هي لعنة تصيب بطل إفريقيا فتحرمه من اللعب في كأس العالم، لعنة تجعله يترنح في التصفيات فتصيبه في مقتل وتبعده عن المونديال.

فقدان الكاميرون رسميا لفرصة المشاركة في كأس العالم 2018 ليست المرة الأولى التي لا يتأهل فيها بطل القارة السمراء إلى العرس العالمي.

بل يقول التاريخ إن الأقرب لزعيم القارة هو الخروج من التصفيات وعدم التأهل إلى كأس العالم.

تعادل الأسود على أرضهم اليوم الاثنين أمام نيجيريا ليفقدوا التأهل إلى المونديال بعدما توقف رصيدهم عند 3 نقاط مبتعدين عن النسور بـ7 نقاط كاملة وتتبقى لهم مباراتان.

خروج الكاميرون كان المرة السابعة في تاريخ القارة السمراء التي لا يتأهل فيها بطل إفريقيا إلى كأس العالم.

وفي المقابل، وصل البطل إلى المونديال عبر التصفيات 5 مرات فقط. لعنة أليس كذلك؟

الجاني نيجيريا

النسور الخضراء بالتخصص حرمت بطل إفريقيا من المونديال، هي ثالث مرة تتقمص هذا الدور رغم أنها لم تتأهل بعد وإن كان حصولها على تأشيرة روسيا مسألة وقت ليس إلا.

في تصفيات كأس العالم 1974 حرمت نيجيريا منتخب الكونغو (بطلة القارة عام 1972 في الكاميرون) من كأس العالم فأطاحت به من التصفيات. ودعت نيجيريا بعد ذلك ومثل إفريقيا في المونديال منتخب زائير أو الكونغو الديموقراطية حاليا.

المرة الثانية كانت في تصفيات كأس العالم 1994 حين أطاح الجيل الذهبي لنيجيريا بمنتخب كوت ديفوار الذي فاز بالكأس القارية عام 1992 في السنغال.

لاحظ أننا نتحدث عن بطل إفريقيا الذي يخوض التصفيات وليس زعيم القارة قبل أشهر من كأس العالم.

توجت كوت ديفوار بكأس إفريقيا عام 1992، وبعد انتهاء تصفيات مونديال كانت نيجيريا بطلة القارة في تونس عام 1994.

الخضر

كان لمنتخب الجزائر نصيبا في حرمان بطل القارة من كأس العالم، نتذكر جميعا لقاء أم درمان أمام مصر في 2009.

لم تكن هذه المرة الوحيدة التي تطيح فيها الجزائر بزعيم إفريقيا من تصفيات المونديال، مشاركتها الأولى في كأس العالم عام 1982 كان على حساب نيجيريا بطلة القارة عام 1980.

ثأرت من خسارتها لنهائي إفريقيا 1980 أمام المضيف نيجيريا 3-صفر.

تونس أيضا كانت إحدى المنتخبات التي رفضت تأهل بطل إفريقيا إلى كأس العالم، حرمت المغرب (بطلة إفريقيا 1976) من اللعب في مونديال الأرجنتين 1978 بإقصائها بركلات الترجيح في التصفيات.

تأهلت بعد ذلك على حساب مصر ونيجيريا.

رفاق روجيه ميلا نجم الكاميرون أبطال إفريقيا عام 1984 في كوت ديفوار خرجوا من تصفيات مونديال 1986 على يد زامبيا، الأخيرة ودعت بعد ذلك على يد الجزائر التي تأهلت إلى البطولة رفقة المغرب.

النسور

أخر بطل لإفريقيا شارك في كأس العالم هو المنتخب النيجيري الذي فاز باللقب القاري في جنوب إفريقيا عام 2013 ثم تأهل إلى مونديال البرازيل.

ومثله فعل المنتخب التونسي في تصفيات مونديال 2006، والكاميرون في تصفيات مونديال 2002 وجنوب إفريقيا في تصفيات مونديال 1998.

وكان منتخب الكاميرون أول بطل لإفريقيا يعبر التصفيات حين تزعمت القارة عام 1988 في المغرب ثم أطاحت بالجابون وأنجولا ونيجيريا وتونس لتتأهل إلى كأس العالم 1990 الذي أبهرت فيه العالم وخرجت بشق الأنفس أمام إنجلترا في دور الثمانية.

انسحابات بالجملة

حين فازت مصر بكأس إفريقيا للمرة الأولى عام 1957 انسحبت من المشاركة في تصفيات كأس العالم 1958 بسبب وجود إسرائيل.

وكذلك فعلت في تصفيات مونديال 1962 حين رفض الفيفا تغيير موعدي مباراتيها ضد السودان، الفراعنة كانوا أبطال إفريقيا عام 1959 في أرضهم.

وفي تصفيات مونديال 1966 انسحبت غانا (بطلة القارة عام 1963) مع جميع الفرق الإفريقية المشاركة في التصفيات احتجاجا على نظام التصنيف الذي وضعه الفيفا.

ورفض الاتحاد الدولي دخول زائير (بطلة إفريقيا 1968) في تصفيات كأس العالم 1970، أول بطولة يخصص فيها مقعدا ثابتا للقارة السمراء، كان من نصيب المغرب.