كتب : فادي أشرف
العقدة الأشهر في الكرة المصرية بعد عقدة المغرب التي فكها منتخب مصر في كأس أمم إفريقيا 2017.. عقدة التأهل لكأس العالم.
أصحاب الـ18 عام الآن ولدوا في 1999، بحسابات المنطق حضروا تصفيات 2010 بوعي طفل وإن كانوا شاهدوا تصفيات 2014 وهم واعون تماما لما يجري حولهم. أما من أصغر منهم ربما لم يعاصروا ذلك النحس الذي يهاجم الفراعنة عندما يتعلق الأمر بكأس العالم.
الدور جاء على جيل الوسط الذي شاهد طارق السعيد يخفق أمام مرمى خال من حارسه، ومحمد عمارة يسدد فوق العارضة من داخل المرمى تقريبا، وحكى له الجيل الأكبر ما فعله مجدي طلبة أمام زيمبابوي ومآسأة الطوبة، ليشرح للجيل الأصغر العقدة التي تتحكم في الكرة المصرية منذ 1990.
FilGoal.com يقدم لك 3 أساليب يمكنك من خلالها شرح عقدة كأس العالم لمن هم بعمر الـ18 وأصغر..
الأسلوب الأول – الأرقام.. ينصح باستخدامه مع العقلانيين المولعين بالإحصائيات
عبر التاريخ، واجه منتخب مصر زامبيا 4 مرات بشكل رسمي في استاد القاهرة. المرة الوحيدة التي لم تنتهي بفوز مصر تسببت في عدم تأهلنا لنهائيات 2010 بعد عودة تاريخية للتساوي مع الجزائر في النهاية بسيناريو درامي، قبل أن نخسر المباراة الفاصلة.
هل سمعتم عن دولة اسمها بنين؟ واجهناها 4 مرات وفزنا في كل مرة بفارق هدفين على الأقل، ولكننا تعادلنا معهم 3-3 في تصفيات 2006.
في 2002، استبدل فقط بنين بناميبيا. واجهناهم 6 مرات وسجلنا ضدهم 23 هدفا، ولكن في مرة واحدة تعادلنا وكان ذلك التعادل أحد أهم الأسباب في عدم التأهل لكوريا واليابان.
هل الخسارة في 21 مباراة فقط من أصل 90 في تصفيات كأس العالم يجعلك تتأهل إلى نسختين فقط عبر التاريخ؟
الأسلوب الثاني – الفرص الضائعة.. ينصح به للمؤمنين بالحظ والنحس وخلافه
المشكلة أن الفرص الضائعة التي أهدرناها تواليا في تصفيات كأس العالم لم تأت من لاعبين عاديين، بل من نجوم كبار للغاية.
مجدي طلبة لعب للأهلي والزمالك والإسماعيلي كان لاعب وسط كبير وخبير وأحد لاعبي جيل 1990 الذين ذاقوا حلاوة اللعب في كأس العالم حينما أهدر تلك الفرصة.
جمال عبد الحميد أحد أهم هدافي الكرة المصرية، أهدر ركلة جزاء في تصفيات 1986 ضد المغرب كانت ستمنحنا فرصة في التعادل والتأهل من ملعب أسود الأطلس.
حينما أهدر طارق السعيد كرة المغرب الشهيرة، كان بطلا للدوري مع الزمالك وهدافا للبطولة أيضا، بعيدا عن مسيرة حافلة بعد ذلك مع الأهلي.
محمد عمارة أحد أعظم ظهراء اليسار في الكرة المصرية، وأحد أبطال 1998، أهدر تلك الكرة من حلق المرمى.
الزئبقي محمد بركات أهدر كرة أمام الجزائر كانت كفيلة بالتأهل المباشر في 2010، قبل أن يسجل كرة مثلها تماما في مباراة الأهلي ضد إنبي.
الأسلوب الثالث - الأساطير الشعبية.. ينصح باستخدامه مع المؤمنين بالسحر والشعوذة
هل هي مصادفة أننا لا نتأهل سوى لكؤوس العالم التي تنظم في إيطاليا؟ تأهلنا في 1934 و1990 المقامتان في إيطاليا وكأس العالم 2018 لا تقام في إيطاليا، بل في روسيا!
هل هي مصادفة أن السنغال وكوت ديفوار تأهلوا لكأس العالم في 2002 و2006 لأول مرة من مجموعة تواجدنا فيها؟ أوغندا أيضا لم تتأهل لكأس العالم من قبل.
في النهاية، كل تلك الأمور لا علاقة لها بما سيحدث في استاد مانديلا يوم الخميس في كمبالا. الأمر كله متعلق بـ11 لاعبا سيختارهم هيكتور كوبر للمباراة المصيرية وبما سيبذلوه من جهد وعرق ودماء من أجل تحقيق حلم كأس العالم وكسر العقدة.