كتب : إسلام مجدي
خلال عام 2014 برزت أسماء خمسة فرق على أنها شركات عامة مدرجة في البورصة، وبنظرة بسيطة من موقع "ريتشيست" الأمريكي المختص بالاقتصاد عرفنا أن تلك الأندية بجانب الفيفا متواجدين في أسواق الأسهم المختلفة حول العالم.
تلك الأندية كانت روما ويوفنتوس ومانشستر يونايتد ولاتسيو وبوروسيا دورتموند.
وأصدر النادي الألماني دورتموند يوم الخميس بيانا رسميا قال من خلاله إنه رفض عرضا من برشلونة لضم جناحه عثمان ديمبيلي ولم يكن البيان موجها للجماهير بل لبورصة فرانكفورت.
فماذا يعني أن يكون اسم ناديك مدرجا في البورصة؟
يعني ذلك أنك ملتزم بعدة أشياء، أولها أن الفريق يجب أن يعلن عن تعاملاته المادية الكبيرة إن حدثت بشكل رسمي، سواء قادمة أو خارجة من طرفه.
ذلك لأن سوق الأسهم سترتفع مقابل الخبر الإيجابي بزيادة رأس المال، لا يعني ذلك بالضرورة أن الخبر السلبي سيؤثر على أسهمك بالسلب، علاقة الأسهم يطول شرحها، لكن مثلا في حالة دورتموند، حدث الأمر مع بيير إيميرك أوباميانج، ومنحه النادي مهلة وأعلن عن ذلك وكذلك عن العروض القادمة من أجله، حينما أتاه عرضا بقيمة تتخطى الـ70 مليون يورو، وقال النادي إنها ليست قيمة اللاعب الحقيقية.
وصرح هانز يواكيم فاتسكة للصحفيين في وقت سابق قائلا:"الموقف واضح، كنا قد حددنا موعدا لأوباميانج ووكلائه وقد تخطى ذلك الموعد الآن".
وأضاف "لا يوجد أي انشقاق داخل الفريق، أعتقد أننا قد اتخذنا خطوة كبيرة تجاه اللاعب بسبب ما قدمه للنادي، ولأنه شخص محبب للغاية، تركنا النافذة مفتوحة لثمانية أسابيع".
وبسؤاله عن اقتراب اللاعب من انضمامه لفريق تيانجين كوانجيان الصيني ومفاوضات تشيلسي أجاب:"لننسى ذلك الأمر، الصفقة لم تتم لأنها لم تكن حسب المعايير التي حددت في وقت سابق".
النادي الألماني هنا تعامل أيضا مع أهم شق في كونك شركة مدرجة في البورصة، وهي مبدأ الشفافية، لأنه في حالة إخفاء أي شيء يخص أي صفقة، ولنقل إنها تتخطى حاجز الـ50 مليون يورو فهذا يعني أنه سيتم فتح تحقيقا لمراجعة العمولات والرشاوى إن وجدت.
حالة دورتموند
أصبح النادي الألماني شركة عامة منذ أكتوبر 2000، كانوا أول فريق رياضي يطرح أسهمه في بورصة فرانكفورت، وتلك هي أكبر سوق لطرح الأسهم في ألمانيا، والعاشرة على مستوى العالم فيما يخص تلك السوق، نشاطات النادي تجرى بواسطة شركة تسمى Borussia Dortmund GmbH& Co. وتلك مملوكة بدورها لشركة قابضة أخرى تتحكم بنسبة 7.24% من أسهم الفريق.
أسهم دورتموند موزعة بين أشخاص وشركات، سواء كمؤسسات أو أفراد بعينهم من دون ارتباط بالنادي، وربما جماهير له تمتلك حصص، هؤلاء من تم ذكرهم يمتلكون نسبة 81.05% من الأسهم جميعها، وبسبب ذلك الأمر أصبح دورتموند هو النادي الوحيد المدرج بواقعية في سوق الأسهم قولا وفعلا مقارنة بيوفنتوس وروما، إذ أن الأول مملوك لعائلة أنييلي، والثاني لشركة "نييب" القابضة.
هل ذلك أمر سيئ للفريق؟
حينما تكون الشركة عامة مثل حالة دورتموند في البورصة، فهذا يؤثر على توجه الإدارة، خاصة وأنه ليس ملكا لمجموعة بعينها من الأفراد يديرون أسهم النادي.
تكون ملكية النادي موزعة بين عدد كبير من الأشخاص بتوجهات مختلفة وربما مختلفة عن مجلس إدارة النادي في بعض الأحيان.
ويجب أن يكون لدى الإدارة حس أخلاقي وأخر إلزامي أن يتحدث في العلن بطريقة قانونية كلما ورد بشكل ما تعامل قانوني ضخم ماديا، والأهم أن فشل النادي في تحقيق الألقاب يعني هبوط الأسهم بشكل سيئ في السوق، والنجاح سيصنع الفارق بالطبع. وسيكون النادي دوما ملزما بتطبيق الشفافية والإعلان في بيانات رسمية عما يحدث فيه من تعاملات من أجل الحفاظ على ذلك المبدأ.
الأمر قد يراه البعض سلبيا لفريقه، نظرا لأنه سيعلن مثلا أنه اتجه لضم لاعب بمبلغ معين وقد يدخل نادي منافس بهدف وحيد هو رفع سعر اللاعب أو تعطيل الصفقة، والبعض الأخر يراه مثالا للشفافية والنزاهة حتى لا يقع فريقه تحت طائلة القانون يوما ما.