كتب : فادي أشرف | الأحد، 03 سبتمبر 2017 - 17:14
مشكلة المنتخب ليست في ثنائية وسط الملعب
في 72 دقيقة ضد أوغندا حاول طارق حامد تمرير 8 كرات طويلة 3 فقط وصلوا إلى هدفهم.
تمريرات طارق حامد الطولية – التي أخفق أكثر من نصفها الهدف – كانت متوجهة ناحية اليمين حيث يكون محمد صلاح وسط 3 مدافعين في معظم الوقت، في محاولة من لاعب خط وسط الزمالك تكرار تمريرته التي وضعت صلاح وجها لوجه بحارس الكونغو قبل أن يمررها لعبد الله السعيد ويكتب انتصار مصر الأول في تصفيات كأس العالم.
في الدوري المصري، حاول طارق حامد تمرير 188 كرة طولية، لم يصل سوى 84 لهدفهم بنسبة نجاح 45%.
الجهاز الفني للمنتخب بصدد إجراء تغيير في ثنائية وسط الملعب المفضلة لديه التي تضم حامد بجوار محمد النني.
لكن هل تكمن الأزمة التي جعلت المنتخب يخسر الكرة كثيرا ولا يسدد على المرمى سوى 4 مرات هنا؟
في معظم المرات التي حصل فيها طارق حامد على الكرة، قرر التمرير لأبعد لاعب عنه في الملعب، محمد صلاح.
محمد النني في المقابل لم يمرر سوى 5 تمريرات طولية، 3 منهم وصلوا إلى الهدف.
هل هذا بسبب تفضيل شخصي من طارق حامد أم بتعليمات فنية؟ لا يمكن للاعب أن يستمر في فعل أمر يبدو خاطئا لمدة 72 دقيقة دون توجيه فني بالتوقف عن التمرير الطويل، لذا فالأقرب أن الأمر قرار فني.
مرر منتخب مصر 63 تمريرة طويلة خلال مباراة أوغندا، 25 فقط وصلوا إلى هدفهم. ليست مشكلة طارق حامد وحده.
بالتالي، لم ترتفع نسبة استحواذ منتخب مصر على الكرة إلا مع نصف الساعة الأخير حينما تراجع الفريق الأوغندي كاملا إلى وسط ملعبه.
ماذا يريد كوبر من خط الوسط؟
هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب ليس من أنصار الاستحواذ على الكرة، يريد لعبا مباشرا لأقصى درجة. لاعبو الوسط عليهم قطع الكرات ونقلها بأقصى سرعة للرباعي الأمامي، أو بالتحديد محمد صلاح.
في مباريات مثل مباريات أوغندا - فريق ليس خطيرا هجوميا للدرجة الكبيرة ويستطيع جمع كل لاعبيه أمام منطقة الجزاء وقطع كل المنافذ إلى دينيس أونيانجو - تحتاج إلى وقت طويل من الاستحواذ والكرة في قدم فريقك من أجل زيادة احتمالات التهديد الهجومي، لذا تحتاج إلى لاعبين مثل طارق حامد. أو لاعب أخر يستطيع تقديم ما يقدمه حامد.
حامد كان رابع أكثر لاعبي منتخب مصر استرجاعا للكرات من أوغندا بـ11 مرة، خلف محمد النني وقلبي الدفاع رامي ربيعة وأحمد حجازي.
دون لاعب مثل حامد، قد تتأثر قدرة منتخب مصر على استرجاع الكرة، ولكن المشكلة تكمن فيما هو بعد استرجاع الكرة. الأزمة في منتخب مصر تكمن في كيفية الهجوم وليس كيفية الدفاع. لم يهدد منتخب أوغندا مصر إلا من خلال ثغرة الجبهة اليسرى طوال المباراة.
تغيير الثنائية هو الحل؟
قد يكون أحد الحلول، مثلا إشراك حسام عاشور قاطع الكرات المميز بمتوسط 14 مرة حصل فيها على الكرة من الخصم في مباريات الدوري المصري وأيضا لديه نسبة نجاح 72% في الكرات الطويلة. 39 تمريرة ناجحة من أصل 54.
