كتب : إسلام مجدي
تحولت الأخبار إلى حقيقة وصوتت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لغلق سوق الانتقالات الصيفية قبل بداية الموسم الجديد.
ما جدوى ذلك القرار؟ خاصة وأنه لم يكن مفاجئ، المدربون يطالبون به منذ عامين في معظم المؤتمرات الصحفية، والعام الماضي طالب به جوسيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي كذلك.
يوضح لكم FilGoal.com بداية كيف تم اتخاذ القرار حتى نتائجه وفوائده لمسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز.
مطلب شعبي
بإمكاننا أن نسترجع سويا تصريحات يورجن كلوب مدرب ليفربول الذي تضرر خلال السوق الصيفية الماضية مما حدث بين لاعبيه فيليبي كوتينيو وإدارة فريقه وبرشلونة وقال :"لو أغلقت السوق مبكرا لساعدنا ذلك هذا العام كثيرا أتمنى أن يحدث قريبا".
أما جوارديولا فقال :"إنها غلطة كبيرة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أعتقد أن السوق يجب أن تنتهي قبل بداية الموسم، إنها طويلة للغاية وبكيرة جدا".
ويعد أرسين فينجر مدرب أرسنال هو أكثر من انتقد موعد غلق السوق على مدار العامين الماضيين.
صرح المدرب الفرنسي في وقت سابق خلال عام 2015 قائلا :"هل يقلقني أن النافذة لازالت مفتوحة مع بداية الموسم؟ نعم لأنها تخلق العديد من القلق والتوتر في الدوري، في بداية الموسم الجديد يجب أن يكون في كامل تركيزه والتزامه وليس نصف عقله داخل الملعب والجزاء الأخر خارجه".
ثم قال فينجر بعد ذلك :" "اللاعبون الذين لا يشاركون حتى شهر أكتوبر أو لا يلعبون بانتظام، يفكرون في الرحيل عن فرقهم وهذا أمر غير مقبول، لابد أن يتم إلغاء الانتقالات الشتوية كذلك".
وأضاف عن السوق الصيفية :"أعتقد أنها يجب أن تنتهي قبل بداية الدوري بيومين على الأقل، حتى يكون الجميع في قمة تركيزه مع بداية الدوري".
السبب الرئيسي
الكثير من صفقات سوق الانتقالات التي يكون محورها الدوري الإنجليزي سواء بيع أو شراء تتم في الشهر الأخير من السوق الصيفية وبعضها يكون في اليوم الأخير لكن ليس بصورة كبيرة.
هناك إحصائية تقول إن متوسط 24% من الصفقات التي تنضم إلى الدوري الإنجليزي الممتاز تأتي بعد يوم 15% أغسطس و12% منها يكون في اليوم الأخير من السوق.
الأندية تكون في حالة أشبه بحالة الحرب حتى مع بداية الموسم وبدلا من التركيز بنسبة 100% مع الانطلاقة وحصد النقاط الهامة في البدايات، يكون هناك تشتيتا كبيرا بين من سيضم النادي والمباريات التي سيخوضها.
قال يورجن كلوب في هذا الصدد :"يحدث شيء ما لفريقك في البداية فيذهب الناس للبحث عن حلول مؤقتة بضم لاعبين".
وأضاف "سيبدو الأمر عقلانيا إن بدأ الموسم والتخطيط للفريق سيكون قد انتهى مع نهاية السوق، حينها سيكون التركيز منصب كليا على الأداء، السوق قد غيرت سلوك الأشخاص".
إذا الهدف الرئيسي كان إنهاء حالة الطوارئ التي يعلنها الدوري الإنجليزي والأندية المشاركة به في النصف الأخير من شهر أغسطس والذي يتعارض مع الجولات الأولى منه، ما يجعل بعض الأندية يقومون ببعض الصفقات التي قد لا يكونوا بحاجة إليها لكنهم يجروها بدافع الخوف بعد الخسارة الأولى ومن هنا نشأ مبدأ التفكير في أن يكون كل التركيز منصب على الموسم والأداء وما لديك من لاعبين.
