كتب : عمر ناصف
انتهت 25 عاما، هي عمر فرانشيسكو توتي مع الفريق الأول لنادي روما تحول خلالها من شاب يافع يشق طريقه وسط كبار الفريق إلى أسطورة المدينة الحية التي ودعتها الجماهير بنهاية الموسم الماضي في مشهد سيظل خالدا في ذاكرة كل محبي وعشاق كرة القدم وليس فقط روما وتوتي.
ماذا يحمل المستقبل لتوتي؟ سؤال خرج من ألسنة الجميع فصاحب ال40 عاما لم يعلن اعتزاله كرة القدم وخاف الجميع أن يذهب ليرتدي قميص نادي آخر بعد 768 مباراة بقميص واحد يحمل شعار ذئاب العاصمة و307 هدف أسعدوا جماهير وعشاق روما فقط.
إجازة صيفية أرتاح فيها توتي من كرة القدم وقرر العودة، توتي قبل عرض إدارة روما ليكون مديرا جديدا للنادي رافضا أن ينهي ارتباطه بالنادي الذي عشقه منذ الصغر وظل يدافع عن ألوانه طوال مسيرته.
شهرين فقط قضاهم توتي بدون عقد رسمي يربطه بروما وإن كان حبه لهم لا يحتاج إلى عقد كتابي بالتأكيد، هذه المرة توتي لا يوقع على عقد لمد فترة تواجده كلاعب في الفريق ولكن كمدير للنادي ليبدأ مسيرة جديدة يتمنى الجميع أن تستمر ل25 عاما أخر ولكن خارج الملعب هذه المرة.
26 مارس 1993 دخل توتي في عمر ال16 لأول مرة "تريجوريا" المقر التدريبي للفريق الأول لروما لاعبا وفي 8 أغسطس 2017 دخله لأول مرة إداريا ومديرا للنادي.
دخل ليجد زميله في الفريق الفائز بلقب الدوري الوحيد في مسيرته موسم 2000-2001 فرانسيسكو دي إيزيبيو أصبح مديرا فنيا للفريق وعوده في دربيات روما السابقة أليكسندر كولاروف أصبح لاعبا لذائب العاصمة بعد أن كان يدافع عن النسور لاتسيو، شهران فقط أبتعد فيهم عن الفريق ليجد الكثير قد تغير.
شعور غريب بالتأكيد هذا الذي شعر به لأول مرة منذ 25 عاما لا تستقبله بوابات فلافيو بيرناريديني كلاعب ولن يتجه إلى غرف الملابس لترتيب خزانته وإرتداء حذاءه وملابسه من أجل الاستعداد للتدريب اليومي.
"لا ترتبطوا عاطفيا بلاعبي الفريق" هذه كانت رسالة مالك النادي جايمس بالوتا للجماهير دائما فالكل سيرحل ولكن توتي كان الاستثناء فلا يمكن الاستغناء عنه فهو دائما "الملك" حامي حمى الفريق حتى وإن ترك لعب كرة القدم.
سينجي أوندير الشاب التركي صاحب الـ 20 عاما الذي أنضم لروما هذا الصيف قابل توتي فور وصوله إلى العاصمة فقال "شيء مؤسف أنه أعتزل الكرة لقد أردت دائما أن ألعب بجواره".
لقد كان توتي اللاعب وسيلة جذب للشباب للانضمام إلى روما وكإداري سيكمل مسيرته تلك أيضا فمن الصعب أن تكون شابا نشأ على حب توتي وترفض التواجد بجانبه في روما، لم الشمل وإزالة أي خلافات وحل المشاكل التي قد تواجه أحد داخل الفريق فهذا هو دوره دائما وسيستمر معه في منصبه الجديد.
600 ألف يورو هو الراتب السنوي لتوتي في عقده الجديد مع روما والممتد ل5 أعوام ستكون بداية التجربة التي قد تستمر للاعب الذي أمتلك كل المقومات الفنية لجعله من الأفضل في العالم ولكنه لا يزال في بداية مشوار إداري جديد بدون أي شهادات أو خبرات سابقة.
المدير الفني فوادين بوسكوف قرر المغامرة في مارس 1993 والدفع بتوتي صاحب الـ 16 عاما للعب مع الفريق الأول وجايمس بالوتا في 2017 قرر المغامرة أيضا وتعيين توتي صاحب الـ 40 عاما مديرا للفريق ليبدأ رحلة جديدة في مسيرته المرتبطة دائما بنادي واحد فقط هو "روما".