كيف سقط فالفيردي في اختباره الأول؟ أزمات في برشلونة وبديل نيمار ليس منها
الإثنين، 14 أغسطس 2017 - 01:07
كتب : علي أبو طبل
ليست خسارة يمكن تقبلها، تلك التي تعرض لها برشلونة على ملعب كامب نو، فإمكانية تعويض التأخر بنتيجة 3-1 تبدو صعبة عندما يعود الفريقان للتواجه من جديد على ملعب "سنتياجو برنابيو" مساء الأربعاء.
التجربة هي الرسمية الأولى للمدير الفني الجديد إرنيستو فالفيردي، ولكنه سقط في عديد من النقاط التي منحت تفوقا كبيرا لزين الدين زيدان.
قلعة البلاوجرانا تمر بما يكفي من الأزمات، ولم ينتظر أي مشجع للنادي أن تكون الخسارة أمام الغريم المباشر على لقب محلي رسمي أن تكون من ضمن تلك القائمة.
ما الخطايا التي وقع فيها فالفيردي، وما الأزمات التي يحتاج إلى حلها إن أراد أن يكمل في منصبه حتى نهاية الموسم؟
لا يمكن تعويض نيمار
حقيقة يتوجب على فالفيردي وجماهير برشلونة أن تقبلها. البداية بجيرارد ديولوفيو، القادم من إيفرتون والذي قضى موسمه الأخير في إيطاليا بقمصان ميلان، لم تكن مثالية.
الجناح الإسباني الشاب يفتقر للحلول الفردية وللثقة التي تتيح له تشكيل خطورة مقاربة لخطورة نيمار الراحل إلى عاصمة النور.
فرص عديدة أتيحت لديولوفيو خلال الشوط الأول للتسجيل أو الصناعة، ولكن كارباخال ومعاونيه في جبهة مدريد اليمنى تصدوا لها بدون أي صعوبات تذكر.
خطورة برشلونة ازدادت بقوة في تلك الجبهة في حالتين.
الأولى هي عندما تم نقل ميسي إلى هذه الجبهة لمساندة الشاب الإسباني، ولكن فقد الفريق الخطورة في العمق وفي الجبهة اليمنى.
أما الثانية فكانت عندما تم استبدال اللاعب ببديله دينيس سواريز، والذي امتلك المزيد من الحلول والمهارة الفردية التي شكلت خطورة أكبر.
على كل حال، لا يمكن الاعتماد على سياسة "بديل نيمار"، وقد يكون الأفضل هو تبديل الطريقة برمتها.
عندما يكون بيكيه سيئا
أن تسجل الهدف الأول في مرماك بالخطأ، ثم تستقبل هدفين آخرين من نفس جبهتك وبمنتهى السهولة ودون أدنى مضايقات، فلا بد أنك تمر بيوم سئ.
ناهيك عن لقطات أخرى بدا بيكيه فيها بطيئا للغاية في التصرف، وكادت أن تكلف فريقه مزيدا من الأهداف في نتيجة كادت أن تكون قياسية في "كامب نو"، فحقا هو يوم للنسيان لبيكيه.
لا يمكن لوم المدافع الدولي الإسباني وحده، فالضغط المتقدم في آخر نصف ساعة من عمر المباراة كشف الخط الخلفي لبرشلونة بالكامل مع تقدم أليكسس فيدال كذلك. لذا يمكنك أن تلاحظ بسهولة أن الهدفين الثاني والثالث متطابقان في البناء مع نهايات مختلفة من حيث مكان الكرة في المرمى.
تعويض نيمار؟ ربما شراء مدافع قوي لسد هبوط مستوى بيكيه –المنطقي نتيجة مجهود كبير في عدد متتالي من المواسم- قد يكون ذو أولوية أكبر.
خط وسط كارثي
إنيستا بعمر الـ33 عاما لا يزال المحرك الرئيسي لخط وسط برشلونة.
