تعيش إنجلترا اليوم 15 أغسطس 2018، الذكرى الخامسة والعشرين على انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز بمسماه الجديد وكما يعرفه الناس في العالم أجمع "بريمرليج".
البطولة التي تحولت من دوري اعتيادي لمسابقة ربما تختلف على قوتها أحيانا لكن الأكيد أنها الأكثر مشاهدة ومتابعة والأفضل تسويقيا في العالم.
لكن لنطرح الأسئلة الأهم، كيف بدأ البريمرليج؟ لماذا قررت الأندية التحول للبريمرليج بعد دوري الدرجة الأولى؟
كيف بدأ
في عام 1985 وبعد كارثة هيسيل التي راح ضحيتها 39 من مشجعي يوفنتوس بعد أعمال شغب من جماهير ليفربول قبل نهائي دوري الأبطال بين الفريقين، تم إيقاف كافة الأندية الإنجليزية من المشاركة الأوروبية لخمس سنوات.
الخراب طال الكرة الإنجليزية بشكل كبير بعد أن حققت نجاحات كبيرة في السبعينات ومطلع الثمانينات، نوتنجام فورست فاز بدوري الأبطال مرتين (1979،1980) وأستون فيلا مرة (1982) أما ليفربول فقد حقق اللقب 4 مرات من 1977 وحتى 1984.
البطولة أصبحت أضعف بكثير ولا نتحدث فنيا هنا، فالهوليجانز كانوا يشكلون صداعا كبيرا في رأس الإنجليز خلال ذلك الوقت خاصة عقب هايسيل.
الأمور انتهت بشكل مآساوي في 1989 بعد كارثة هيلسبروه التي راح ضحيتها 96 من جماهير ليفربول في كارثة شهدت تآمر من الشرطة تم إثباته وإدانة المتهمين بعد أكثر من 25 عاما.
الأندية الإنجليزية كانت تعيش عصرا كالتي عاشته ألمانيا بعد خسارة الحرب العالمية الثانية، قبل أن يتم رفع الإيقاف في 1990.
لكن بالرجوع 4 سنوات فقط حدث أمر لا يمكننا إغفاله، الأندية الإنجليزية الكبرى استطاعت أن تزيد حصتها من حقوق البث إلى 50% فمع المنع الأوروبي كان لا بد من إيجاد بعض الحيل الجديدة لربح الأموال وارتفعت إلى 75% مع التهديدات المستمرة بالخروج من الدوري.
لكن هذه المسكنات لم تستمر كثيرا، الأندية الإنجليزية بدأت في اتخاذ خطوات جدية نحو الاستقلال بمسابقة جديدة وقام الخماسي الكبار (مانشستر يونايتد، ليفربول، أرسنال، إيفرتون، توتنام) بتصدر المشهد وهو ما نجحوا فيه أخيرا مع موسم 1992-1993.
لماذا بدأ
الفارق الوحيد بين دوري الدرجة الأولى والبريمرليج هو المال، قديما كانت الأموال توزع بين الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم والأندية التي باتت حصتها في الارتفاع.
لكن في عصر البريمرليج فإن البطولة قد استقلت تماما وباتت الأموال موزعة على الأندية فقط سواء في حقوق البث أو الإعلانات، الحجة كانت أن زيادة الأموال ستجعل الأندية الإنجليزية تعود للمنافسة من جديد أوروبيا بعد أن أصبح الفارق بينها وبين الأندية الإيطالية والإسبانية كبيرا.
العرض الأول كان من شبكة ITV كان مقابل 205 مليون إسترليني قبل أن يرتفع لـ262 مليون إسترليني، لكن في النهاية حصلت سكاي سبورتس على الصفقة بـ306 مليون إسترليني وبالطبع كانت الأكبر في تاريخ الكرة الإنجليزية آنذاك.
الامر انعكس بشكل مؤكد على الكرة الإنجليزية التي بدأت في تحطيم الأرقام القياسية في سوق الانتقالات على لاعبين شباب مثل ألان شيرار الذي انتقل لبلاكبيرن مقابل 3 ملايين إسترليني.
الإزدهار
خلال فترة التسعينات لم يكن الدوري الإنجليزي هو الأقوى في العالم، الكالتشيو كان يلعب في منطقة أفضل بكثير نظرا لوجود أفضل نجوم العالم في إيطاليا.
لكن على الجانب الآخر حدث تطور كبير في الدوري الإنجليزي فنيا وكذلك ماليا، بسبب التوسع الكبير للبطولة وتسويقها في أكثر من 150 بلد.
اللغة الإنجليزية هي رقم 1 في العالم ولذلك ساعدت الدوري بشكل كبير على الانتشار تحديدا في آسيا وإفريقيا وأستراليا.
الدوري الإنجليزي بعد 23 عاما من انطلاقه تم تسويقه تليفزيونيا مقابل 10.4 مليار جنيه إسترليني، بين النصف تقريبا في إنجلترا والنصف الآخر خارج إنجلترا وسينتهي التعاقد في نهاية الموسم المقبل.
لذلك الأندية الإنجليزية هي الأكثر إنفاقا في كل عام خلال سوق الانتقالات، ففي السنوات الأخيرة بات حاجز المليار إسترليني أمرا اعتياديا على الأندية العشرين المشاركة في الدوري.
الأثر
ربما الناتج النهائي لم يعجب الإنجليز، فالمنتخب لم يحقق أي شيء يذكر خلال السنوات الـ25، دور الثمانية في كأس العالم هو أكبر إنجاز تحقق مع سلسلة من الإخفاقات في اليورو وصلت لعدم التأهل من الأساس في 2008.. حتى عندما نظموها في 1996 ودعوا البطولة من نصف النهائي.
لكن على الجانب الآخر عادت الأندية الإنجليزية لتلمع في البطولات الأوروبية محققين دوري الأبطال 4 مرات من 1999 وحتى 2012، بواقع 2 لمانشستر يونايتد وواحد لكل من ليفربول وتشيلسي بالإضافة لخسارة النهائي من أندية غير إنجليزية 4 مرات بواقع 2 لمانشستر يونايتد أمام برشلونة ومرة لأرسنال أمام برشلونة أيضا ومرة ليفربول أمام ميلان.
كما أن النهائي الإنجليزي تحقق في 2008 بين يونايتد وتشيلسي.
السيطرة الأوروبية لم تحدث، لكن القيمة التسويقية والمالية للأندية الإنجليزية وللدوري بالطبع ارتفعت بشكل كبير منذ أن بدأ قبل 25 عاما.