لكن لما الاعتماد على الكرات الطويلة من الأساس؟
ربما كان لأرضية ملعب مانديلا في كمبالا دورا في ركون المنتخب المصري للعب الكرات العالية، ولكن الأمر سيكون مختلفا في برج العرب.
تحريك أحمد فتحي مثلا إلى وسط الملعب سيجعل المنتخب شرسا في استرجاع الكرة من وسط الملعب، وقد يمنح محمد النني تحررا أكبر في مساندة الهجوم إذا تم الاستقرار على الثنائي في ظل قدرات فتحي البدنية وفي استرجاع الكرة.
ولكن الكرات الطويلة من قبل خط المنتصف أيضا ستواجه بدفاع شرس بسبب القوة البدنية التي يتفوق فيها لاعبي أوغندا.
الحل قد يكمن في تغيير الاستراتيجية كاملة، وهذا يبدأ من خط الدفاع.
أكبر فترات استحواذ المنتخب كانت في نصف الساعة الأخير، حينما انتقل أحمد حجازي ورامي ربيعة للأمام بدلا من الوقوف قرب خط منطقة الجزاء، ومعهما انتقل الفريق كله للأمام وحاصر منتخب أوغندا في الثلث الأخير من الملعب وكان قريبا من التهديف في مناسبتين قرب نهاية المباراة.
لماذا يترك منتخب مصر مساحة كبيرة من الملعب بين خط دفاعه وخط وسطه، والأهم، الرباعي الأمامي، في وقت سيتكتل فيه منتخب أوغندا في الثلث الأخير من الملعب.
أمام غانا مثلا كان الأمر منطقيا بسبب سرعات الهجوم الغاني والبطء النسبي للدفاع المصري، لكن لا يوجد داع لتطبيق نفس الأمر أمام فريق أوغندي قلما سيهاجمك في برج العرب.
الأمر شبيه بما قدمه المنتخب الأوغندي في الشوط الثاني، 3 لاعبان فقط في وسط ملعب الفراعنة والبقية مهتمون أولا بتأمين دينيس أونيانجو ما جعل الشوط الثاني يمر بلا خطورة على مرماهم.
لا داع لتأخير الدفاع المصري حتى الثلث الأخير من الملعب، مستهلكا وقتا ومجهودا وتمريرات طويلة ستكون على الأغلب غير صحيحة، في ظل إمكانية تقليل المساحة التي يمكن لمنتخب مصر فيها تحضير الهجمة حتى تصل لمناطق الخطورة على مرمى أوغندا سريعا.
57.3% من الكرات التي استلمها لاعبي منتخب مصر جاءت في الثلث الأوسط من الملعب، في مقابل 25.8% في الثلث الأخير من الملعب. المنطقة المواجهة للمرمى كانت الأقل، بنسبة لا تتعدى 3%، كيف نسجل إذا؟
لم تكن المشكلة إذا في اللاعبين الموجودين في وسط الملعب، بل في استراتيجية الفريق ككل في الدفاع المتأخر في وقت احتاج فيه الفريق للضغط الهجومي فاضطر للتحضير بالكرات الطولية لبعد المسافة بين وسط الملعب والهجوم.
هل يجد المنتخب حلا لتلك المشاكل في برج العرب لكسر سلسلة من الهزائم المتتالية وصلت إلى 3 في أهم مباريات هذا الجيل؟
مقالات أخرى للكاتب
-
العنصرية بطعم أوميكرون وكرامة قارة على المحك الأربعاء، 15 ديسمبر 2021 - 13:46
-
حوار مع صديقي البراجماتي المؤيد لـ دوري السوبر الأوروبي الأحد، 18 أبريل 2021 - 20:35
-
إلى الأصدقاء في مدينة الإنتاج الإعلامي: لقد أصبح الأمر مملا للغاية السبت، 27 فبراير 2021 - 18:36
-
شيء من الخوف: ابن حميدو (الجزء الثاني) الثلاثاء، 25 فبراير 2020 - 12:59