نوادي مصر عام 1966.. المصري مصنع كبار نجوم الكرة متعطش لكأس مصر
الإثنين، 14 أغسطس 2017 - 20:51
كتب : مصطفى عصام
"لو لم يهجره لاعبوه الكبار، أمثال أبو حباجة، حلمي أبو المعاطي، عبد الرحمن فوزي، الضظوي وألدو.. لكان النادي المصري الأن أعظم أندية الجمهورية العربية المتحدة".
الصحفي محمود عبد الهادي مدير القسم الرياضي بأخر ساعة، يستكمل رحلته لأندية مصر عام 1966، واليوم صوب محطته الرابعة تجاه درة مصر شمالا، بورسعيد.
يستعرض لكم FilGoal.com أجواء رحلة محمود عبد الهادي للنادي المصري.
المصري البورسعيدي.. مصنع نجوم الكرة
محمود عبد الهادي: صباح الخير عزيزي القارئ، يسعدني أن أخبرك أنني الأن على أرضية ملعب اعتبرها شخصيا أهم معمل في مصر لتخريج نجوم الكرة، من بورسعييد خرج أبو حباجة، عبد الرحمن فوزي، حمدين الزامك، حلمي أبو المعاطي، ألدو، السيد الضظوي، وأخيرا محمد بدوي ومحمد شاهين.
كل واحد من هؤلاء نال شهرة لم ينلها غيره، أسمائهم تتردد على كل لسان في القطر المصري.
ولكن ظل النادي المصري يعاني من متلازمة الهجرة والشهرة، فعندما تبهر أحد نجومه الأضواء، يركض فورا صوب القاهرة، فلا يجد المصري مناصا سوى الاستغناء عنه، والحصول على حفنة من الأموال لن تسمن ولن تغني.
فاز الأهلي بنصيب الأسد من لاعبي بورسعيد فقد لعب له (أبو حباجة وحلمي أبو المعاطي.. وأخيرا السيد الضظوي والذي أنهى حياته في المصري أخيرا بعد شهرة ذائعة نالها في النادي الأهلي، صحيح أنه حاول العودة في السنة الأخيرة له للأهلي مجددا.
أردف محمود عبد الهادي قائلا: "لست مع من يتهمون جمهور القناة بكراهية الأهلي فقط، جمهور القناة يكره أندية القاهرة كلها (الأهلي، الزمالك والترسانة)، جمهور بوسعيد يعشق فريقه بجنون".
"الزينات تعلق، أصوات الراديوهات ترتفع، الأنوار تضاء والأفراح تقام في المدينة فور فوز المصري على أحد من هؤلاء الثلاثة".
"اتحاد الكرة يكره المصري"
جمهور بورسعيد يتهم اتحاد الكرة دوما بهذا، ففي العام الماضي، 1965، أوقف اتحاد الكرة "الليوي" قائد دفاع المصري أكثر من مرة طوال السنة، وكذلك شطب لاعب المصري فاروق الدسوقي من سجلات اتحاد الكرة بسبب ضرب محمود حسن لاعب الترسانة دون كرة.
ولكن الحادثة الأهم، حين تشاجر محمد بدوي مع أحد أعضاء مجلس إدارة نادي المصري، فقرر المجلس بالإجماع إيقاف اللاعب لستة أشهر، وساق بهذا طلبا لاتحاد الكرة لتصديق القرار على الفريق والمنتخبات، ولكن حدثت انفراجة في الأزمة وقرر المجلس العفو عن اللاعب، ولكن اتحاد الكرة رفض العفو وأكمل إيقافه.
أكبر لاعب وأصغر لاعب
قابلت محمد بدوي على تراك ملعب المصري المتهالك تماما، قبل الحديث معه انهار حزنا بقول "خدمت الكرة كثيرا، وكذلك بلادي ورفضت عروضا مغرية من أجل بورسعيد، والأن يتهمونني في النادي بالعصيان والتمرد".
كم عمرك الأن كابتن محمد؟
33 سنة وأكبر لاعب سنا في الدوري المصري.
هل تنوي أن تكمل مسيرتك؟
بالطبع لا شيء سيوقفني، حتى لو اضطررت اللعب بقدم واحدة.
