اعتدنا في مواجهات حسام البدري مع الفرق الكبيرة محليًا عدم الاعتماد على الاستحواذ على الكرة والتركيز أكثر على الجوانب الدفاعية وتطبيق الضغط بقوة وشراسة بداية من ثنائي الهجوم (عبد الله السعيد والمهاجم الصريح) وحتى خط الدفاع.
ولكن في مواجهة الأمس في نهائي كأس مصر أمام المصري فقد الفريق حتى ميزة الضغط القوي، فهل يرجع ذلك إلn ضعف الجانب البدني?
بالطبع لا فاللاعبون أكملوا المباراة ولمدة 120 دقيقة بشكل قوي للغاية، إذًا الأزمة كانت في أسلوب تطبيق الضغط.
هل درس الجهاز الفني للأهلي فريق المصري جيدًا قبل مواجهته؟
أمران ظهرا في المباراة أكدا عدم دراسة المصري بشكل جيد
أولهما هو إنقاذ الهدف المؤكد في الشوط الأول عن طريق محمد نجيب، جاءت الفرصة بعد تنفيذ متفق عليه ومكرر لركلة ركنية للاعبي المصري بتمرير الكرة للخلف لفريد شوقي بعيدًا عن رقابة لاعبي الأهلي ليرسل العرضية.
هذه الجملة كررها حسام حسن كثيرًا ونجح في إحراز هدفين بها أمام طلائع الجيش وأسوان بعرضيات لنفس اللاعب من نفس المكان.
ليصحح الجهاز الفني للأهلي خطأه بعدها ويفرض رقابة على اللاعب في كل الركلات الركنية.
أما الأمر الثاني فكان عملية بناء وتحضير اللعب من أجل الخروج بالكرة، وهو الأمر ذاته الذي أفسد طريقة ضغط الأهلي وجعله يعاني بدون الكرة فلم يعرف اللاعبون كيف يطبقون الضغط.
الفكرة كانت في عملية تبادل المراكز والتدوير حيث يتحول فريد شوقي لاعب الارتكاز إلى ظهير أيسر ويتحول الظهير إلى جناح ويتحول الجناح الأيسر إلى لاعب وسط في عمق الملعب.
لاحظ مجددًا ماذا يحدث، شوقي في اليسار دون رقابة ففي ظل تقدم حمدي الظهير يضطر وليد سليمان للعودة معه.
السعيد وأجاي يضغطان على قلبي الدفاع وعاشور على عمرو موسى الارتكاز الثاني فمن يراقب فريد شوقي؟
تقدم وليد للضغط على شوقي معناه تواجد فتحي وحيدًا بين الثنائي محمد حمدي الظهير وعبد الله جمعه الجناح وبالفعل كادت تشكل خطورة لولا خروج الكرة للتماس حيث كانت التمريرة خلف فتحي لمحمد حمدي.
لاحظ هُنا الضغط مثالي للاعبي الأهلي حيث يتواجد كل لاعب من المصري في مركزه (وكأن اللاعبين يحفظون أدوارهم جيدًا فقط إذا كان الخصم في وضعه الطبيعي).
ولكن بعدها بثوانِ قليلة مع بداية تنفيذ الفكرة ذاتها تبعثرت أوراق الأهلي ولم يعرف اللاعبون كيف وأين ومن يطبق الضغط.
لاحظ مناطق استلام محمد حمدي ظهير أيسر المصري للكرة في أقصى الثلث الهجومي لفريقه كان أكثر من ظهيري الأهلي في المباراة ذاتها.
ومناطق استلام فريد شوقي في الجانب الأيسر تؤكد الفكرة أيضًا.
فهل كان هذا الأمر جديدًا على المصري في هذه المباراة ؟
بالطبع لا فقد طبقه حسام حسن أمام الأهلي نفسه في مواجهة الدور الأول في الموسم الماضي ولكن وقتها كان الضغط حاضرًا بقوة من الثنائي فتحي وعاشور في كل مكان على الأطراف وليس في العمق فقط.
هل تتذكر الحالة التي نجح فيها عاشور في استخلاص الكرة بعد تطبيق الضغط؟ فقط لأن فريد شوقي في العمق في وضعه الطبيعي قام عاشور بالتقدم والضغط.
ولكن ماذا عن الجانب الآخر ؟
الأهلي أثناء بناء اللعب فريق صريح وواضح كل لاعب في مركزه لا توجد أفكار بالتالي تنتهي الكرة مع أول تمريرة تخرج من أحد قلبي الدفاع الذي يتقدم في ظل عدم وجود أية حلول للتمرير في وسط الملعب فيمرر في الثلث الهجومي ويبقى الأمر متعلقًا بالقدرات الفردية.
لو تخلص أجاي أو السعيد او وليد أو مؤمن من الرقيب وقتها فقط سيتم ضرب الضغط ولو فقدها سيتحول المصري لتشكيل المرتدة وهو ماحدث في الحالة الأولى.
وهذه حالات أخرى تكررت في الشوطين.
سيّر الفريقين المباراة رغم التفوق البدني للأهلي في الشوط الثاني والذي كان من السهل خلاله إنهاء المباراة فقط لو أراد البدري ذلك.
ولكنه قرر الاستمرار بنفس التأمين الزائد عن الحد حتى استقبل فريقه هدفًا وبات قريبًا من خسارة البطولة فاضطر لإجراء التغييرات الهجومية والتي أتت بثمارها واخترق الأهلي دفاعات المصري وخلق العديد من الفرص.
نعم الفارق واضح بين فريق مستسلم لضغط منافسه ولم يظهر مدربه أية أفكار لضرب هذا الضغط، وفريق آخر قام مدربه بتطبيق أفكاره في اللعب المفتوح التي نجحت في ضرب وإفساد ضغط المنافس وكذلك فكرة في الكرات الثابتة كادت أن تنجح في إحراز هدفا كما هي العادة، لذلك فمن العدل إنصاف حسام حسن حتى رغم الخسارة والإثناء على ما قدمه أمام فريق مدربه يملك كل الحلول الممكنة فرديًا.