كيف يكون ذلك التركيز؟
هناك الكثير من العمل يتم في الشهر الأول من الموسم الجديد، تشكيلات يضعها المدرب وأفكار فنية، وتقييم للاعبيه وقدراتهم، تهدئة من روع البعض خاصة وإن كانت انطلاقة الموسم سيئة أو خسر فريقه نجما ما خلال السوق، إضافة إلى التفاؤل أو التشاؤم الذي يحاول التعامل معه من خلال الجولة التحضيرية وتوصيل مفاهيم واضحة للاعبيه يؤكد من خلالها أنها جولة استعدادية لا أكثر وسواء الفوز بكل المباريات أو خسارتها لا يعني أنك بطل الموسم الجديد أو ستمر بموسم كارثي.
تغيير طبيعة سوق الانتقالات الصيفية والحدث الأبرز فيها "اليوم الأخير الذي يكون في نهاية شهر أغسطس" وتقديم توقيته قبل بداية الموسم سيجعل الأندية ومدربيها يركزون بشكل كبير على أن يتممون مهام الشهر الأول الصعبة.
هل يساعد هذا القرار الدوري الإنجليزي على محاربة التضخم؟
قال فينجر في وقت سابق :"حينما تعلم الأندية أن المشتري هو فريق إنجليزي تضاعف سعر لاعبها".
قد يكون تغيير موعد السوق سلاح ذو حدين، في بعض الأحيان يعتقد المدربون أنهم مروا بصيف جيد مع سوق جيدة وحينما يخوضون أول ثلاث مباريات في الموسم يعلمون أنهم ينقصهم لاعب أو اثنين لتقوية الفريق حينها يشترون لكن تلك ليست حالة عامة وتحدث في بعض الأحيان فقط.
هناك أيضا نقطة ثانية وهي أن الأندية التي لا تنافس في دوري أبطال أوروبا وأقصد أحد الستة الكبار في إنجلترا لأن أربعة منها فقط ستشارك وبالتالي هناك فريقان سيخسران لاعبيهم لأندية خارج الدوري تنافس في دوري الأبطال وتلك ليست حالة عامة أيضا.
في موقف مثل فيليبي كوتينيو وليفربول سيكون لدى برشلونة 3 أسابيع للضغط أكثر على ليفربول وفي المقابل النادي الإنجليزي لن يكون قادرا على تعويض اللاعب إن رحل وبالتالي سيعيش المدرب والإدارة في حالة قلق حتى غلق السوق.
تخوف أخر كان موجودا في إنجلترا هو أن ذلك لن يحد من رحيل اللاعبين مثل كوتينيو أو فيرجيل فان ديك نعم أنت قدمت موعد انتهاء السوق لكنهم قد اتخذوا قرارهم بالرحيل فعليا فكيف ستمنعهم؟
وأيضا أي مدرب سيتولى مهمة تدريب فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز سيكون أمامه وقت قصير للغاية لتقييم اللاعبين ووضع تشكيلاته وكذلك تحديد الصفقات المطلوبة والأمر أشبه بالكابوس بالطبع له لأنه يجب أن ينجز كل ذلك في شهر تقريبا أو شهر ونصف الشهر على حسب المدة التي تم تعيينه فيها، مما يعني أن النادي قد يجري صفقات بدافع الخوف أو الهلع وإهدار المزيد من الأموال.
هل يمكن تطبيق القرار في أوروبا بالكامل؟
أي محاولة لتطبيق ذلك القرار حول أوروبا ستكون صعبة للغاية حاليا، المواسم لا تبدأ في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا معا، وبالتالي يجب أن يكون القرار نابع من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
إذا هل هو قرار جيد أم سيء؟
صرح جاري رويت مدرب دربي كاونتي في وقت سابق لصحيفة "جارديان" قائلا :"بإمكانك النظر للأمر من ناحيتين إما نصف الكوب الممتلئ أو الفارق إنه مرن جدا".
وأضاف "سيبدو الأمر سهلا جدا إن انتهت سوق الانتقالات قبل يوم من بداية الموسم وأرى في ذلك ميزة، إن كان لديك 3 أو 4 مباريات والسوق لازالت عاملة ستشعر دوما أنك تفتقد لشيء ما ولديك فرصة للتعزيز وستفكر دوما في السوق بدلا من المباريات".
لن نعرف جدوى ذلك القرار فعليا سوى بعد عام من الآن حينما يتم تطبيقه بشكل فعال ونرى تبعاته. هل تسرع الدوري الإنجليزي وتعامل على أنه وحده وكان يجب أن ينتظر قرارا أوروبيا أو عالميا؟ أم أنه تحرك في الوقت الصحيح؟ لكم الاختيار.