مثلت مصر دوليا ولعبت مراكز عديدة، ما هو مركزك المفضل؟
لعبت دوليا لأكثر من سبع سنوات، لعبت كل المراكز.. ظهير، متوسط ملعب، قلب دفاع ومهاجم.
ما أفضل مركز لعبت به؟
حين لعبت مدافعا مع منتخب مصر بدورة طوكيو الأوليمبية الأخيرة.
................
"لم يلفت نظري إلا لاعبا صغيرا، يطوف أرض الملعب ركضا بالكرة قبل التمرين، يتميز بطول فارع والكل يثق بمستقبله الباهر مع الفريق".
اسمه محسن صالح، لأب يمني، يلعب في مركز الجناح الأيمن، عمره لازال لم يتخط السادسة عشر أصغر لاعب شارك في تاريخ الدوري المصري.
محسن، هل لك ببعض الكلمات لأخر ساعة؟
تفضل بالطبع، ولكن سريعا قبل بدء المران.
من تدين له بالفضل في الكرة؟
أدين بالطبع لكابتن عادل الجزار مدربي ومن صعدني من فرق الناشئين للعب.
مثلك الأعلى من؟
صالح سليم، ويليه سواسية من المصري محمد بدوي ومحمد شاهين، ومن الإسماعيلي شحتة ورضا رحمة الله عليه.
ألا تخاف من قول أن صالح مثلك الأعلى أمام أقرانك من الجماهير؟
لا أخاف، يوما ما سأصل لمكانته.
............
المئات والملاليم
الخواجة كوكيزا الإسباني، درب النادي المصري الموسم الماضي، ولاحقا يدرب اتحاد السويس الموسم الحالي، لم يتعلم شيئا من علم التدريب سوى الشتائم فقط، وبكل بساطة ينعت المصريين بأنهم أجساد قذرة، وهو الأمر الذي استوجب طرده من البلاد فذهب ليدرب فرق المحتل الصهيوني.
كان يتقاضى 130 جنيه شهريا مع السكن، أما الدرب المصري عادل الجزار والذي أنقذ الفريق، فيتقاضى 15 جنيها فقط مع السكن، ملاليم لا تسند قوت هذا العصر، دفعني هذا لحديث سريع مع عادل الجزار.
كيف نجحت مهمتك مع الفريق؟
ببساطة الفريق كله أصبح كتلة واحدة، وأصلحت خلله البائن، كل يلعب في مركزه الأصلي عدا محمد بدوي أحتاجه كساعد هجوم، وأهم شيء هو العدل، الكل يأخذ حقه تماما والكل يعلم ذلك.
سمعت أنك كنت ستسافر من أجل التدريب بأوروبا الشرقية؟
هذا صحيح، كنت للتو ذاهب بمرتب خيالي، ولكن النادي المصري كلمني من أجل تدريب وإنقاذ الفريق، لا أستطيع أن أتأخر عن بيتي.
ما رأيك في سبب هجرة لاعبي المصري إلى القاهرة؟
الأمر بمثال بسيط، رجل مثل حلمي أبو المعاطي الأن موظف درجة ثانية بالقاهرة بعد التحاقه بالأهلي، لو ظل هنا في بورسعيد لما كان وصل لهذا المركز إطلاقا بعد اعتزاله الكرة.
بما تطمع لتحقيقه مع الفريق؟
الكأس، خسرته مرتين كلاعب أمام الأهلي، أتمنى الحصول عليه وأمام الأهلي بملعبه في القاهرة، أطمح أن يصبح المصري ملجئا لأبناء بورسعيد فقط، لن أشرك لاعبا من خارج النادي.
النادي المصري تأسس عام 1920، وفاز بالكأس السلطانية أعوام 1932، 1933، 1935، 1936.. تعاقب عليه كمدربين جاك بيركون، ليزي كوبييه، جول ماكبرايد، كوكيزا وأخيرا عادل الجزار.
أكبر لاعب بالفريق هو محمد بدوي وأصغرهم محسن صالح، وأغلب لاعبي الفريق لم يتعدوا السابعة عشر وتلاميذ بمدرسة بورسعيد الثانوية.
متعة المباريات لا تكتمل إلا مع وجبة رائعة.. اطلبها الآن من "Otlob.com"