الإنجليزي.
نجح الفريق تحت قيادته في الصعود للدرجة الأولى والإنهاء في المركز الثالث خلال موسم 1990/1991، بالإضافة إلى الوصول لنهائي كأس الإتحاد الإنجليزي في عام 1990، ذلك الإنجاز الذي لم يتكرر حتى عام 2016 حين بلغ الفريق لنفس المرحلة قبل الخسارة أمام مانشستر يونايتد على ملعب "ويمبلي".
بعد 12 عاما من تلك الواقعة، مر باسيت بالعديد من التجارب بعد رحيله عن ويمبلدون في 1987، وعاد من جديد لكريستال بالاس، ولكن هذه المرة كمدير فني دائم دون رجعة.
استمر الأمر لموسم واحد، كان الفريق ينافس خلاله في الدرجة الأولى، والتالية للمولود الجديد "الدوري الإنجليزي الممتاز".
الرغبة في الصعود كانت الهدف من استقطابه. كان الفريق قريبا من ذلك تحت قيادته. أنهوا الموسم في المركز الثالث ليخوض المرحلة الإقصائية لتحديد الصاعد الثالث للدوري الممتاز. خسر الفريق المباراة الأخيرة أمام ليستر سيتي بنتيجة 2-1.
مع قدومه لكريستال بالاس للمرة الثانية، كثرت التساؤلات من جديد حول سبب رحيله قبل 12 عاما.
"كنت أصغر في العمر حينها وقد بدت فكرة رائعة في البداية أن آتي إلى بالاس. لاحقا أدركت أنني قد اتخذت قرارا خاطئا".