كتب : علي أبو طبل
آخر جولات الدوري الإنجليزي الممتاز قبل التوقف الدولي الأول في الموسم الأوروبي الجديد انتهت. الجولة الثالثة شهدت بعض المواجهات الهامة، كما شهدت استفاقة بعض الأندية التي عانت في أول جولتين.
بعض الأندية لا زالت بلا هزيمة، وأخرى بلا فوز وأغلب تلك الفئة بلا نقاط.
ماذا حدث في الجولة الثالثة من الدوري الإنجليزي الممتاز؟ دعونا نتابع سريعا في هذا التقرير.
مانشستر يونايتد العلامة الكاملة
تماما مثل بداية الموسم الماضي، مانشستر يونايتد يحقق 9 نقاط في الجولات الـ3 الأولى.
ولكن بالتأكيد جوزيه مورينيو لا يأمل بأن تكون النهاية مشابهة لما جرى في الموسم الماضي.
بعد الاكتساح برباعيتين في شباك ويست هام وسوانزي سيتي، اكتفى يونايتد في هذه الجولة بثنائية في شباك ليستر سيتي.
ليستر كان متراجعا واكتفى بالحالة الدفاعية، مما سهل من مهام الشياطين الحمر في السيطرة على مجريات اللقاء وإضاعة العديد من الفرص.
تأزمت المباراة على كتيبة مورينيو بعد الغاء هدف لخوان ماتا في الشوط الأول وإضاعة روميلو لوكاكو لركلة جزاء في الشوط الثاني، واستمر التعادل السلبي حتى الـ20 دقيقة الأخيرة.
ولكن البدلاء راشفورد وفيلايني كانا لهما كلمة الحسم بتسجيل هدفين كافيين لتأمين نقاط الفوز.
بديل فالنسيا؟ يمكن اعتبار ذلك أهم أولويات مورينيو إن كان لا يزال يرغب في التدعيم بصفقة جديدة قبل أيام من إغلاق السوق.
ليفربول يذبح أرسنال
لن تختلف الملاحظات حول تلك المراكز التي لا زالت تحتاج لتدعيم في ليفربول، وخاصة قلب الدفاع.
ولكن بشخصية قوية، وفي رسالة قوية وهامة للغائب فيليب كوتينيو، تمكن ليفربول من تقديم مباراة تقترب للمثالية بتفوقه على أرسنال برباعية نظيفة.
الحقيقة أن أرسنال لم يحضر إلى اللقاء، ولكن ليفربول كان جيدا بما يكفي ليقدم المتعة لجماهيره في أنفيلد.
المباراة لم تخل من تألق المصري الدولي محمد صلاح الذي سجل ثالث الأهداف وصنع الرابع وحصل على لقب رجل المباراة، ولكن لا يمكن التقليل من روعة ساديو ماني وفيرمينيو وإيمري تشان على وجه الخصوص.
الفريق هجوميا رائع ولا غبار عليه، فهو ثاني أقوى خط هجوم في المسابقة حتى الآن خلف مانشستر يونايتد، وبرصيد 8 أهداف، جاء 7 منها من نصيب الثلاثي ماني (3) وصلاح (2) وفيرمينيو (2).
أرسنال بلا شخصية؟ قد يكون وصفا مناسبا لحالة الفريق في الوقت الحالي.
الفوز بصعوبة على ليستر سيتي في الافتتاحية كان من المفترض أن تكون حافزا قويا لفكرة أن الفريق يستطيع الانتصار، ولكن منذ تلك المباراة لم ينجح الفريق في تسجيل ولو هدف واحد خلال مبارتين، بل تلقت شباكه 5 أهداف!
موستافي يقترب من انتر ميلان. تشامبرلين قد يرحل إلى الغريم تشيلسي. أليكسس سانشيز وظهور أول باهت هذا الموسم. كلها أشياء تؤشر إلى أزمات كبيرة للغاية، ولا نعلم إن كانت تهدد مستقبل فينجر أم لا؟ فكثير من الأزمات والنتائج السيئة حلت على الفريق في المواسم الأخيرة، والرجل الفرنسي باق في منصبه.
تشيلسي يعود .. توتنام يترنح
لا يمكن إنكار قيمة ما حققه أنطونيو كونتي مع تشيلسي في الجولتين الأخيرتين.
بعد هزيمة مفاجئة أمام بيرنلي في الافتتاحية، يتمكن حامل اللقب من تحقيق انتصارين في غاية الأهمية على خصوم صعبة بحجم توتنام وإيفرتون.
ربما لم يصل الأداء لدرجة الامتياز في دربي لندن خلال الجولة الماضية، ولكن تشيلسي قدم عرضا جيدا وخاصة في الشوط الأول أمام إيفرتون ظهيرة الأحد.
هدفا فابريجاس وموراتا كانا كافيين لمنح البلوز 3 نقاط جديدة يدخلاه من جديد في صراع المنافسة.
لكن نقطة هامة هنا. الأمور ستصبح صعبة على كونتي حين تبدأ منافسات دوري أبطال أوروبا وتزدحم أجندة الموسم. كيف سيعد قائمته لهذه الظروف؟ اعتدنا دائما أن نجد إجابات مبهرة من الرجل الإيطالي ليسكت بها الجميع.
في المقابل، الغريم توتنام وصيف الموسم الماضي يفقد نقاط جديدة على ملعب "ويمبلي" أمام بيرنلي الذي ينطلق بقوة بتحقيق 4 نقاط من ممثلي لندن خارج ملعبه.
