سيظهر في دوري المجموعات بدوري أبطال أوروبا لأول مرة فريق من أذربيجان منذ استقلالها في عام 1991 وهو بطلها كارباج والذي عبر أخيرا الدور التمهيدي بعد محاولات فاشلة سابقة.

حيث نجح في عبور كوبنهاجن الدنماركي بفضل قاعدة الهدف خارج الأرض بهدفين بعد أن انتهى مجموع اللقائين 2-2، ولأول مرة في التاريخ يصبح فريقة من أذربيجان في مرحلة المجموعات من دوري الأبطال.

من هو الزائر الجديد على دوري أبطال أوروبا؟ وما هو تاريخه؟ Filgoal.com يحكي لكم عن قصة هذا النادي.

أخبار متعلقة:

دوري الأبطال - عندما يقع مانشستر يونايتد مع بنفيكا.. "الصعود ليس سهلا يا مورينيو" مجموعات الأبطال – الوقوع ضد برشلونة = وصول يوفنتوس للنهائي مجموعات الأبطال - احذر يا بايرن.. سان جيرمان عقدتك قبل الأموال القطرية مواجهات متوازنة لصلاح وصعبة على عمر جابر في دوري أبطال أوروبا مجموعات الأبطال – نارية لريال مدريد وبرشلونة.. وهادئة في مانشستر

أنشئ في 1951 باسمه الحالي كارباج، حينها كانت أذربيجان تابعة للاتحاد السوفيتي الذي قام ببناء ملعب في مدينة أجدام من أجل إدخال لعبة كرة القدم إليها، فكان بناء الاستاد وافتتاحه هو الحافز الذي دفع أبناء المدينة لإنشاء ناديهم والمشاركة في البطولة الوطنية الأذربيجانية.

أعوام قليلة وتغير اسم النادي إلى "ميهسول" قبل أن تضربه مشاكل مالية ونقص في التمويل المادي ليتم حله لعشر سنوات ويعود مرة أخرى باسم "شافاق" في 1977 قبل أن يتغير اسمه مرة أخرى في الفترة من 1982 إلى 1987 إلى "نادي المجتمع التعاوني".

مع تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي ضربت الحرب الحدود الأذربيجانية-الأرمينية في الفترة من 1988 وحتى 1994 حيث قامت حرب ناجورنو كارباج والتي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف أذربيجاني نتيجة التطهير العرقي وبسببها تحولت مدينة "أجدام" التي انتمى إليها النادي إلى مدينة أشباح حتى الآن بسبب المجازر التي حدثت فيها فلم يسكنها أحد من بعد الحرب.

ملعب الفريق في تلك المدينة كان يدعى يوما ما "إمارات" ولكنه تهدم نتيجة القصف الأرميني والمدير الفني للفريق في ذاك الوقت "ألهافيردي باجيروف" والذي تطوع في الجيش الأذربيجاني وتحول إلى بطل قومي هناك بسبب بطولاته وإنقاذه للعديد من مواطني كوخالي المحاصرة من الأرمينين.

مقتله جاء بعد أن انفجر لغم أرضي في سيارته أثناء عودته إلى أجدام في عام 1992 وتم تكريمه بعد وفاته وحصل على لقب "بطل أذربيجان".

انتهت الحرب وتهدمت أجدام تماما بعد أن احتلها الأرمنيين خلال الحرب لينتقل الفريق إلى باكو العاصمة ويبدأ من جديد رحلته التي اصطدمت بمشاكل اقتصادية تم حلها في 2001 عندما قامت شركة "ازرصن" برعاية النادي ليتحول اسمه إلى "كارباج أزرصن" لفترة قبل أن يعود في 2004 إلى "كارباج" مرة أخرى، الاسم الذي تم إطلاقه على النادي يوم إنشائه.

لحسن حظ مانشستر يونايتد أنه لم يقع مع كارباج في مجموعة واحدة وإلا لخسر أحد أهم نجومه وهو هنريك مخيتاريان صاحب الجنسية الأرمينية فحتى الآن تمنع السلطات الأذربيجانية حصول أي مواطن أرميني على تأشيرة دخول البلاد.

يقود الفريق تدريبيا منذ 2008 وحتى الآن عثمان جوربانوف والذي منذ توليه مسئولية النادي عمل على إدخال الكرة الشاملة والتيكي تاكا إلى عقلية الفريق ونجح في ذلك فجماهير الفريق هناك تدعوهم "برشلونة القوقاز" بسبب طريقة لعبهم، الفريق فاز مع جوربانوف بـ4 ألقاب للدوري ومثلهم كؤوس محلية.

لقب الفريق هو "الفرسان" وشعارهم مستوحى من شعار مقاطعة كارباخ المشهورة والمرسوم عليه حصانين من أحصنة كارباخ الجبلية الشهيرة في تلك المنطقة.

ألوان ملابس الفريق التي تم اختيارها هي الأسود ليرمز إلى الظلام والجهل والأبيض والذي يرمز إلى النور والعلم.

يلعب الفريق حاليا على ملعب "توفيق بهراموف" ربما لم تسمع بهذا الأسم من قبل ولكن في إنجلترا هو بطل قومي فهو حكم الراية الذي رفع رايته معلنا عن هدف الإنجليز الثالث في مرمى ألمانيا الغربية في نهائي كأس العالم 1966 رغم أن تسديدة جيف هاريست كانت بعيدة بـ6 سم عن خط المرمى.

بعد وفاته في 1993 قررت حكومة أذربيجان المستقلة حينها عن تكريم الحكم السوفيتي المولود على أراضيها بإطلاق اسمه على الملعب الكبير في العاصمة باكو.

هذا الملعب تم بنائه قبل الحرب العالمية الثانية ولكن مع دخولها توقف العمل به ليتم إكماله بعدها عن طريق سجناء الحرب الألمان وتم افتتاحه في 1951 تحت مسمى "جوزيف ستالين" ويتغير في 1956 إلى "جوزيف لينين".

الرقم القياسي للحضور الجماهير على هذا الملعب لجماهير كارباج كان في 2014 حيث حضر 32 ألف متفرج لمتابعة لقاء الفريق أمام ريد بول سالزبورج في الدور الثالث من تصفيات دوري أبطال أوروبا.

يمثل كارباج لمشجعي الفريق الأمل والفخر لأكثر من نصف مليون أذربيجاني تم تهجيرهم من مدنهم أثناء الحرب فهو من الأشياء القليلة التي نجحت في النجاة من أهوال الحرب واستمرت حتى الآن، نجاحات الفريق على أرض الملعب ساهمت ومازالت تساهم حتى الآن في ظهور العديد من الحركات الشبابية لتطوير المدن المدمرة التي تأذت من الحرب.