كتب : زكي السعيد
يمكن اعتبار طرد كريستيانو رونالدو في مواجهة برشلونة بذهاب كأس السوبر الإسباني ليلة الأحد صادمًا، ولكنه ليس مفاجئًا.
رونالدو لديه تاريخ مع البطاقات ذات اللون الأحمر منذ أن حضر لريال مدريد بصيف 2009، والطريف أن بعضًا من تفاصيل واقعة طرده على يد الحكم الباسكي دي بورجوس، قد تكررت من قبل.
ألميريا 2009\2010
في موسمه الأول بسانتياجو برنابيو، تعرض رونالدو لإصابة في الكاحل أبعدته شهرين عن الملاعب، وتزامنت عودته مع مباراة زيورخ في دوري الأبطال التي لعب فيها 20 دقيقة، ثم مباراة برشلونة في كامب نو التي غادرها بعد ساعة من اللعب. لتكون مباراة ألميريا التالية في برنابيو مصيرية للنجم البرتغالي المتعطش للتسجيل بعد غياب وإثبات عودته بقوة من الإصابة.
رونالدو بدا متسرعًا وغاضبًا منذ اللحظة الأولى في مباراة ألميريا الغريبة، تلك المباراة التي يعتبرها البعض الأفضل في مسيرة الحارس البرازيلي دييجو ألفيش الذي وقف سدًا منيعًا أمام تسديدات مهاجمي ريال مدريد وعلى رأسهم رونالدو.
الصعوبات تواصلت في تلك الليلة عندما وجد ريال مدريد نفسه متأخرًا بهدفين مقابل هدف أمام فرقة المدرب هوجو سانشيز حتى الدقيقة 72، عندما أدرك جونزالو هيجوايين التعادل. بعدها بعشر دقائق، احتسب الحكم ركلة جزاء لريال مدريد، واعتقدت جماهير مدريد أن الرقم 9 سيكسر النحس الذي لازمه، لكن ألفيش "المتخصص" كان له رأي آخر، وتصدى لركلة رونالدو، ولكنه لم يتصد للتسديدة التالية مباشرة والتي تمثلت في متابعة كريم بنزيمة وهدف التقدم لمدريد.
بعد دقيقتين، وبعد معاناة ضانية، سجّل رونالدو أخيرًا هدفًا بدا أنه لن يأتي وإن لعب رونالدو أمام هذا الحارس لأسبوع كامل. وبالطبع لم يتوان عن خلع قميصه تعبيرًا عن احتفاله الصاخب والانفعالي، وبالتالي جاءت البطاقة الصفراء.
وكما هو حال الكلاسيكو الماضي، لم يعتقد رونالدو أنه سيندم على هذا التصرف غير الرياضي، فمرت 3 دقائق فقط بعد هدفه، ونال البطاقة الصفراء الثانية بعد ركله لقدم خوانما أورتيز مدافع ألميريا الذي استعمل خشونة زائدة في حق البرتغالي.
رونالدو تعرض للإيقاف لمباراة واحدة، عقوبة غيبته عن مباراة فالنسيا التالية في الدوري، لكن ريال مدريد تمكن من الانتصار دونه.
<iframe width="100%" height="450" src="https://www.youtube.com/embed/1cK8Ff_PC7A" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>
مالاجا 2009\2010
مر شهر فحسب بعد واقعة ألميريا، وأُشهِر اللون الأحمر مجددًا في وجه رونالدو، خلال مباراة مالاجا التي انتهت بفوز ريال مدريد 2-0، رونالدو من سجل الهدفين!
البرتغالي تلقى بطاقته الحمراء بالدقيقة 70، بعد أن استعمل المرفق في ضرب المدافع الدنماركي باتريك متيليجا الذي جذب رونالدو من قميصه أثناء هجمة مرتدة مما أثار حنق جناح ريال مدريد.
الواقعة تسببت في إيقافه لمباراتين، أمام ديبورتيفو لاكرونيا وإسبانيول، ولم يواجه ريال مدريد أيضًا مشاكل في تحقيق الفوز.
<iframe width="100%" height="450" src="https://www.youtube.com/embed/8mNxgB8YOUk" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>
أتليتكو مدريد 2012\2013
بعد توديع دوري الأبطال في نصف النهائي أمام بروسيا دورتموند، وخسارة الدوري قبل نهايته بأسابيع لصالح برشلونة، عرف لاعبو ريال مدريد أن التتويج بكأس الملك على حساب أتليتكو مدريد إجباري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في موسم كارثي.
المدرب جوزيه مورينيو أدرك في قرارة نفسه أنها ستكون فرصته للتتويج ببطولة أخيرة قبل ترك ريال مدريد، ومواطنه كريستيانو رونالدو ساعده في هذا الصدد بهدف التقدم منذ الشوط الأول.
