13 دقيقة استثنائية تلك التي ظهر فيها زين الدين زيدان مع قناة تيلي فووت الفرنسية. زيدان جوهرة فرنسا، جوهرة تلألأت كلاعب وتواصل التلألؤ كمدرب.
وقدم برنامج تيلي فووت الفرنسي حلقة استثنائية بمناسبة مرور 40 عاما على أولى حلقات البرناج. حلقة شهدت تواجد آرسين فينجر وكذلك فقرة خاصة مع زيدان.
زيدان يجلس في قاعة سينما ويُشاهد ما حققه طوال مسيرته كلاعب. يبتسم وهو يتذكر المجد، قبل أن يبكي بسبب حبه لعائلته.
وأظهرت اللقطات التي يُشاهدها زيدان، حديث سابق له قائلا: "أهدي هدفي إلى أمي وأبي. هما في مارسيليا الآن وأوصل لهما التحية".
ماذا تقول إلى والدك؟ زيدان يُجيب: "ماذا يمكنني أن أقول؟ أقول له أنني أحبه كثيرا".
لينتقل المشهد إلى حديث والد زيدان عن نجله. وهنا لم يتمالك الأسطورة، زين الدين نفسه، ليبكي.
وقال والد زيدان: "هو يحبني. لا يقول لي ذلك عادة، لكنه يحبني".
"قال، أنا لا أقول له أنني أحبه، ولكنني أحبه".
ربما يخجل من قول ذلك لك؟ ليُجيب والد زيدان: "أنا لا أخجل من ذلك".
"لا أخجل أن أقول له أنني أحبه. عندما أتحدث مع أولادي على الهاتف أخبرهم بذلك. أخبرهم أنني أحبهم كثيرا".
بعدها بدأ حديث زيدان مع مراسل تيلي فووت من مدريد.
احتاج زيدان إلى بعض الدقائق حتى يقدر على الحديث. رؤيته لأسرته وعائلته جعلته ينهار تماما.
وبدأ الحديث قائلا: "الصور تتحدث. هذه هي حياتي".
وواصل "سقطت أول دمعة لي اليوم، عندما رأيت والدي يتحدث عني. أبي يؤثر في دائما. هو المثل الأعلى لنا في العائلة".
وتابع "أبي وأمي طالما كانا المرشدين لي في حياتي. وحين تتحول الأمور لتصبح أنت في دور الأب وتصبح حياتك منشغلة دائما، أقول أنهما قاما بعمل مميز معي. علموني بشكل جيد جدا. وهذا لا يُقدر بأي ثمن".
زيدان وأولاده
الحديث تحول الآن من زيدان الابن إلى زيدان الأب. ماذا يُعلم أولاده؟ الـ"روليت فقط".
مهارات زيدان لا تكفي تلك الصفحة لسردها. كان يفعل كل شيء مع كرة القدم. وأبرز تلك المهارات كانت الـ roulette.
وتحدث زيدان قائلا: "لا. لا أعلمهم الروليت فقط. ليست تلك أهم شيء في الحياة".
"الروليت هي من باب المتعة فقط، والباقي هو الأهم. أريد أن أنقل لهم الأمور الأخرى. أمور تجعلهم يعيشون بشكل جيد، لأن الحياة ليست سهلة على الإطلاق. لابد أن تقاتل لتحصل على ما تُريد".
زيدان ومشهد النهاية
أخر لحظات زين الدين زيدان مع كرة القدم جاءت أمام إيطاليا في لقاء بكى فيه الجميع.
جماهير فرنسا بكت لخسارة اللقب. حتى جماهير إيطاليا تأثرت للحظات في مشهد خروج زيدان مطرودا بسبب "النطحة" الشهيرة ضد ماركو ماتيراتزي.
"هي مشاعر مختلطة".. هكذا وصف زيدان ما حدث له خلال كأس العالم، 2006.
وأكمل حديثه قائلا: "كانت مختلطة لأنني كنت أجهز نفسي لتحقيق اللقب. كنت أدرك أنني سأتوقف. مشواري مع كرة القدم سينتهي، لهذا أردت أن يكون الختام جيدا ثم جاءت لحظة الخروج".
وحان الوقت الحديث عن الطرد.
وقال زيدان: "لست فخورا بما فعلته في ذلك اليوم".
"اعتذرت إلى الجميع. إلى اللاعبين، إلى المدربين، إلى كل من يعلم أن كرة القدم ليست هكذا".
وأردف "لكن ما حدث في النهاية، هو جزء من مشواري مع الكرة. جزء من حياتي. هو جزء من الأمور غير الجيدة التي حدثت ولكن يجب تقبلها".
زيدان وفينجر
فينجر حل ضيفا على البرنامج، ليوجه له زيدان رسالة خاصة.
فما هي رسالة زيدان إلى فينجر؟
"ما فعلته كان رائعا. ما يفعله اليوم يُعد رائعا. ما أود إظهاره هو الاحترام له فقط".
"كل التحية لك".
مدرب أرسنال لا يعيش إلا الأوقات السيئة الآن، ولكن يبقى أيقونة في عالم التدريب لما فعله مع الكرة الإنجليزية بعدما بدأ مشواره مع المدفعجية.
فماذا قال فينجر عن زيدان؟
"هو الأفضل. هو يفوز بكل شيء الآن، هو الأفضل".
"رأينا الصور الاستثنائية في حياته. في حياة رجل عرف كل شيء ولكنه بقى متواضعا".
"شاهدنا ما تفعله المنافسة. في بعض الأوقات تتسبب المنافسة في نسيانك للأشخاص الهامة في حياتك. حينما شاهد الصور مجددا، أظهر أهمية الناس الذي يحبهم في حياته".