52 تمريرة صحيحة بدقيقة تمريرات بلغت 98% هي نسبة قياسية تستحق التقدير هنا.
راكيتيش دفاعيا كارثي في الارتداد، والثنائي كان يعتمد على تغطية بوسكيتس المميزة، وأضف إلى ذلك وجود داني ألفيش قبل موسمين واللذان كانا يبذلان مجهودا دفاعيا مميزا.
بوسكيتس لم ينجح في اعتراض أي تمريرة للاعبي ريال مدريد في وسط الملعب أو المنطقة الدفاعية، وهو واجبه الأساسي في هذا المركز، بعكس راكيتيتش الذي اعترض تمريرتين، وهي نسبة ضئيلة للغاية.
مستوى بوسكيتس في هبوط شديد، والأمر ملحوظ منذ الموسم الماضي. لم يعد قادرا على تغطية تلك المساحات الشاسعة في وسط الملعب، خاصة مع غياب داني ألفيش.
برشلونة قد يبدو مثاليا وممتعا في بناء هجمة منظمة بلمسات قليلة، ولكن الأمر كارثي للغاية عندما يستغل المنافس هجمة مرتدة منظمة. بخصوص ذلك الشأن، فمهمة ريال مدريد كانت سهلة للغاية.
مركز آخر هنا يحتاج للتدعيم عوضا عن إيجاد جناح أيسر مهاري نادر الوجود بمتطلبات برشلونة. لاعب الارتكاز أزمة حادة تحتاج هي الأخرى للحل، وبوسكيتس يحتاج إلى بديل، أو منافس بمعنى أصح.
ميسي لن يفعل كل شئ وحده
4 مراوغات صحيحة، وصناعتان لفرص خطرة لزملائه مع تسديدتين توسطتا الخشبات الثلاثة لكيلور نافاس من أصل 7 تسديدات، وهدف من ركلة جزاء حفظ وجه البلاوجرانا في المباراة، هي حصيلة جيدة لميسي.
لكن إليك حقيقتين هامتين.
ميسي يتقدم في العمر .. وميسي لن يفعل كل شئ وحده.
سواريز بدا سلبيا للغاية على المرمى وأضاع فرص خطيرة للغاية، ولن نكرر الحديث عن سوء مستوى ديولوفيو المعذور.
بخلاف أومتيتي وإنيستا، فإن ميسي هو من قدم أغلبية الخطورة لبرشلونة، ولكنه غير مطالب بالارتداد لاقتطاع الكرة من رونالدو أو أسينسيو بدلا من ترك الطريق ممهدا لهز الشباك.
قدم برشلونة مباراة سيئة، ولكن ميسي استحق الانصاف.
من ينهي الهجمات؟
عندما انتقل لويس سواريز من ليفربول إلى برشلونة مقابل 82 مليون يورو في صيف 2014، كان الغرض الرئيسي هو إنهاء ما يصنعه ميسي ونيمار في شباك الخصوم بنجاح.
25 هدفا في الموسم الأول لم يكن رقما كبيرا بالنظر إلى توقعات الجماهير، ولكن 59 هدفا بمختلف البطولات في الموسم الثاني وصدارة لهدافي الدوري الإسباني جعل الحديث يتغير.
ولكن عندما يقل الرقم من جديد في الموسم الماضي إلى 37، مع إضاعة ملحوظة لعديد من الفرص السهلة، فيجب هنا أن يتم طرح التساؤل.
إن لم يتمكن المهاجم الأوروجويائي بإمكانياته الفردية الهائلة من إنهاء تلك الهجمات، فمن ينهيها؟
جدران برشلونة ممتلئة بما يكفي من الأزمات، ولا ينقصها أن يزيد سواريز الطين بلة.
متعة المباريات لا تكتمل إلا مع وجبة رائعة.. اطلبها الآن من "Otlob.com"