كتب : علي أبو طبل
لم تكن المواجهة بين تشيلسي وتوتنام هي الأعنف بين مواجهات أندية لندن حتى وقت قريب.
دربي فرضته ظروف المنافسات لأسباب كروية بحتة، دون وجود أي أسباب أخرى قد تتسبب في الكراهية.
فبحسب استطلاع رأي أجراه موقع PlanetFootball في 2004، اعتبر جماهير كل نادي أن آرسنال هو غريمهم الأساسي.
تغيرت الصورة في استطلاع جديد في عام 2012. صار توتنام هو الغريم الأساسي لجماهير تشيلسي، بينما لا زالت جماهير توتنام تعتبر آرسنال غريمها الألد.
- فكيف بدأت الكراهية الكروية بين الناديين؟
عديد من المواجهات جمعت الفريقين في الدوري وفي بطولات الكأس المحلية، ولكنها لم تحظ باهتمام كبير أو شحن كالذي الذي حملته مباراة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لعام 1967.
النهائي كان الأول في تاريخ البطولة الذي يجمع فريقين من مدينة لندن.
دخل تشيلسي المباراة بتشكيلة من اللاعبين الشباب، بينما كان توتنام يتسلح بجيمي جريفز وتيري فيانبلس، وهما لاعبان سابقان لنادي تشيلسي.
كان من المؤلم لجماهير البلوز حينها أن تشاهد لاعبيها السابقين، والموصومين بالخيانة، يحتفلان مع الغريم الجديد بلقب الكأس على حسابهم.
ومن هنا بدأت العداوة.
- أسباب إضافية لكراهية تشيلسي لتوتنام
اشتد الأمر في موسم 1974/1975، حين تنافس الفريقان على الهبوط بشكل ضاري.
تصادفت مواجهة الفريقين قبل 3 جولات من النهاية، وكان تشيلسي في منطقة آمنة بفرق نقطة وحيدة عن توتنام الذي وقع في مراكز الهبوط.
تمكن توتنام من تحقيق الفوز بهدفين نظيفين، وفي الجولتين المتبقيتين لم يتمكن تشيلسي من الفوز ليهبط إلى الدرجة الأدنى.
- تشيلسي يرد اعتباره
بصعود تشيلسي من جديد، ظلت المواجهات بمثابة سجال بين الفريقين إلى حدود عام 1990.
منذ ذلك الحين، حقق تشيلسي تفوقا كاسحا على غريمه توتنام في كافة المواجهات المباشرة حتى عام 2002، دون أن يحقق توتنام فوزا واحدا في أي بطولة.
عقدة امتدت لـ12 عاما، تم فكها في 23 يناير 2002 حين تفوق توتنام في إياب كأس رابطة المحترفين بنتيجة 5-1 ليتفوق بنتيجة 6-3 في مجموع المواجهات.
ولكن تحقيق الفوز على تشيلسي في الدوري كان بمثابة مهمة شاقة على لاعبي توتنام منذ 10 فبراير 1990، حين تفوق الأبيض بنتيجة 2-1.
ذلك الفوز كان الأخير لتوتنام على تشيلسي في مواجهة مباشرة على ملعب "ستامفورد بريدج" على الإطلاق حتى اليوم.
ولكن في 5 نوفمبر 2006، تمكن توتنام من كسر سلسلة عدم الفوز على البلوز في الدوري، وتفوق الفريق الأبيض بنتيجة 2-1 من جديد.
- لماذا يكره توتنام تشيلسي؟
لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لم يدخل بحلته الجديدة خزائن نادي توتنام، حيث كان اللقب الأخير من أعلى درجات المنافسة على لقب دوري في انجلترا في موسم 1960/1961.
خلال الموسم الماضي، أنهى توتنام المنافسة في الوصافة خلف تشيلسي، ولكنه لم يكن أقرب أو أكثر شراسة من موسم 2015/2016.
ليستر سيتي حقق لقب الدوري في معجزة كبيرة خلال ذلك الموسم، وكان أقرب المنافسين هو توتنام.
صدمة أولى تلقاها الفريق اللندني قبل 3 جولات من النهاية بتعادل مخيب أمام وست بروميتش ألبيون، استغله ليستر سيتي لتوسيع الفارق بـ7 نقاط عن السبيرز.
رقميا، لم تكن المنافسة قد حسمت بعد، ولكن قرر الغريم تشيلسي، والذي قضى واحدة من اسوأ مواسمه، أن ينهي حلم توتنام بنفسه.
تقدم توتنام بهدفين نظيفين وبشكل قوي خلال الشوط الأول. نتيجة تحيي المنافسة من جديد وقد تقلل الفارق لـ4 نقاط وتشعل الأمور مع تبقى جولتين.
ولكن ما فعله تشيلسي في الشوط الثاني لن تنسى جماهير توتنام مرارته.
هدفان لجاري كاهيل وإيدين أزار كانا كفيلان بحسم اللقب رسميا وتوجيه الكأس نحو مدينة ليستر.
ليفقد توتنام في ذلك الوقت أقرب فرصة ممكنة للحصول على لقبه الأول تاريخيا من الدوري الإنجليزي الممتاز.