ساري.. 20 عاما بعيدا عن العيون و101 مباراة تكفي للشهرة العالمية

عندما أعلن نابولي تعاقده مع المدير الفني ماوريسيو ساري لتدريب الفريق خلفا لرافايل بينيتز خرج الأسطورة ديجو أرماندو مارادونا معترضا على هذا الاختيار قائلا "كنت أفضل الإبقاء على بينيتز، ساري شخص جيد ولكننا لن نضمن الحصول على نابولي فائز معه".

كتب : عمر ناصف

الأربعاء، 23 أغسطس 2017 - 00:16
ساري

عندما أعلن نابولي تعاقده مع المدير الفني ماوريسيو ساري لتدريب الفريق خلفا لرافايل بينيتز خرج الأسطورة ديجو أرماندو مارادونا معترضا على هذا الاختيار قائلا "كنت أفضل الإبقاء على بينيتز، ساري شخص جيد ولكننا لن نضمن الحصول على نابولي فائز معه".

بالتأكيد دعمت العديد من الجماهير رأي أسطورتهم فساري الذي يقود نابولي للموسم الثالث على التوالي الآن درب لأول مرة في الدوري الإيطالي بعمر ال54 عاما وموسم واحد فقط هو الذي قضاه وسط الكبار قاد فيه إمبولي للحصول على المركز الـ 15 على سلم الترتيب ولم يحصل على أي بطولة طوال مسيرته التدريبية في الدرجات الأدنى.

ولد ساري في نابولي ولكنه رحل سريعا لإقليم توسكاني حيث ظل هناك محتفظا بانتماءه لنادي المدينة التي ولد بها فكان المشجع الوحيد لنابولي في مدرسته وسط مشجعي فيورنتينا وإمبولي المنتمين لذاك الإقليم.

لم يلعب كرة القدم بشكل احترافي وإنما ظل يلعب مع الهواة بجانب عمله في أحد البنوك وذلك حتى قرر الاتجاه للتدريب بعمر ال31 عاما بدون التخلي عن عمله لمدة 12 عام حيث قرر في 2002 أنه من أجل تحقيق النجاحات في هوايته التي يعشقها وهي التدريب يجب عليه أن يتخلى عن عمله كمحاسب وقد كان.

ربما رده عندما سئل عن كونه أقل المدربين أجرا في أولى مواسمه في السيري أ مع إمبولي يعطيك فكرة عن مدى عشقه لمهنته حيث قال "أقل المدربين أجرا؟ يجب أن أعتبر نفسي محظوظا إنهم يعطونني راتب مقابل عمل قد أقوم به لهم بشكل مجاني".

التدريب هواية وعشق لهذا الرجل الإيطالي الذي ظل لأكثر من 20 عاما في الدرجات الأدنى الإيطالية لا يحقق أي شيء ولكنه يدرب لأنه يحب التدريب.

عندما كان مدربا لفريق يدعى سانسوفيني أطلق عليه لاعبيه لقب "ميستر 33" السبب أنه قام بتدريبهم على 33 طريقة مختلفة للاستفادة من الكرات الثابتة في المباريات، ساري أعترف بأنه في النهاية لم يستخدم سوى 4 أو 5 طرق فقط منهم.

أول ظهور له في الدرجة الثانية كان في 2005 مع بيسكارا ولكنه لم يقدم لهم الكثير فرحل عنهم بعد موسم وحيد لتدريب فريق أخر في الدرجة الثانية هو أريزو الذي كان قد أقال مدربها شابا يدعى أنطونيو كونتي وقرر تعين ساري ولكنه لم ينقذهم فهبط بهم للدرجة الثالثة.

لم يعد ساري إلى الدرجة الثانية مرة أخرى فظل في الدرجات الأدنى حتى جاءت 2011 نقطة التحول في مسيرة المدرب حيث أعلن نادي سورينتو في الدرجة الثالثة عن إقالة ساري بدون إبداء أسباب واضحة لذلك رغم احتلاله للمركز الرابع في جدول الترتيب.

بعد ذلك قام إمبولي النادي التوسكانيني بتعين ساري مدربا له في الدرجة الثانية، موسمه الأول شهد صعوده بالفريق للتصفيات المؤهلة للدرجة الأولى قبل أن يخسر من ليفورنو ويفشل في الصعود إلى الدرجة الأولى.

