تحقيق في الجول – لماذا غير يوفنتوس شعاره الآن.. "من فريق إلى علامة تجارية"
الجمعة، 18 أغسطس 2017 - 14:42
كتب : إسلام مجدي
"لم يعد كشعار فريق كرة قدم بل أصبح أكثر كشعار شركة تجارية". سبب شعار يوفنتوس الجديد جدلا وحيرة كبيرة سواء بين عشاق النادي أو مشجعي كرة القدم بشكل عام.
ما الذي يحدث في يوفنتوس؟ منذ عام 2005 وبعد هبوط النادي بسبب الفضيحة الشهيرة "كالتشيوبولي" للدرجة الثانية، عانى الفريق الإيطالي اقتصاديا، قبل أن يعود ويهيمن على إيطاليا ويفوز بـ6 بطولات دوري.
ثم أعلن النادي الإيطالي في وقت سابق خلال الصيف الجاري عن شعار جديد له وهوية جديدة حسب وصف النادي.
كيف يرى النادي الشعار؟
اتجه FilGoal.com لسؤال جابريلا رافيتزوتي مديرة المكتب الإعلامي للنادي الإيطالي عن رؤية الإدارة للشعار الجديد، خاصة وأن النادي كان قد غير شعاره في عام 2005.
وصرحت رافيتزوتي قائلة :"إنه فصل جديد في تاريخ النادي، أو بإمكانك القول عصر جديد، يحتوي على عناصرنا الرئيسية مع بعض الإضافات".
وأضافت "كنا قد كشفنا عنه في شهر يناير الماضي، إنها هوية جديدة لنا وصنعت خصيصا لكي تتكيف وتلائم أي شيء".
وأردفت "تعد تلك هوية جديدة وخطوة نحو رحلة قررنا البدء فيها في شهر يناير الماضي، وذلك استكمالا للنجاح الذي بدأ منذ ستة مواسم".
واستطردت "لن ننسى كرة القدم إنه الأصل الذي لا ينتهي، وفي كل مشروع هي الأساس".
وأتمت "بعد استبدال الشعار القديم وأصبح لدينا شكل جديد هذا يعني أن فرصنا أكبر في اقتحام الأسواق".
خطوة جديدة سبق بها الجميع
الشعار هو هوية النادي وعليه يتحدد خط سيره سواء في كرة القدم أو تجاريا، يوفنتوس لاحظ فعليا أن الشعار القديم قد عفى عليه الزمان من الناحية التجارية واحتاج لشيء جديد.
منذ عام 2010 ويوفنتوس لم يخطئ أبدا فيما يخص السير على الطريق الصحيح نحو الألقاب، لكن فشل الإدارة الأكبر فيما يخص فهم السوق بعيدا عن كرة القدم والحديث هنا عن الاستثمارات، كان ذلك الدافع الأكبر خلف هذا التغيير. حسب تصريحات أندريا دي كارلو صحفي "ميدياست" لـFilGoal.com.
وصرح دي كارلو لـFilGoal.com قائلا :"كل فريق غير شعاره الخاص في الأعوام الأخيرة روما فعل وميلان وإيفرتون ومانشستر سيتي، جميعهم فعلوا ذلك لأسباب تسويقية بحتة".
وأضاف "أعتقد أن تاريخ النادي قيمته أكبر لدى الجماهير، لكن شعار النادي له عامل السحر".
وأردف "شعار النادي له عامل السحر لدى الجماهير وأقصد هنا محبي كرة القدم بشكل عام، جميعهم يميز كل فريق من خلال شعاره، لست متفقا مع هذا التغيير لأنه غير الهوية بشكل كامل، لكنك لم تكن تربح الكثير من المال في السوق فماذا تفعل؟ كانت خطوة واجبة بكل تأكيد".
واسترسل "بكل وضوح يوفنتوس كان واثقا من أنه سيدخل بالفريق إلى سوق جديدة كليا وهو ما بدأ بالفعل منذ شهر يناير الماضي".
وأتبع "أولا إنه ليس مجرد شعار إنه علامة تجارية جديدة شيء أكبر من مجرد 11 لاعبا في الملعب، إنه امتداد لفريق كرة القدم سيسير في طريقه الخاص كمنتج ودعاية وخدمات جانبية، لهذا السبب كان من المهم أن يتم ذلك الآن".
هل الكالتشيو بولي السبب في تغيير الشعار؟
ما الذي حدث ليوفنتوس بعد كالتشيو بولي؟ هل تأثر الفريق ماديا؟ لا ننسى أنه كان أحد أقوى الأندية على الصعيد المالي خاصة قبل ظهور حقوق البث القوية في الدوري الإنجليزي الممتاز.
اتجه FilGoal.com لمناقشة ذلك الأمر مع فيديريكو فاركوميني صحفي "توتوسبورت" و"إيفينيج ستاندر" ومحلل التلفزيون البريطانية.
وصرح فيدريكو قائلا:"يبدو الأمر كما لو كان خطوة للأمام، بكل وضوح إنه سيخدم الجانب التجاري، إن أراد يوفنتوس حاليا أن يفتح مطعما فبإمكانه أن يستعمل نفس الشعار الجديد".