هدف ديلي آلي كاد أن يكون كافيا لتأمين 3 نقاط جديدة في رصيد توتنام، ولكن الوافد الجديد إلى البريمييرليج قادما من ليدز يونايتد، كريس وود، افتتح سجله التهديفي مع بيرنلي بهدف قاتل في الوقت بدل من الضائع، ليخطف نقطة التعادل.
كيف سيكمل توتنام موسمه الذي سيتضمن مشاركة أوروبية يجب أن تكون أفضل مما كانت عليه في الموسم السابق، وفي مجموعة أصعب تضم ريال مدريد وبوروسيا دورتموند إلى جانبه؟
استفاقة
العديد من الفرق غابت عنها الانتصارين في أول جولتين، فمن استفاق منهم خلال تلك الجولة؟
نيوكاسل كان أول المستفيقين بفوز عريض على وست هام يونايتد بثلاثية نظيفة.
كتيبة رافا بنيتيث تألقت بعد خسارتين في أول جولتين، تلاهما خروج مفاجئ من كأس رابطة المحترفين.
بينما كتيبة سلافين بيليتش عانت، وربما قد يواجه الرجل الكرواتي خطر الإقالة قريبا. فالمحصلة حتى الآن: لا فوز ولا نقاط!
سوانزي سيتي كان أفضل حالا من نيوكاسل في أول جولتين. الهزيمة من يونايتد ليست بكارثة كبرى، والتعادل أمام ساوثامبتون في الافتتاحية كان بمثابة نتيجة جيدة. ولكن الفوز كان هاما في هذه المرحلة.
تحقق الفوز بالفعل بثنائية نظيفة خارج الديار على حساب كريستال بالاس بهدفين نظيفين.
ينتظر المتابعون الكثير من موهبة تدعى تامي إبراهام. اللاعب المعار من تشيلسي وقع على أول أهدافه الرسمية رفقة الفريق الويلزي، بينما أضاف الغاني جوردان أيو الهدف الثاني.
لا فوز .. لا أهداف .. لا نقاط
ربما كانت حالة برايتون في هذه الجولة أفضل قليلا من أول جولتين بعدما اقتنص الفريق تعادلا سلبيا من ملعب واتفورد، ليضيف النقطة الأولى في رصيده، ولكن لا يزال رصيد الأهداف خاليا.
وست هام خسر جميع مبارياته الثلاث حتى الآن، وآخرها أمام نيوكاسل، ويمتلك رصيدا خالي من النقاط، ولكن في جعبته هدفين للوافد الجديد تشيتشاريتو.
بينما كريستال بالاس قد يكون الحلقة الأضعف حتى الآن، حيث تلقت شباكه 6 أهداف في 3 مباريات، ولم تنجح كتيبة الهولندي فرانك دي بور حتى الآن في هز شباك المنافسين، لتصبح المحصلة صفرا من النقاط.
بورنموث هو الآخر لا يزال رصيده خاليا من النقاط بعد تعرضه لهزيمة ثالثة أمام مانشستر سيتي في هذه الجولة.
ولكن لا يمكن تفويت الحديث عن تقديم الفريق لمباراة جيدة وإحراج مانشستر سيتي الذي انتزع فوزا صعبا في الوقت بدلا من الضائع عن طريق رحيم ستيرلنج.
تشارلي دانيالز سجل أول أهداف بورنموث هذا الموسم في شباك سيتي. ربما الهدف الأروع في هذه الجولة!
بلا هزيمة
مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وليفربول هي أندية لم تتعرض بطبيعة الحال لأي هزائم حتى الآن.
ويست بروميتش ألبيون كان قريبا كذلك من تحقيق العلامة الكاملة والتساوي مع يونايتد في النقاط بعد التقدم بهدف على ستوك سيتي برأسية جاي رودريجيز، ولكن خطأ مفاجئ من الدولي المصري أحمد حجازي في تشتيت الكرة مهد الطريق أمام المخضرم بيتر كراوتش لتسجيل التعادل.
الهدف جاء من صناعة المصري الآخر رمضان صبحي الذي حل بديلا في الـ20 دقيقة الأخيرة وقدم أداء مميزا على الصعيد الهجومي والدفاعي على جانبي الملعب.
يظل ويست بروميتش ألبيون في كل الأحوال بلا هزيمة، تماما مثل الصاعد حديثا هادرسفيلد، والذي حصل على نقطته السابعة من تعادله الأول سلبيا أمام ساوثامبتون.
ذاك الأخير يظل كذلك بدون هزيمة وفي جعبته 5 نقاط من تعادلين وانتصار وحيد، متساويا مع واتفورد بنفس الرصيد ونفس المسيرة.
نتائج توضح كم هي متماسكة تلك الفرق، والتي ستمثل عقبات صعبة أمام الكبار في قادم الجولات.
هداف جديد
قبل بداية الجولة، كان روميلو لوكاكو منفردا بصدارة الهدافين برصيد 3 أهداف.
المهاجم البلجيكي لم يضف أهدافا جديدة في تلك الجولة، ليتيح الفرصة للسنغالي ساديو ماني من أجل التساوي معه بنفس الرصيد بهدفه الرائع في شباك أرسنال.
الصراع التهديفي لم يحتدم بعد. هاري كين لا يزال في الصورة رغم عدم تسجيله لأي أهداف حتى الآن، وهي الأزمة التي لا يزال يواجهها سنويا خلال شهر أغسطس.
بينما تظهر أسماء مثل محمد صلاح والفارو موراتا وانتوني مارسيال وتشيتشاريتو، يمتلك كل منهم في رصيده هدفين قابلين للزيادة بأضعاف.