إمبولي قرر استكمال مشروع ساري الشاب في الفريق حينها والإبقاء عليه لموسم أخر ليأتي النجاح أخيرا ويحتل الفريق المركز الثاني وأخيرا "ميستر" ماوريسيو ساري سيقود فريقا في الدرجة الأولى بعمر ال54 عاما بعد أكثر من 20 عاما في عالم التدريب ستظهر أفكاره وقدراته للجميع.

حافظ على تواجد الفريق في الدرجة الأولى في الموسم التالي محققا المركز ال15 في البطولة، عمل المدرب كان واضحا رغم هذا المركز فبرز العديد من الأسماء الشابة كدانيلي روجاني وريكاردو سابونارا ودانيلي فيردي.

عمله المذهل في إمبولي جعله خيار نابولي الأول لتعويض بينيتز وحاول ميلان إقناعه بتدريبهم أيضا قبل أن يختار نابولي في النهاية، موسمين وكان على ديجو أرماندو مارادونا توجيه اعتذار عما بدر منه من تصريحات بعد تعين ساري فقال "لقد كنت مخطئا بحق ساري أنا أحب طريقة لعب نابولي معه، لكنه سيكون أفضل وأسعد لو قاد نابولي للفوز بأحد الألقاب".

قال عنه أسطورة التدريب الإيطالية أريجو ساكي "هو عبقري، لقد كنت دائما ما أتباع الفريق الشاب الذي قام ببناءه مع إمبولي في الدرجة الثانية لقد كان عملا رائعا".

عندما كان ساري في إموبلي كان دفاع الفريق القوي هو السبب في بقاء النادي في الدرجة الأولى مستخدما إحدى مقولات ساكي الشهيرة "الدفاع هو أن تهاجم هجوم منافسك".

مع نابولي قدم لإيطاليا واحدا من أمتع الأندية الهجومية عىل مستوى العالم وغير من طريقة لعبه 4-3-1-2 التي أستخدمها في إمبولي إلى 4-3-3 سيتم ذكرها دائما في السجلات التاريخية لما قدمته من متعة سواء عندما كانت مشكلة من خوسي كابيخون ولورينزو إنسيني وجونزالو إيجواين أو تلك التي أستخدمها الموسم الماضي بمهاجم وهمي هو ديريس ميرتينيز ومن خلفهم على اليسار القائد ميريك هامشيك.

مع إيجواين كان الاعتماد أكثر على العرضيات ومع ميرتينيز كانت التمريرات القصيرة والسريعة بين الثلاثي هي الأساس الهجومي للفريق, نابولي يتطور ويتحسن ويتأقلم طبقا للمتاح بفضل أفكار مدربه.

لم يكن أحد يعرفه على مستوى العالم منذ خمسة أعوام ولكنه اليوم وبعمر ال58 عاما يتم مقارنته ببيب جوارديولا في الفلسفة التدريبية ووجد نفسه يحتل المركز ال14 في قائمة fourfourtwo لأفضل مدرب في العالم لعام 2017 عن الموسم الماضي.

المدرب الذي يفضل إرتداء البدلة التدريبية عن البدل الرسمية في المباريات "رضا عبد العالم سعيد بذلك بالتأكيد" احتفل السبت الماضي أمام هيلاس فيرونا بمباراته رقم 100 في قيادة نابولي من على دكة البدلاء في ثاني أطول فترة تدريبية له في مسيرته مع نادي بعد تلك التي قضاها في نابولي ل132 مباراة.

وبعد مباراة العودة أمام نيس، ارتفعت انتصاراته إلى 67 بنسبة 66% هي أعلى نسبة انتصارات له في مسيرته التدريبية و18 تعادلا مقابل 16 هزيمة فقط خلال فترة موسمين وبضعة أيام مديرا فنيا للبيرتانوبي وبمعدل تهديفي مميز جدا هو 2.26 في المباراة الواحد وشباك الفريق لم تستقبل سوى 99 هدف طوال تلك المدة.

ساري لم يحقق البطولات حتى الآن في مسيرته التدريبية مكتفيا بالإبداع الذي يقدمه فريقه وعلى المستوى الفردي حقق جائزة واحدة كانت المدرب الأفضل في الدوري الإيطالي لموسم 2015-2016.