كتب : محمود سليم
بعد تحليل مواجهة الذهاب بين المنتخبين وضح جليّا اعتماد المدير الفني للمنتخب الأوغندي منذ بداية اللقاء على التكتل الدفاعي المتأخر بارتداد ثنائي الهجوم لأسفل الثلث الأوسط للملعب وتواجد خط الدفاع على حدود منطقة جزائه.
واعتمد الفريق كما وضح للجميع على التمريرات الطولية في المساحات خلف محمد عبد الشافي الظهير الأيسر لمنتخبنا، بل وكان كذلك التركيز خلال إرسال الكرات العرضية من الجانب الآخر على القائم البعيد خلف عبد الشافي أيضا في ظل دراسة قوة قلبي دفاع منتخب مصر في التعامل مع الكرات العرضية . هدف الكونغو في مصر جاء أيضا من كرة عرضية على القائم البعيد خلف عمر جابر.
الأمر أوضحته خارطة التمريرات العرضية للاعب جوزيف أوتشايا الجناح الأيسر الأوغندي والتركيز خلالها جميعا على القائم البعيد.
كما كان مصدر الخطورة الأخر هو اللاعب فاروق ميا الأكثر استلاما للكرات بين لاعبي فريقه، ولكن الأمر الذي علينا الحذر منه هو أن اللاعب رغم كونه يلعب كصانع لعب أو مهاجم متأخر في العمق خلف المهاجم إلا أن مواقع استلامه للكرة دائما على طرفي الملعب أكثر من العمق.
ولكن كيف تخترق هذا التكتل الدفاعي الذي من المؤكد أنه سيستمر في مواجهة يوم الثلاثاء؟
الأمر الأول هو توسيع الملعب بشكل عرضي والاعتماد بشكل كبير على التمريرات القطرية بين طرفي الملعب في ظل تكتل وتقارب خطوط ولاعبي الخصم بالعمق تظهر المساحات على الأطراف، وعند امتلاكك للكرة على أحد الطرفين ستجد الطرف الآخر به مساحات شاسعة يمكنك استغلالها.
هذه الحالة بتمريرة قطرية أصبح الثنائي عبد الشافي وتريزيجيه في موقع 2 ضد واحد.
وهذه الحالة توضح الترحيل الذي يتم من قِبل لاعبي أوغندا فتظهر المساحات في الجانب الآخر ولكن السعيد كان الجناح في ذلك الوقت وانضم للعمق فلم يتواجد حل لإرسال تمريرة قطرية.
وهذه أفضل حالة توضح لك الفكرة تماما، التزام تام من جميع لاعبي أوغندا بالتكتل الدفاعي بالعمق وتواجد رمضان صبحي على الجانب الأيسر ولديه المساحة لاستلام الكرة والمراوغة.
كذلك الاعتماد على الكرات العرضية خلف الظهير العكسي والذي ظهر في أخطر فرصتين للمنتخب المصري في مواجهة الذهاب، الأولى كانت بعد عملية ترحيل لقلبي الدفاع للجانب الأيمن حيث تتواجد الكرة ومعهما ثنائي الارتكاز، فتم إرسال العرضية خلف الظهير الأيسر المدافع الأوحد المتواجد بالعمق وحولها صلاح برأسه.
والحالة الثانية كانت الهدف الذي لم يُحتسب بداع التسلل، فكان انطلاق عبد الله السعيد بالعمق خلف كهربا أجبر الظهير العكسي لأوغندا على الانضمام للعمق للتغطية معه فأصبح تريزيجيه حرا تماما في الخلف ليتسلم الكرة ويمررها بالعرض لكهربا الذي أسكنها الشباك.
لذا علينا تكرار الأمر ذاته خاصة خلف الظهير الأيمن لأوغندا في ظل عدم الالتزام الدفاعي للجناح إيمانويل أوكوي صاحب الهدف بعكس الجناح الأيسر أوتشايا الذي كثيرا ما دعم الظهير في مواجهة محمد صلاح.
الفكرة الأخرى لاختراق فريق متكتل دفاعيا هي عملية الاستحواذ بشكل عرضي ثم العودة للخلف لاستدراج لاعبي الخصم للتقدم والضغط من الأمام ومن ثم تظهر الثغرات والمساحات في وبين وخلف الخطوط.
ولكن هذا الأمر يؤخذ على المنتخب حيث دائما مايعتمد على إرسال الكرات الطولية فقط، ففي حالة مثل تلك لو مرر أحمد حجازي لأحد ثنائي الارتكاز بين خطي وسط وهجوم أوغندا خاصة وأنهما لم يتم الضغط عليهما في ظل تأخر ارتكازي أوغندا لحماية خط دفاعهم لكان التدرج بالكرة أسهل فوقتها سيضطر ارتكاز أوغندا للتقدم والضغط ومن ثم يمكن التمرير خلفهم واختراق العمق الدفاعي.
الأمر الأخر الذي يؤخذ على الفريق في ظل الاعتماد على التمريرات الطولية لمحمد صلاح لابد من وجود لاعب مساند لصلاح يتمركز بالقرب منه لتوفير حلول لعمل تمريرات ثنائية على سبيل المثال.
نعود مجددا لأفكار اختراق الدفاع المتكتل بعد التمرير القطري والاستحواذ لاستدراج لاعبي الخصم للخروج من مواقعهم تأتي عملية استغلال الكرات الثابتة بل ومن الممكن اعتباره الأمر الأهم من الثنائي الأخر.
الفكرة الأخرى تكمن في إرسال التمريرات العرضية للخلف في عمق الملعب على حدود منطقة الجزاء فبعد استغلال الأطراف عن طريق التمرير القطري تظهر تلك الثغرة بعد ترحيل لاعبي الارتكاز.
أخيرا مهما كان اختيار الجهاز الفني للتشكيل وطريقة اللعب من المؤكد أننا سنرى بعض تلك الأفكار وخاصة التمريرات القطرية والتي يعتمد عليها بالفعل الجهاز الفني في بعض المواجهات خاصة في ظل الاعتماد على محمد صلاح كمفتاح لعب رئيسي للفريق.