كتب : فادي أشرف
في عام 2000 كان واين روني يرتدي القميص الأزرق أيضا. شاب بعمر الـ14 في ناشئي إيفرتون، لم يكن يعلم أنه سيصبح ثاني أكبر هدافي البريمييرليج عبر تاريخه خلف الأسطوري آلان شيرر، وهما فقط من سجلا 200 هدف أو أكثر في البطولة.
ولكن بطل قصتنا مارك روبرتس، مدافع فريق ناشئي كرو أليكساندرا في ذلك الوقت، كان على علم بأن روني سيحقق أشياء كبيرة في المستقبل.
بالتأكيد لم يعلم بالتحديد ماذا سيفعل روني، ولكنه يعلم أنه كان موكلا باللعب ضد أحد أصعب وأقوى وأعنف المهاجمين عبر التاريخ.
من الصدف الجميلة في الحياة أن روبرتس درس الصحافة بجانب لعبه كرة القدم في مستويات أقل، وصار كاتبا رياضيا، وكتب قصة مرتين واجه فيهما الناشيء واين روني لموقع These Football Times التابع لجريدة جارديان.
نحن الآن في العام 2000، في ملعب بيلفيلد بمدينة ليفربول. هنا يتدرب ناشئي إيفرتون ويبدأ روبرتس قصته التي سننتقل لحكيها على لسانه الآن.
روبرتس: في أول مرة واجهت روني كنت في عمر الـ16. مع أكاديمية كرو اتجهنا لمواجهة أكاديمية إيفرتون في بيلفيلد. طالما أحببت بيلفيلد وكل ما يعنيه المكان. الأسوار المحيطة بالملعب تعطيك الإيحاء بأنك في سجن، الأمر كان كذلك. اللعب ضد صغار إيفرتون دائما تجربة صعبة ستجعلك تبذل الكثير من العرق وأحيانا القليل من الدماء.
أحفظ لاعبي أكاديمية إيفرتون عن ظهر قلب. واجهناهم كثيرا ومن مركزي كمدافع كنت أعرف أن المهاجم الأقرب لي دائما هو فتى يدعى مايكل سايمز.
لكن في ذلك اليوم كان منافسي طفل أتمم لتوه عامه الـ14 ويلعب للفريق الأكبر من مرحلته السنية بعامين. قميص إيفرتون واسع عليه لدرجة ملحوظة. كل تلك التفاصيل ستجبرك على حفظ الاسم. واين روني.
فزنا 2-1 ضد إيفرتون والفتى الصغير الذي وكلت برقابته هو من سجل.
كان كالأسد المختبئ في حشائش السافانا وأنا كنت فريسته. مستعد دائما للقنص وينتظر فقط اللحظة المناسبة. لقطة واحدة ستفقد فيها تركيزك وسيعاقبك. هذا ما حدث ضدي، لم يمنحني حتى فرصة للتفكير في اللحاق به قبل أن يسجل في مرمانا بمنتهى الهدوء. الأمر كله غير منطقي في ذهني. كم عمر هذا الفتى؟
عدم منطقية الأمور زاد عندما عدت لغرفة الملابس لأجد مدربي يهنئني على مستواي في ذك اليوم. الأمر كان مفاجئا لي، لقد سجل المهاجم الخاص بي هدفا وتوقعت أن يهاجمني المدرب ويتهمني بعدم التركيز لأن أصغر لاعب في الملعب سجل هدفا وهو في رقابتي.
قيل لي بعد ذلك في نفس اليوم إن ذلك الفتى ضمن منتخب إنجلترا تحت 16 عاما، والجميع ينتظر منه أن يكون نجم الأسود الثلاثة القادم.
بعدها بعامين كان علي رقابة روني مرة أخرى. هذه المرة مع فريق تحت 19.
الدخول للفريق الأول في هذا الوقت كان صعبا لأن المجموعة الموجودة كانت موهوبة بشدة.
كنت أحارب لأوقع عقد محترف مع النادي، حلمي كان أمامي ولكني أعرف أن مازال أمامي الكثير من العمل. بالنسبة لروني كان السؤال متى سيحقق حلمه، وليس إن كان سيحققه أو لا.
روني الآن بعمر الـ16 يلعب في فريق تحت 19 عاما، صار أضخم بدنيا وأكثر خبرة. أحسست بذلك، كان أصغر لاعب في الملعب لكنه بالفعل كان قائدا لزملاءه ولا يخجل من أن يعطيهم التعليمات.
حصل روني على إنذار بعد تدخل عنيف ضدي. في هذه المرحلة السنية، من الصعب جدا أن يخرج الحكم إنذارا ولكن التدخل استحق ذلك. لم أتعامل مع هذا العنف من قبل.
حرارة جسم روني بدأت في الزيادة، يصرخ في زملائه الأكبر منه بعامين على الأقل وللحق كانوا بعيدين جدا عن مستواه. لم أشاهد شيئا كذلك في حياتي.
غضبه كان حانقا. تدخل أخر عنيف ضدي وكان قرار جهاز إيفرتون سريعا، إخراجه من الملعب وأمره بالدوران حول الملعب كنوع من العقاب. دون أي رد، نفذ روني التعليمات.
هنا، تأكدت أن روني سيكون له شأنا خاصا. لم أكن أعلم أنه سيصبح الهداف التاريخي لمنتخب إنجلترا بكل تأكيد.
ولكن بعدها بعام، سجل روني هدفه الأول من ضمن 200 في البريمييرليج ضد أرسنال، حينها كنت مازلت أقاتل من أجل حلمي بينما روني بعمر الـ16 يعيشه.
قبل 5 أيام من عيد ميلاده من عيد ميلاده الـ17، أنهى روني سلسلة من 30 انتصار متتالي لأرسنال.
وضد مانشستر سيتي في الجولة الثانية من موسم 2017/2018، قبل شهرين من عيد ميلاده الـ32، يمكنك مشاهدة هدف روني الـ200 والتأكد أن ما حكاه روبرتس عن روني كان حقيقيا، وأن الأسد المختبئ في حشائش السافانا لم يصبح عجوزا.