كتب : إسلام مجدي
"أبي لم يدعمني قط، ولم يعجبه أدائي أبدا، في الحقيقة، حتى الآن لا يعجبه ما أقدمه، ربما قال ذات مرة إنني جيد بعض الشيء". كانت تلك تصريحات لنيمانيا ماتيتش لاعب وسط مانشستر يونايتد في وقت سابق.
لم يجد ماتيتش من يؤمن بقدراته منذ بداياته في عالم كرة القدم حينما كان في الخامسة من عمره كان يلعب كرة القدم مع زملائه، والده لم يكن داعما له أو أسرته، في تلك السن انضم إلى نادي فيرلو الصربي، ذلك النادي الذي كان على بعد 500 متر من منزله دون علم أهله. استمر مع ذلك النادي حتى سن التاسعة، لينضم إلى أوبرينوفاك ليعاني من أهوال الحرب وتفجيرات حلف الناتو.
صرح اللاعب الصربي عن تلك الفترة والتي تتزامن مع عام 1999 قائلا :"كنت صغيرا للغاية لكنها كانت فترة صعبة من حياتي، أسوأ ذكرى لي حينما كنت في الـ12 أو 13 من عمري، وأمريكا قامت بقصف دولتنا بتلك القنابل، تلك اللحظات عانيت منها، لأنني لم أكن أفهم ما يجري قط، وسألت والدي لكنه لم يشرح لي شيء، لكن تلك اللحظات ستستمر معي طوال عمري".
وفيما بعد لعب لأندية ريد ستار بلجراد وأخيرا بارتيزان ثم جيدينفستو، جميعهم شكلوا أسلوبه في لعب الكرة، حتى انضم إلى فريق كولوبارا ليلعب مع الفريق الأول، ويبدأ مسيرته الاحترافية.
قال ماتيتش في وقت سابق :"أبي لم يدعمني قط، ولم يعجبه أدائي أبدا، في الحقيقة، حتى الآن لا يعجبه ما أقدمه، ربما قال ذات مرة إنني جيد بعض الشيء".
في كل مرة حسب وصف صاحب الـ29 عاما كان يلعب المباراة كأنها تحد خاص، ليثبت لوالده أنه الأفضل في مركزه.
وأضاف ماتيتش :"حينما بدأت لعب الكرة لم أكن ألعب بصورة جيدة، منحني الله الهبة تدريجيا، واستمريت في تشجيع نفسي، لم يشجعني أحد، قلت لنفسي فقط قم بالأمر والعب جيدا وستتحسن".
بعد ذلك شعر ماتيتش أن هناك داعما حقيقيا له، مدرب برتغالي آمن بقدراته وما لديه من موهبة، لم يكن والده يحبه، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، مجرد لاعب يؤمن بالعمل والسعي من أجل تحقيق الأفضل وإثبات أن والده على خطأ تجاه موهبته.
قال ماتيتش في وقت سابق عن مورينيو :"الكل يعرف أنه شخص عظيم، ومدرب أعظم، لكن بإمكاني القول بعدما عملت معه خلال تلك الفترة منذ عودتي من بنفيكا، إنه شخص طيب، حينما يكون وقت المرح فهو كذلك، لكن حينما يحين وقت العمل فهو جاد للغاية".
وأضاف "إنه يتأكد من فعل الشيء بالطريقة الصحيحة".
شكل ماتيتش قوة كبيرة لتشيلسي في خط الوسط منذ رحيل كلود ماكيليلي، لم يكن يدرك البعض أن ذلك اللاعب الذي انضم من بنفيكا بمبلغ 25 مليون يورو قد يكون له كل تلك الأهمية، انضم في الشتاء ثم في الموسم التالي توج بطلا للدوري مع مورينيو الذي آمن بقدراته.
في تلك الفترة بعد التتويج بالدوري قال عنه مورينيو :"في هذه اللحظة ماتيتش عملاق، ولا أقصد بذلك بنيته الجسمانية لكنني أتحدث عن الطريقة التي يلعب بها".
ماتيتش كان قطعة البازل الحيوية والهامة لكي تكمل أسلوب مورينيو في تشيلسي في تلك الفترة، والخسارة الوحيدة في موسم 2014-2015 كانت ضد نيوكاسل يونايتد تلك هي المباراة الوحيدة التي غاب عنها الصربي بسبب الإيقاف.
المدرب البرتغالي دائما كان بمثابة الأب الذي لم يحظى به ماتيتش، الإثبات على أنه لاعب جيد، "السبب الرئيسي" في انضمامه لتشيلسي في المقام الأول خلال شتاء 2014، والأمر ذاته مع مانشستر يونايتد خلال صيف 2017.
وقال لاعب الوسط الدولي الصربي في وقت سابق :"حينما أتيت قال لي مورينيو إنه آمن بما لدي من قدرات ومنحني الثقة لكي أقدم ذلك الأداء، وبالطبع بإمكاني التطور في بعض الأمور، وأريد ذلك، كما أطمح طيلة الوقت للتعمل".
وتابع "مورينيو قال لي قدم أدائك الطبيعي، ولتؤمن أن بإمكانك الفوز".
عاد ماتيتش مرة أخرى للعمل مع مدربه المفضل أو العكس كما قال مورينيو:"نيمانيا لاعب لمانشستر يونايتد ولاعب جوزيه مورينيو، ويمثل كل شيء نريده في لاعب كرة القدم، الولاء والثبات والطموح ولاعب جماعي".
ربما عانى ماتيتش كثيرا في بداياته وانتظر طويلا حتى يتألق ويسطع كنجم في خط الوسط، لكنه لم يتوقف يوما عن الطموح والتفكير في أن يصبح الأفضل، قد يكون من أجل أن يسمع تلك الجملة من والده التي لم يقلها له يوما وهي أنه الأفضل، أو لإرضاء المدرب الذي آمن أنه لاعبه الخاص.