لا شك أن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز هي الأكثر تشويقا واهتماما إعلاميا والأغنى بالنجوم وأفضل المدربين في اللعبة.
المسابقة التي تقدر قيمتها السوقية بحوالي 4.865 مليون جنيه إسترليني حسب تقارير اقتصادية صدرت في نهاية عام 2016 على وشك الإنطلاقة في موسم جديد، سيكون رقم 25 منذ تغيير مسمى ونظام المسابقة.
10 سنوات ما قبل عام 1992 كانت تمثل مأساة كبيرة لكرة القدم الإنجليزية، ما بين ظاهرة الهوليجانز وكارثة ملعب هيلزبره وكارثة ملعب هايسل، والتي أدت لمنع الأندية الإنجليزية من البطولات الأوروبية لـ5 سنوات.
مع نهاية مونديال 1990، ووصول منتخب الأسود الثلاث لنصف النهائي، تم رفع الإيقاف من الاتحاد الاوروبي عن أندية انجلترا، وبدأ الاهتمام يعود إلى المسابقة الأبرز في كرة القدم في البلاد.
الكلمة الأقوى كانت في أيدي رؤساء 5 أندية، مانشستر يونايتد وأرسنال وتوتنهام هوتسبير وليفربول وإيفرتون، والتي تم اعتبارها أندية القمة الـ5 خلال ذلك الوقت. علاقات أقوى مع الإعلام وتحكم بشكل أكبر في المنظومة.
ظهر ذلك بشكل قوي عندما أبرمت تلك الأندية اتفاقا منفصلا في عام 1988 لبيع حقوقهم التلفزيونية بعيدا عن باقي أندية المسابقة الـ22، ونجحوا في رفع عوائدهم ليحصلوا على 75% من عوائد البث التلفزيوني وعقود الرعاية، بدلا من الـ50% السابقة.
مفاوضات تلك الاتفاقية شهدت التهديد الأول من 10 أندية في المسابقة بالانفصال وتكوين دوري منفصل يجمعهم، ومع مرور السنوات وتحسين جودة المنافسة والملاعب وزيادة الحضور الجماهيري، باتت فكرة الانفصال عن منظومة كرة القدم الإنجليزية، متمثلة في سلطة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، مسألة وقت.
رؤساء الأندية الـ5 الكبرى وفي مقدمتهم ديفيد دين، رئيس نادي أرسنال في ذلك الوقت، بدأوا في عقد اجتماعات دورية مع جريج دايك، الرئيس التنفيذي لشبكة ITV التلفزيونية، لبحث تأسيس دوري كرة قدم جديد بسلطة مستقلة واتفاقات مادية وإعلامية منفصلة عن باقي منظومة كرة القدم الإنجليزية.
الخطة في البداية كانت تقليل عدد الأندية من 22 لـ18 مع اتفاقات رعاية وعوائد مادية أكبر لتستفيد منها الأندية بشكل كبير يساعدها على منافسة أندية أوروبا.
عوائد الرعاية والبث التلفزيوني ستنفرد بها أندية الدرجة الممتازة دون مقاسمتها مع الدرجة الأدنى كما كان متبعا، وبنظام جديد يسمى الـ 50-25-25. حيث يتم تقسيم الـ50% من الأرباح بالتساوي ما بين الأندية، و25% يتم تقسيمها بناء على مركز كل فريق في الجدول في نهاية الموسم السابق، و25% أخرى يتم تقسيمها استنادا لعدد ظهور كل نادي تلفزيونيا.
كذلك الاتحاد الإنجليزي سيحصل على نسبة 40% من الأرباح لانفاقها على جذور اللعبة والبنى التحتية، بحيث تستفيد المنظومة بشكل عام.
الاجتماعات دخلت في إطار أكثر جدية مع مسؤولين من اتحاد الكرة الإنجليزي وصولا للرئيس، سير بيرت ميليشيب.
عدد أندية المسابقة الجديدة كانت خلافا رئيسيا. الأندية الأصغر في الدرجة الأولى كانت متخوفة من الاستبعاد، بينما كان الرأي الآخر يتساءل كيف يستفيد المنتخب الإنجليزي من مسابقة محلية تتكون من 42 جولة دون راحة؟
دار النقاش مع شير ميليشيب الذين استفهموه خلال الاجتماع، فكان رده: "القرار لكم. إنها مسابقتكم".
الوصول لهذه المرحلة والخروج من طوعية الإتحاد الإنجليزي وامتلاك الأندية للقرار كانت إنجازا كبيرا، ومؤشرا على أن الأمور تسير في الإتجاه الصحيح.
اتفقت الأندية على الشكل الجديد للمسابقة، وفي 27 مايو 1992 أعلنت أندية الدرجة الأولى جميعها إنسحابها من دوري الدرجة الأولى التابع للإتحاد الإنجليزي لكرة القدم، ليتكون الدوري الإنجليزي الممتاز.
استمر دوري الدرجة الأولى كمسمى للدرجة الأدنى للدوري الممتاز، واستمر نظام الصعود والهبوط نفسه ما بين الدرجتين، حتى عام 2004 حين قرر اتحاد اللعبة في انجلترا إنهاء تلك المسابقة التي استمرت بمسمى "الدرجة الأولى" منذ 1888، ليتم استبدالها بمسمى "شامبيونشيب" كتجديد لشكل المنافسة.
انطلق الموسم الأول من الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 1992/1993 مكونا من 22 فريق كبداية. لاعب شيفيلد يونايتد بريان دين كان صاحب أول هدف في المسابقة بمسماها الجديد في انتصار على مانشستر يونايتد بنتيجة 2-1، ولكن الشياطين الحمر حملوا كأس المسابقة الجديدة في نهاية الموسم كأول ناد يحقق ذلك.
في 1995، تم تخفيض عدد الأندية في المسابقة إلى 20 بهبوط 4 فرق من الدوري الممتاز وصعود فريقين فقط من الدرجة الأدنى، وهو الشكل المستمر حتى الآن.
ظلت المسابقة مسجلة بإسم الإتحاد الإنجليزي رسميا بتواجد حرفي FA قبل مسمى "بريمرليج"، حتى حان عام 2007 ليتم إزالة الحرفين ويصبح المسمى الرسمي English Premier League.
بصعود أندية برايتون هوف آند ألبيون وهادرسفيلد تاون، أصبح عدد الأندية المتنافسة في المسابقة منذ تأسيسها الجديد هو 49 ناديا، توج منها 6 أندية مختلفة باللقب.
ويأتي في المقدمة مانشستر يونايتد بـ13 لقبا، ويليه تشيلسي بـ5 ألقاب وأرسنال بـ3 ألقاب، ثم مانشستر سيتي بلقبين، وأندية بلاكبيرن روفرز وليستر سيتي بلقب لكل منهما.
أزمات عديدة واجهتها المنافسة الأقوى من بين مسابقات أوروبا المحلية خلال 25 عاما، بداية من انتقاد ثبات فرق بعينها في المراكز الـ4 الأولى والخوف من ملل المتابعين، وصولا إلى انتقاد زيادة اللاعبين الأجانب وقلة الأسماء الإنجليزية بشكل قد يضر منتخب البلاد. ولكن المسابقة تثير بثبات وبنجاح كبير، والمستقبل لها.