نيمار ليس "الخائن" البرازيلي الأول في برشلونة.. الظاهرة سبقه
الخميس، 03 أغسطس 2017 - 21:33
كتب : عمر ناصف
"يركض خلف المال، ترك المجد من أجل حفنة من الدولارات الزائدة، رحيله مفيد لبرشلونة،حسنا لقد كان لاعبا عاديا مع الفريق وكثيرا ما اختفى عندما نحتاجه".
كانت هذه عبارات وداع جماهير برشلونة لساحرها البرازيلي نيمار الذي قرر الرحيل إلى باريس سان جيرمان بسبب المال.
نيمار وصف بالخائن نظرا لرحيله بهذا الشكل وضغطه على إدارة الفريق للسماح له بالانتقال إلى الفريق الفرنسي منذ بداية الصيف الحالي.
تلك ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها جماهير برشلونة تلك العبارات وليست المرة الأولى التي يرحل فيها النجم البرازيلي للفريق مستخدما الشرط الجزائي، فقد تكرر هذا منذ 20 عاما وتحديدا في صيف 1997.
برشلونة أعلن قبل انطلاق موسم 1996-1997 عن تعاقده مع المهاجم الشاب البرازيلي رونالدو، حينها كان الظاهرة في الـ19 من عمره ويسجل الأهداف من أجل متعته الشخصية هناك في إيندهوفن.
13 مليون جنيه إسترليني جعلته الأغلى في تاريخ كرة القدم لمدة أسبوعين عندما دفع نيوكاسل يونايتد 15 مليون إسترليني للتعاقد مع المهاجم آلان شيرار من بلاكبيرن روفرز. بالتأكيد مبلغ كبير للتعاقد مع لاعب يافع في ذاك الوقت.
إجمالا، كان موسما استثنائيا، فرونالدو سجل 47 هدفا في 49 مشاركة مع الفريق الكاتالوني منها 12 هدفا في مبارياته الـ11 الأولى مع الفريق، من ضمنها ثلاثية في مرمى فالنسيا.
لكن بعد ذلك تعرض اللاعب لإصابة قبل انتصاف الموسم وبدأت سلسلة من التراجع الفني قبل أن يعود مرة أخرى للتركيز على تسجيل الأهداف ونثر إبداعاته على أرضية الملعب.
حالة رونالدو التهديفية كانت أفضل بكثير من حالة نيمار حاليا ولكنه كان أقل التزاما، فبينما يشترط عقد نيمار أن يتكفل برشلونة برحلات لأصدقائه منذ الطفولة من البرازيل إلى أوروبا لحضور حفلات وإقامة بعض السهرات الخاصة بهم، فقد كان رونالدو يختفي فجأة من برشلونة كلها متحججا بالعودة إلى البرازيل من أجل متابعة حالة إصابته.
بوبي روبسون المدير الفني للفريق الكاتالوني استيقظ في أحد أيام شهر فبراير ليجد رونالدو مختفيا ولكن الإجابة جاءته سريعا بعد رؤيته لصورة مهاجمه في ريو دي جانيرو خلال أحد الكارنفالات هناك.
سلوك اللاعب كان مشكلة كبرى تواجه إدارة الفريق لكن أهدافه المتتالية والمهمة كانت دائما ما تغطي عليها.
كان جوزيه مورينيو حينها مساعدا لروبسون في الجهاز الفني وصرح قائلا بعد إحدى المباريات "لا يمكنك أن تظل نائما طوال الـ90 دقيقة وتسجل هدفا رائعا في النهاية لتهرب من الانتقادات" ربما نيمار يشبه رونالدو في تلك النقطة أيضا.
باقتراب موسم برشلونة من النهاية تعرض الفريق لصدمة كبيرة حيث كان الموسم في إسبانيا طويلا نظرا لمشاركة استثنائية لـ22 فريقا ذلك الموسم. المنتخب البرازيلي أراد رونالدو دوليا من أجل المشاركة في بطولة إعدادية لمونديال 1998 وبرشلونة أراده من أجل مواصلة المنافسة.
الفيفا حكم لصالح البرازيل وذهب رونالدو تاركا فريقه يخسر الدوري في النهاية بفارق نقطتين بعد صراع كبير من ريال مدريد ورحل بوبي روبسون بعدها وجماهير برشلونة لم تحتفل بأي بطولة ذلك العام.
"لو كان رونالدو معنا لفزنا بتلك المباراة ولحققنا لقب الدوري في النهاية" كان هذا تعليق السير بوبي روبسون على خسارة برشلونة 2-1 أمام إيركوليس والتي أضاعت على الفريق اللقب.
إدارة برشلونة قررت الإبقاء على رونالدو للأبد وبدأت المفاوضات، رئيس برشلونة حينها لويز نونيز خرج ليعلن للجماهير الخبر السار "رونالدو سيبقى معنا إلى الأبد" الرئيس أعلن عن وصول الفريق إلى اتفاق لتجديد عقد اللاعب لمدة 9 مواسم!
ربما يذكرك هذا التصريح بما قاله خوردي ميستري نائب رئيس برشلونة الحالي منذ أسبوعين "نيمار باق في برشلونة بنسبة 200% ولن يرحل عن الفريق".
في اليوم التالي خرج وكيل أعمال رونالدو لينفي توصل موكله إلى اتفاق مادي مع برشلونة والأسباب كانت مختلفة ولم يتم تأكيدها.
رونالدو قال في ذلك الوقت:"كل ما قاله نونيز كذب لقد كان يخبرني بأشياء ويذهب لوكيل أعمالي ليخبره بأشياء أخرى، لقد كان يخدعنا لمدة سبعة أشهر، أنا حزين وسأرحل عن هنا".
رونالدو قرر الخروج وإنتر ميلان قام بدفع الشرط الجزائي في عقده والمقدر بـ26 مليون جنيه إسترليني ليكون اللاعب الأغلى حينها في كرة القدم مرة أخرى.
جماهير برشلونة لم تصوت له كأفضل لاعب في الفريق ذلك الموسم الذي كان استثنائيا في مسيرته الكروية ووصفت الظاهرة البرازيلية بالخائن وقررت أن تتجاهل كل ما قدمه للفريق خلال موسم واحد قضاه معهم، نفس الحال الآن مع نيمار.