وأضاف "إن نظرت إلى الأخر الذي به 3 خطوط فأول ما سيجول بخاطرك هو أديداس مصنع ملابسهم الجديد، في المستقبل إن قرر يوفنتوس التغيير فلا مشكلة هذه هي الفكرة حرية أكبر وعصرية أكثر".
وأتبع "بنفس الطريقة تقبلوا وجود النجوم الثلاثة، بالضبط حينما بدأت شراكة أديداس، ولا تعد تلك مصادفة أبدا فمن حيث المبدأ لم يرغبوا في تواجد ثلاثة نجوم لأنها ترمز لـ30 لقب دوري قبل أن يجبر الفريق على البقاء بنجمتين على الرغم من الفوز بـ30 بطولة في الملعب، في الحقيقة كانوا 28 فقط بسبب عامي 2005 و2006 والفضيحة الشهيرة".
واسترسل "النادي كان قد غير شعاره في وقت سابق عام 2005، لكن هذه المرة نشعر وكأنه عصر جديد يبدأ للنادي".
وأكمل "أول ردود الفعل التي رأيتها حينما تم الإعلان عن ذلك الشعار الجديد كان صديق لي يرسل صورة عبر تطبيق واتساب، معظم الجماهير كرهته في البداية، لكن الآن بدأوا يتقبلونه".
واستطرد "في جانب العوائد التجارية إنه بكل تأكيد خطوة عظيمة للأمام، كما قلت الشعار الجديد سيخدم أي غرض إنتاجي في المستقبل للفريق، قد نراه على خطوط طيران أو فندق أو حتى مركز للاستجمام بإمكانك أن تضع أي شيء مع هذا الشعار الجديد، وأي شيء سيتناسق معه، أفترض أنه كان من أجل العلامة التجارية وليس الفريق، بعض الأشياء القيمة التي ستباع بالشعار، تغير الأمر ليبدو كشعار شركة وليس فريق كرة قدم وهذا أمر ممتاز تجاريا".
وتابع "ليس بالضرورة أن يكون ذلك فرصة لنسيان كالتشيو بولي، كصحفي أو حتى كمشجع كرة قدم أعرف جيدا أن يوفنتوس حاليا يتسلم تعويضات على هبوطه، لقد حقق 6 ألقاب دوري متتالية، لا يوجد شيء أفضل من إعادة جماهيرك للواجهة".
وأتم "بعد نهائي كارديف كنت مع مشجع ليوفنتوس في لندن واعترف لي أنه توقف عن تشجيع فريقه بعد فضيحة 2005، لكن قبل ذلك بيوم كان يشاهد نهائي دوري أبطال أوروبا في كارديف، الأمر تطلب وقتا لكن بعد ذلك كان علامة على عودة يوفنتوس لجماهيره، الكرة الإيطالية قد دفعت السعر فعليا منذ ذلك الحين".
التغيير كان حتميا
ويتفق دي كارلو مع فاركوميني، إذ أنه يرى أن يوفنتوس عانى ماديا بشكل ما بعد تلك الفضيحة، خاصة على صعيد العلامة التجارية.
وقال :"كان يوفنتوس يمتلك قوة مالية كبيرة قبل عقود البث الضخمة في إنجلترا، تحول الأمر بعد ذلك وبدا أن أسهم الفريق تنخفض على صعيد الاستثمارات".
وأضاف "يوفنتوس لا يمكنه أن يكون الفريق الذي يمثل مدينة تورينو فقط، عليه أن يصبح علامة تجارية كبيرة وضخمة على مستوى العالم، وكذلك أن يصبح علامة يشتريها الجميع ستكون علامة تجارية ملائمة للكل بعوائد معتادة وضخمة للغاية في مثل هذه الصناعات".
وأردف "لكي تحيا فالتغيير أمر طبيعي، ومجال الأعمال كله منوط بالتغييرات، أن تغير ما تعنيه علامتك التجارية وما يرمز إليه لتحقق مزيدا من الربح والتطور إنه أمر معتاد في مجال الأعمال".
واستكمل "ما الذي سيعنيه إن كان لديك نفس شعار 1977 على قميص عام 2017؟ لا شيء، شعار يوفنتوس لم يعد حول فريق كرة القدم فقط بل علامة تجارية وتوسع بعيدا عن ملعب المباراة ويرمز لأشياء أخرى أبعد وأكثر وهو أمر جيد".
وأتم "الشعار ليس سهلا كما يبدو وتم اختياره بعناية، ما قد يبدو بسيطا للبعض فهو أمر خرج بمشورة كبيرة وبعد فحص وإرهاق كبير، سنرى ما سيحدث، ربما قضوا أعواما يدرسون ذلك الأمر حتى خرج ذلك الشعار وهم بدأوا في الترويج لتلك المنتجات، يوفنتوس سبق أندية كبيرة في هذا ودخل سوقا واسعة ننتظر أن نرى كيف سيكون مردود ذلك عليه".