ما الذي قدمه ديفيد بيا في 2017 ليستحق العودة إلى منتخب إسبانيا؟
الجمعة، 25 أغسطس 2017 - 15:40
كتب : علي أبو طبل
مسيرة دولية استمرت حتى عام 2014، وتوقفت برصيد 59 هدفا في 97 مباراة. المدير الفني لوجين لوبوتيجي قرر إحياءها من جديد في ظل استبعاد منطقي لدييجو كوستا البعيد عن المشاركة مع تشيلسي، والحاجة لإسم قوي يدعم وجود ألفارو موراتا وياجو أسباس في مركز رأس الحربة لمنتخب إسبانيا.
بعمر الـ35، ديفيد بيا يعود لقائمة "لاروخا" لأول مرة منذ ظهور أخير شهد تسجيل آخر أهدافه ضد أستراليا، بعدما ضمن بطل العالم في 2010 الخروج مسبقا من مجموعات مونديال البرازيل 2014.
والآن، أمام المحارب بيا فرصة لإكمال 100 مباراة دولية.
لماذا يعود مهاجم ريال سرقسطة وفالنسيا وبرشلونة وأتليتكو مدريد السابق إلى قائمة الإسبان بعد كل هذا الغياب؟
ليس بسبب اسمه أو تكريما له فقط ..
بعد مواسم ناجحة محليا مع برشلونة، ومن ثم التتويج بالدوري مع أتليتكو مدريد في موسم استثنائي لكتيبة دييجو سيميوني، قرر بيا الرحيل عن إسبانيا والتوجه غربا نحو الولايات المتحدة الأمريكية.
نيويورك سيتي. مشروع كروي جديد في بلاد لا تعتبر كرة القدم لعبتها الشعبية الأولى، ولكن الأمر يبدو جذابا كون النادي تابع لمجموعة مشاريع مجموعة أبو ظبي المالكة لمانشستر سيتي.
عند انضمامه، لم يكن الموسم الكروي الأمريكي قد بدأ بعد. وللحفاظ على لياقة المباريات، جاء قرار إعارته إلى ملبورن سيتي الأسترالي. نادي آخر تابع لمنظومة ملاك مانشستر سيتي.
4 مباريات شهدت تسجيله لهدفين في أستراليا كان أمرا كابيا للاطمئنان على لياقته ومن ثم العودة لفريقه الأمريكي.
يقضي هداف إسبانيا التاريخي ثالث مواسمه في مدينة نيويورك، ومسيرته تبدو ناجحة هناك للغاية. حيث سجل 18 هدفا في 30 مباراة في أول موسم، و23 هدفا في 35 مباراة في الموسم التالي، والذي حصل فيه على جائزة أفضل لاعب بالدوري.
ولكن معدل التهديف في الموسم الحالي يبدو أعلى، حيث سجل 19 هدفا في 25 مباراة، ولا تزال هناك 9 مباريات على نهاية الموسم.
الموسم الجديد بدأ في شهر مارس الماضي، أي أنه سجل هذا الكم من الأهداف في عام 2017 فقط.
ليس فقط الأهداف هي الأمر الذي يجيده، حيث صنع 10 أهداف لفريقه خلال الموسم الجاري.
دييجو كوستا سجل 8 أهداف فقط مع تشيلسي منذ بداية العام، وألفارو موراتا سجل 12 هدفا منذ يناير الماضي.
هل يصبح بيا أفضل هداف في تاريخ الدوري الأمريكي خلال موسم واحد؟
دائما ما وجدت الأرقام القياسية لكي تكسر من جديد. وبالمعدل الحالي، بإمكان بيا أن يفعلها.
روي لاسيتر في 1996، وكريس ووندلوفسكي في 2012، وبرادلي رايت فيليبس في 2016، كل منهم تمكن من تسجيل 27 هدفا خلال تلك المواسم.
وكل ما يحتاجه ديفيد بيا هو 8 أهداف في 9 مباريات لكي يعادل هذا الرقم.
لا يزال حاسما
6 أغسطس الجاري شهد ما يمكن اعتباره "دربي" لمدينة نيويورك بين فريقي نيويورك سيتي ونيويورك ريد بولز. المباراة كانت مثيرة للغاية وانتهت لصالح رفاق بيا بنتيجة 3-2.
المهاجم الإسباني هو من تكفل بتسجيل ثلاثية فريقه، ليصبح أول "هاتريك" له منذ انضمامه للعب في الولايات المتحدة.
باتريك فييرا، أسطورة أرسنال ولاعب مانشستر سيتي سابقا، والذي يخوض نيويورك سيتي فنيا، يظن أن لا يوجد ما يؤشر إلى إمكانية هبوط مستوى المهاجم الإسباني.
ويستمر نجم منتخب فرنسا السابق في الإشادة بمهاجمه الإسباني في تصريحات للموقع الرسمي للدوري الأمريكي لكرة القدم.
"أعتقد أن تركيز بيا بالكامل ينصب على تسجيل الأهداف باستمرار، لأنه هذا أفضل ما يجيده".
"علينا كفريق أن نساعده لكي يستمر في تحقيق ذلك. لدينا خطتنا التي يمكن أن تساعده. وعندما يمتلك الكرة أمام المرمى، فإن خبرته وجودته تكون حاسمة لصالحنا".
نهاية أسطورية؟
غياب بيا عن المشهد الدولي جاء بعد خروج مؤلم للإسبان من مونديال 2014. بالتأكيد لم تكن النهاية التي يرغبها بيا لمسيرته الدولية.
لم يظن أحد أن بمقدوره أن يكون ضمن الخياريات الفنية لهجوم "لا روخا" من بوابة الدوري الأمريكي. ولكنه عاد بالفعل!
من يدري؟ ربما تكون بمثابة فرصة للاستمرار مع المنتخب الإسباني حتى نهاية المشاركة في مونديال روسيا 2018.
إن حدث ذلك، فستكون مشاركته الرابعة في المونديال، وقد تكون أمامه الفرصة للتهديف في رابع مونديال على التوالي.
رقم لا يمتلكه إلا ميروسلاف كلوزه وبيليه، وأسطورة ألمانيا في منتصف القرن الماضي، أوفه زيلر.