زين الدين زيدان هو أول مدير فني في تاريخ ريال مدريد لا يخسر في أول 3 مباريات كلاسيكو له في ملعب كامب نو، بل وقد حقق الفوز في مواجهتين وفريقه منقوص العدد.
قبل توضيح ما حدث في مباراة ذهاب السوبر الإسباني أمس الأحد على ملعب كامب نو ونجاح يال مدريد في تحقيق الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف، علينا أولا العودة للخلف قليلا للتذكير ببعض الأمور التي نجح وأخفق فيها زين الدين زيدان سابقًا في مواجهات الفريقين حيث كانت دروسًا مستفادة لزيزو في اللقاء الأخير.
زيدان بين الماضي والحاضر
الفريق الملكي تحت قيادة زيدان في مواجهات برشلونة خاصة دائمًا ما يعتمد على ثنائي هجومي يرتد لمنتصف ملعبه أثناء الدفاع ويصبح المحطة التي يصعد عليها الفريق لتشكيل المرتدات مع تحولهما بعد سند الكرة للزميل المنطلق من عمق الوسط إلى أقصى أطراف الملعب خلف ظهيري الخصم.
هل تتذكر أخطر فرص ريال مدريد في مواجهة الأمس سواء التي صنعها بنزيمة من الجبهة اليسرى إلى كارفاخال (كانت بنفس الأسلوب) أوالهدف الثاني الذي أحرزه رونالدو أيضًا كان بنفس الطريقة تمامًا.
رونالدو محطة يسند الكرة بالصدر إلى إيسكو ثم ينطلق في المساحة على الجانب الأيسر ليتسلم التمريرة ويسكن الكرة شباك تير شتيجن.
هل تتذكر هدف كاسيميرو في مواجهة مانشيستر يونايتد وتحركاته التي أبرزناها في تحليل المباراة؟
نعم الأمر ليس صدفة ويتكرر كثيرًا من زيزو بتعليمات للاعبه الأقل من أقرانه في وسط الملعب على صعيد الرؤية والقدرة على اللعب تحت ضغط ودقة التمريرات، فدائمًا يطالبه بالتقدم أثناء بناء وتحضير اللعب وكأنه مهاجم صريح أو لاعب وسط مهاجم يتحرك بين الخطوط.
في المواجهة الأخيرة التي نجح فيها ميسي في قيادة فريقه لتحقيق الفوز في الوقت القاتل كان ريال مدريد يعاني من التفوق العددي لبرشلونة في وسط الملعب في ظل تواجد ثلاثي مدريدي أمام رباعي هم ميسي وبوسكيتس وراكيتيتش وإنييستا.
بالأمس بدأ زيدان المباراة برباعي في وسط الملعب وهم كاسيميرو وكوفاسيتش وكروس وإيسكو وقرر فرض رقابة رجل لرجل أثناء الضغط لإفساد عملية بناء اللعب.
(هل تتذكر أول فرص اللقاء بتصويبة من كوفاسيتش بعد اعتراض إيسكو لتمريرة شتيجن؟ هذه هي الحالة)
وتكرر الأمر في المباراة كثيرًا.
هدف في مرمى أتليتكو مدريد وآخر في مرمى بايرن ميونخ في دوري الأبطال الموسم الماضي كان العامل المشترك فيهما الحصول على الكرة الثانية من ركلة ركنية لصالح ريال مدريد بفضل تمركز ثلاثي بشكل عرضي على حدود منطقة الجزاء.
الأمر ذاته تكرر أمس في الهدف الأول الذي أحرزه بيكيه في مرماه.
سابقًا فشل كاسيميرو في رقابة ميسي ليقرر زيدان تكليف كوفاسيتش برقابته في كل مكان في مباراة االأمس لدرجة أنه ظهر في العديد من الحالات وكأنه يلعب بخماسي دفاعي.
الحالة الأخيرة تلك كادت تشكل خطورة لولا تدخل راموس في الوقت المناسب وإبعاد تمريرة ميسي من أمام سواريز، فقد كان السبب فيها هروب سواريز للخلف بين الخطوط مع تواجد كوفاسيتش وراموس لرقابة ميسي.
بعدها ظهر راموس يوجه كوفاسيتش.
لتتكرر الحالة ولكن هذه المرة كوفا لم يكرر خطأه فترك ميسي لراموس وراقب هو سواريز.
وحتى مع محاولة سواريز فتح زاوية تمرير لميسي خلفه تركه كوفا وانتقل لرقابة ميسي ومنع الفكرة من التنفيذ.
وهو الأمر الذي يوضح الانضباط والعمل الجماعي الكبير الذي يتسم به لاعبو ريال مدريد تحت قيادة زيزو.
أما عن فالفيردي فبالطبع لا يمكن انتقاده سوى عن أمر وحيد وهو عدم اختيار طريقة لعب أنسب لفريقه.
فبدلا من الاعتماد على ديولوفيو في ظل افتقاد الفريق للاعبي الجناح سواء الأيمن او الأيسر كان لابد من اللعب بـ3-1-4-2 بتواجد ماسكيرانو قلب دفاع ثالث وتقدم ألبا وفيدال كأجنحة وسط مع تواجد بوسكيتس أمام ثلاثي الدفاع وخلف الثنائي إنيستا وراكيتيتش وفي الأمام ميسي وسواريز.