مباراة كان من المفترض أن تسير دون مشاكل للميرنجي أمام منافس لم يهزمهم طوال 14 عامًا مضت، لكن الروخيبلانكوس أدركوا التعادل ومددوا اللقاء لوقت إضافي، بل وسجلوا هدف التقدم، وهنا سيطر الجنون على لاعبي مدريد.
في الدقيقة 114 وبينما ريال مدريد في سباق مع الزمن، تدخّل جابي فيرنانديز بخشونة في حق رونالدو، ولم يكن هذا التدخل هو الأول من نوعه من طرف لاعبي الأتليتي، فما كان من رونالدو إلا أن لوّح بقدمه أثناء سقوطه مستهدفًا رأس قائد الهنود، اللقطة التي نقلت دكة بدلاء أتليتكو بأكملها لداخل أرض الملعب ضغطًا على الحكم كلوس جوميز، والذي لم يتوان بدوره عن طرد رونالدو.
اللقطة سببت مشاجرة هائلة على الخط بين لاعبي ومدربي وإداريي الفريقين، غاب عنها جوزيه مورينيو الذي كان قد طُرِد بالفعل أثناء الوقت الأصلي للمباراة.
رونالدو تعرض للإيقاف مباراة واحدة، ونفذ العقوبة في الموسم التالي بأول مباراة في كأس الملك أمام أوليمبيك تشاتيفا، مباراة سهلة لم يكن ليلعبها رونالدو بأي حال.
<iframe width="100%" height="450" src="https://www.youtube.com/embed/byj26ROUkqY" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>
أتليتك بلباو 2013\2014
مباراة أخرى في مواجهة إرنستو فالفيردي الذي كان مدربًا للفريق الباسكي حينها.
مدريد حقق 5 انتصارات متتالية في الدوري، قبل أن يتوقف قطارهم على ملعب سان ماميس أمام بلباو الذي أجبر لاعبي مدريد على تقديم مباراة باهتة كانت نتيجتها 1-1 عندما حلت الدقيقة 75 والتي شهدت طرد رونالدو.
على عكس المرات السابقة، لم يسهم رونالدو في أهداف فريقه تلك الليلة قبل إقصائه، فكان خيسي رودريجيز من سجل هدف مدريد الوحيد، وعندما طالب رونالدو بلمسة يد على كارلوس جوربيجي مدافع بلباو قبل ربع ساعة على النهاية، اشتعلت الأجواء.
جوريبي قام بلوم رونالدو على مزاعمه، فقام رونالدو بدفع غريمه من رأسه، سقط جوربيجي أرضًا، وتدخّل أندر إيتوراسبي لمناصرة رفيقه المكلوم أمام إشارة "الغطس" التي كررها رونالدو بيده تعقيبًا على سقوط جوربيجي المسرحي.
إيتوراسبي ناطح كريستيانو، وكان نصيبه بطاقة صفراء، فيما قدّر الحكم ميجيل أنخيل أيزا بيريز مجمل تصرفات رونالدو بما يتطلب البطاقة الحمراء المباشرة.
إيقاف رونالدو كان 3 مبارايات، في مواجهة فياريال، خيتافي، إلتشي.. وكالعادة انتصر مدريد فيهم جميعًا!
<iframe width="100%" height="450" src="https://www.youtube.com/embed/TgZaeyyKPhY" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>
قرطبة 2014\2015
ارتحل ريال مدريد إلى مدينة قرطبة بعد شهر من تتويجه بكأس العالم للأندية، ولم يتوقعوا تأخرهم في النتيجة منذ الدقائق الثلاث الأولى.
في الدقيقة 83، كانت النتيجة تشير للتعادل بهدف من كل طرف، عندما فقد رونالدو أعصابه وقام بركل إديمار فارجا لاعب قرطبة ثم لطم وجه خوسيه أنخيل كريسبو.
والبطاقة الحمراء لم تكن لتثير أي اعتراض من البرتغالي المعترف والمقر بذنبه.
اللقطة الأشهر في الواقعة كانت إشارة الجناح البرتغالي لشعار كأس العالم للأندية الموضوع على صدره، الإشارة التي استفزت جماهير قرطبة بشكل كبير.
جاريث بيل فك اشتباك تلك المباراة قبل نهايتها بدقيقة من علامة الجزاء، وغطى على كارثة رونالدو الذي كان سيتحمل مسؤولية فقدان نقطتين لفقدانه أعصابه في وقت قاتل.
غاب رونالدو عن المباراتين التاليتين أمام ريال سوسيداد وإشبيلية للإيقاف، وحقق ريال مدريد الانتصار أيضًا.
<iframe width="100%" height="450" src="https://www.youtube.com/embed/b8j-Ldzesy4" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>
ريال مدريد انتصر في كل المبارايات التسع التي غاب عنها رونالدو تنفيذًا لعقوبات بطاقاته الحمراء. نذير شؤم على على برشلونة، ديبورتفو لاكرونيا، ليفانتي، سوسيداد، فالنسيا.