صلاح والنني .. رحلة رفيقا الدرب من الجبل الأخضر للمواجهة في "أنفيلد"
السبت، 26 أغسطس 2017 - 23:57
كتب : علي أبو طبل
في 15 يونيو 1992، شهدت قرية بسيون بمحافظة الغربية نشأة طفل لم يكن معلوم أن قدره سيكون أغلى صفقة في تاريخ نادي ليفربول الإنجليزي بعد 25 عاما من هذا التاريخ.
وفي 11 يوليو من العام نفسه، جاء إلى الحياة طفل آخر من المحلة الكبرى، ربما ساهمت جذور عائلته الكروية في أن يسير في هذا الدرب، وأن تشغل المستديرة كل حياته.
هذا الأخير أحب أن يكون لاعبا بالأهلي، ظل يحاول أن يلتحق بفرق ناشئيه منذ 1997 بمساهمات من والده. ونجح بالفعل في تحقيق ذلك.
ولكن في 2008 جاء قرارا صادما بتسريحه من القلعة الحمراء.
لم يكن هناك مفر لإنقاذ مسيرته الكروية في بداياتها سوى بالإنضمام لنادي المقاولون العرب، والذي اهتم بتصعيد بعض الناشئين للعب في الصف الأول خلال ذلك التوقيت.
إنه محمد ناصر النني، وقد كان على موعد لملاقاة محمد صلاح، والذي أصبح رفيق الدرب في كل خطوة.
صلاح لعب لناشئي المقاولون منذ 2006 حتى 2010، ومنذ 2010 يلعب الثنائي للفريق الأول في الدوري المصري الممتاز.
12 هدفا في 44 مباراة خلال 3 مواسم مع المقاولون العرب، كانت كافية لترجمة قدرات صلاح الهجومية، ولم يكن قد أتمم عامه الـ20 بعد.
النني كان أقل تهديفا كونه لاعب وسط ملعب يميل لأداء الواجبات الدفاعية بشكل أكبر، ولكن تسجيل هدفين في 35 مباراة كان أمرا جيدا.
ظهورهما المميز جعلهما أساسيين في منتخب مصر للشباب المشارك في كأس العالم 2011. توقفت رحلة المنتخب المصري عند دور الـ16 أمام الأرجنتين. ولكن ظهر الثنائي بشكل مميز رفقة تشكيلة تألقت وضمت لاعب الزمالك الحالي محمد إبراهيم وظهير أيسر الأهلي حسين السيد، وقلب دفاع ويست بروميتش ألبيون أحمد حجازي.
لذا كان من المنطقي بعد ذلك أن يتم تصعيدهما سويا للمنتخب الأوليمبي تحت قيادة هاني رمزي، والذي نجح في التأهل إلى منافسات كرة القدم بدورة الألعاب الأوليمبية بلندن 2012.
كل ذلك زامن فترات صعبة في مصر بداية من ثورة 25 يناير، وصولا لكارثة بورسعيد في الثاني من فبراير من عام 2012.
توقفت الكرة في مصر، ولكن لم يتوجب أن تتوقف مسيرة هذا الثنائي البارز.
صلاح انتقل أولا إلى بازل السويسري في أبريل 2012 بعدما نال إعجاب مسؤولي النادي في مباراة ودية جمعت منتخب مصر الأوليمبي مع النادي السويسري.
النني شد الأنظار أيضا، ولكن تأخر انتقاله إلى فبراير 2013 بعدما تألق رفقة صلاح في أوليمبياد لندن، حين توقفت رحلة مصر في ربع النهائي أمام اليابان.
كان الثنائي في المقاولون، وانتقلا سويا إلى بازل حيث حققا لقبين من الدوري السويسري معا. تألقا سويا مع منتخبات مصر في جميع المراحل العمرية وصولا إلى المنتخب الأول، حين أصبحا أساسيين تحت قيادة بوب برادلي.
ثنائي متفاهم للغاية لدرجة إمكانية الوصف بـ "الرفقاء".
ظل الثنائي، وسيظل، مترافقين على الصعيد الدولي بمشاركة شبه مستمرة مع منتخب مصر، وكان كبرى إنجازات هذا الجيل هي الوصول لنهائي كأس أمم أفريقيا الأخيرة في الجابون.
ولكن على الصعيد الاحترافي، فقد تفرقت الطرق في 23 يناير 2014.
جذب صلاح الأنظار بشكل أكبر، وانضم إلى تشيلسي الإنجليزي في فترة لم تكن ناجحة بدرجة كبيرة، حيث سجل خلالها هدفين في 11 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز.
بعدها بعام، أراد صلاح التحرر والحصول على دقائق لعب أكبر، وحصل على ذلك من بوابة فيورنتينا، حيث سجل 9 أهداف في 26 مباراة بمختلف البطولات.
التألق مع فيورنتينا فتح له الأبواب في إيطاليا، حيث انتقل في الصيف التالي إلى روما، حيث قضى موسمين رائعين سجل خلالها 34 هدفا في 83 مباراة.
كان من الطبيعي أن يكلل هذا التألق بمكافأة العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز من بوابة ليفربول، كأغلى صفقة في تاريخ النادي.
في هذه الأثناء، لم يتوقف النني عند محطة بازل.
تطور لاعب وسط منتخب مصر بات ملحوظا مع الفريق السويسري، الأمر الذي جذب أنظار المدير الفني أرسين فينجر، والذي سعى لضمه ونجح في ذلك في يناير 2016.
والآن، يتواجد الثنائي في إنجلترا سويا للمرة الأولى ولكن في مدينتين مختلفتين.
اعتادا طوال السنوات أن يكونا رفقاء في الملعب، ولكن قمة الجولة الثالثة من الدوري الإنجليزي الممتاز قد تشهد مواجهتهما وجها لوجه للمرة الأولى.
فكيف ستكون ملامح تلك المواجهة قبل مرحلة مصيرية لمنتخب مصر في طريق التأهل لمونديال روسيا 2018؟
ستمتلئ المقاهي الشعبية يوم الأحد القادم لمتابعة قمة إنجليزية هامة ستجمع إثنين من خيرة لاعبي الجيل المصري الحالي لمعرفة الإجابة.