خلال تحليل ما قبل المباراة حددنا فكرتين رئيسيتين لتحقيق الفوز على أوغندا بسهولة وهما الاعتماد على التمريرات العرضية خلف الظهير لمحمد صلاح مثلما حدثت في مباراة الذهاب بين مصر وأوغندا وتألق فيها الحارس دينيس أونيانجو وأنقذ مرماه من هدف محقق عن طريق رأسية صلاح.
وكذلك اختراق عبد الله السعيد للمنطقة خلف المهاجم مما يجبر ظهير الخصم للانضمام للعمق ويصبح الجناح حرا أو يظل مع الجناح ويصبح السعيد حرا وتكررت أيضا في الهدف الملغى في مباراة الذهاب.
الفكرة الأولى –وبتأكيدات من أعضاء الجهاز الفني- تم تحفيظها جيدا للاعبين من خلال الفيديو قبل المواجهتين لكي تنجح مؤخرا في مباراة برج العرب، السعيد يرسل تمريرة قطرية خلف الدفاع وصلاح يسكنها الشباك.
عبقرية صلاح
الأمر ليس بتلك البساطة، ففي بداية الهدف كان الضغط من رمضان صبحي الذي أجبر الظهير على التمرير الخاطئ ليعترضها محمد عبد الشافي ويمررها للسعيد مع تواجد صلاح داخل المنطقة وتمركز جيد للاعبي أوغندا فلا توجد مساحات بين الظهير وقلب الدفاع للتحرك بها.
صلاح قرر أن يتحرك بضعة أمتار قليلة للخلف(جهة الطرف الأيمن) فاضطر الظهير للتحرك خلفه وهنا بدأت تتسع المساحة بينه وبين قلب الدفاع لينطلق بهاه صلاح ويتسلم تمريرة السعيد ويحرز الهدف..هكذا خلق نجمنا الأول المساحة لنفسه ليهز شباك الخصم.
الأمر الثاني كان شبيها تماما للهدف الذي تم إلغاءه في مباراة الذهاب السعيد ينطلق داخل المنطقة خلف المهاجم على القائم البعيد ويحاول تحويل العرضية برأسه في المرمى ولكن الحارس أنقذها ببراعة.
فكرة قيّدها أسلوب كوبر
أما عن طريقة اللعب فلم يختلف الامر كثيرا عند الدفاع حيث كان تنظيم الفريق بالـ4-4-2 بتقدم السعيد بجوار عمرو جمال، ولكن عند امتلاك الكرة ظهرت فكرة جديدة، فالتنظيم كان 4-3-3 بتواجد طارق حامد كمحور دفاعي وأمامه الثنائي محمد النني بجوار السعيد.
ونتيجة لهذه الطريقة ظهرت فكرتين، الأولى كانت تواجد دائم للثنائي النني والسعيد بين خطوط أوغندا مما سهل من اختراق تكتلهم الدفاعي.
وهو الأمر الذي أدى أيضا لخلق كثافة هجومية داخل منطقة الجزاء من الثنائي في بعض الحالات النادرة.
والثانية كانت عملية تبادل المراكز بين اللاعبين خاصة في الجانب الأيمن بين صلاح والنني فالأول يتوغل للعمق والثاني يتحول لجناح أيمن.
وهو ما وضحته خريطة مناطق استلام النني للكرة حيث كان الجانب الأيمن هجوميا هو الأكثر استلاما من قبل اللاعب.
ولكن الغريب في الأمر أن السعيد أيضا كانت استلاماته في هذا الجانب هي الأكثر(ربما هي تعليمات للجهاز الفني بالتركيز على اختراق تلك الجبهة ومساندة صلاح بها).
بالطبع لم نشعر بهذه الأفكار سوى في أول 15 دقيقة من المباراة حينما كان الاستحواذ والهجوم شرسا من قبل الفراعنة، ولكن كعادة هيكتور كوبر قرر التراجع غير المبرر، ففريق أوغندا كان مسالما تماما وكان قريبا من استقبال أهداف أخرى لو استمر الضغط الهجومي ولكن التراجع الدفاعي المصري وترك الاستحواذ لأوغندا أفسد كل شئ تم تجهيزه هجوميا وظهر الفريق بشكل باهت، كذلك التعامل الفني مع المباراة سواء بترتيب التغييرات أو توقيتاتها لم يكن الجهاز الفني موفقا إطلاقا في هذا الأمر فكان لابد من استغلال محمود حسن "تريزيجيه" وصالح جمعة مبكرا وكان تأخير تغيير أحمد حسن كوكا هو الأمثل.
أخيرا حينما تدرك أنك عليك التطوير لابد من تطوير أفكارك وليس فقط بعض الجمل التكتيكية المتناقضة مع أفكارك بالأساس.