كتب : عمر ناصف
مثل أي موهبة فرنسية صغيرة تم إستدعائه للمقر الرئيسي للكرة الفرنسية كليرفونتان لينضم إلى أسطول النجوم الفرنسية الذي نشأ هناك كتيري هنري ولويس ساها ونيكولاس أنيلكا.
ولد لأب أنجولي وأم من الكونغو ونشأ في ضواحي باريس محبا لفريقها باريس سان جيرمان ومتيما بحب مثله الأعلى في كرة القدم جاي جاي أوكوشا الذي كان ينثر إبداعاته على الأراضي الفرنسية في ذاك الوقت.
بدأ في أكاديمية محلية قبل أن تجذب موهبته أنظار كشافو المواهب في فرنسا ليتم إستدعائه لمعسكرات كليرفونتان ليتأسس بشكل أفضل وهناك وجد عرض من ليون بطل فرنسا الأوحد في بدايات الألفية الجديدة ولكنه فضل البحث عن مكان أفضل لتنضج موهبته بعيدا عن الضغوطات فاختار تروى في الدرجة الثانية.
المدرب جيان مارك فيورلان كان أول من أستدعاه لتمثيل الفريق الأول للنادي بعد أن كان يشارك مع الرديف في الدرجة الخامسة ولكن ماتويدي لم يحصل على أوقات مشاركة كثيرة سوى بعد صعود الفريق إلى الدرجة الأولى فكان أحد الأسماء التي قرر فيورلان الاعتماد عليها وسط العمالقة.
أول أهدافه كان هدف فوز فريقه على ليل بعد تسديدة من على الطائر وصفتها الصحف الفرنسية "بالخيالية" ولكنه لم يخلد في ذاكرة الدوري الفرنسي ذاك الموسم بفضل هذا الهدف وإنما بسبب حصوله على 11 كارت أصفر بسبب اندفاعاته.
أقال الفريق المدرب الذي وثق في اللاعب الذي وجد نفسه مطالبا بالرد على بعض العروض الاحترافية في إنجلترا فرفضها جميعا مقررا البقاء موسم أخر في الفريق حاول خلاله إنقاذ تروى من الهبوط ولكنه فشل في النهاية فسقط الفريق مرة أخرى إلى الدرجة الثانية بنهاية موسم 2006-2007.
هنا قرر صاحب الـ20 عاما حينها الرحيل ولكن إلى داخل فرنسا أيضا حيث قبل عرض الانضمام إلى سانت إيتيان، بنهاية العام 2009 كان اللاعب يحمل شارة قيادة الفريق وفي صيف 2011 كان ماتويدي يقبل عرض الفريق الذي أحبه منذ الصغر باريس سان جيرمان.
اليوم انتهت رحلة 6 سنوات لماتويدي مع باريس حلم طفولته حيث يخضع للكشف الطبي في يوفنتوس لإتمام انتقاله للبيانكونيري ليخرج صاحب الـ30 عاما من الدوري الفرنسي بعد 201 مشاركة رسمية في تلك البطولة وإجمالي 518 مشاركة مع ثلاثة أندية فرنسية.
ما المميز في ماتويدي إذا جعله يظل عنصرا أساسيا لثلاث أندية متفاوتة المستويات منذ أول مباراة له في 2004 بعمر االـ17 وحتى نهاية رحلته مع النادي الباريسي؟
ربما هي قدرته الكبيرة على تغطية أكبر مساحة في الملعب طوال دقائق المباراة فاللاعب يمتلك القوة والسرعة التي تمكنه في التواجد في أي لحظة أمام لاعبي المنافس لقطع الكرة منهم بكل سهولة ويسر.
هل تتذكر الـ11 إنذار الذين حصل عليهم في موسمه الأول في فرنسا؟ هذا الرقم انخفض إلى 4 إنذارات فقط في أخر ثلاث مواسم تتاليا.
البعض شبهه بكلود ماكاليلي نجم وسط فرنسا وريال مدريد وتشيلسي سابقا ولكنه بالتأكيد أفضل هجوميا.
ماتويدي يجمع ما بين القدرة على تحطيم هجمات المنافسين وبداية الهجمات بفضل رؤيته المميزة للملعب وتمريراته الدقيقة للأمام إضافة إلى مجهود وفير يجعله يغطي الملعب ذهابا وإيابا كأفضل لاعب "بوكس تو بوكس" يمكنك أن تشاهده.
رشحه الكثيرون في إنجلترا الصيف الماضي لمانشستر يونايتد ليكون معوضا لنيمانيا ماتيتش في تشكيلة المدرب جوزيه مورينيو في موسمه الأول ولكن الشياطين الحمر فضلوا التعاقد مع بول بوجبا لأسباب تسويقية وتعاقدوا مع ماتيتش نفسه هذا الصيف.
أما يوفنتوس فقد فشل الموسم الماضي في تعويض رحيل بوجبا وأول هذا الصيف فشل في إقناع ماتيتش بالإنتقال إليهم لينجح في النهاية بيبي ماروتا في التعاقد مع ماتويدي وهو خليط بين ثنائي يونايتد الحالي.
سيضيف ماتويدي الحيوية إلى خط وسط يوفنتوس والتي كانت مفقودة الموسم الماضي بوجود سامي خضيرة وكلاوديو ماركيزيو وميراليم بيانيتش والثلاثي الأخير يفضل اللعب بهدوء ولا يمتلك ميزة السرعة والاندفاع التي يمتلكها ستيفانو ستورارو والذي بدوره لا يمتلك قدرات ماتويدي على نقل الكرة إلى الأمام أو المساهمات الهجومية المميزة.
سجل ماتويدي 40 هدفا في مسيرته وهو رقم مميز للاعب الوسط وصنع 38 آخرين لزملائه ما يعطيك فكرة عن المساهمات الهجومية التي يعطيها لك اللاعب صاحب متوسط الـ2.6 تدخل دفاعي في المباراة الواحدة ومتوسط ارتكاب أخطاء واحد ونصف.
بالتأكيد ليس مهاريا كبوجبا ولكنه أقل رعونة وأكثر خبرة وأفضل من الناحية الدفاعية وليس حائط سد في خط الوسط كماتيتش ولكنه يعطيك الحيوية والضغط المطلوب على لاعبي المنافس لإرباكهم وتعطيل هجماتهم.