كتب : علي أبو طبل
لم يكن موسم 2016/2017 الأفضل لسوانزي سيتي الويلزي الذي نجا من الهبوط بصعوبة خلال منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن الأيسلندي جيلفي سيجوردسون قدم أحد أفضل مواسمه على المستوى الفردي والتي ساهمت في بقاء الفريق.
سيجوردسون قضى ثالث مواسمه مع الفريق الويلزي، حيث سجل في 9 مناسبات وصنع 13 هدفا خلال الموسم الأخير.
أهداف هامة سجلها في شباك ليفربول وساوثامبتون كانت سببا في حصد نقاط المباراة كاملة، بالإضافة إلى هدف التعادل في شباك مانشستر يونايتد على ملعب أولد ترافورد في الأسابيع الأخيرة من الموسم، جميعها كانت حاسمة وبمثابة برهان على مدى جودته.
جوهرة سوانزي على أعتاب الرحيل حسبما أكد المدير الفني بول كليمنت، حيث غاب اللاعب عن استعدادات الفريق الويلزي للموسم الجديد في الولايات المتحدة، ولكن سعره تحدد بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني حسبما تطالب إدارة ناديه.
فريقه السابق توتنهام هوتسبير لا يخفي اهتمامه باستعادة النسخة المحسنة من اللاعب الأيسلندي في ولكن إيفرتون يبدو في مقدمة المهتمين.
هل تقبل إدارة الفريق الأزرق دفع المبلغ المطلوب أو أقل منه بقليل؟ لا نعلم ما قد يدور في الأيام الأخيرة في سوق الانتقالات.
ولكن ماذا يضيف لاعب على أعتاب الـ28 من عمره لفريق يمتلك روس باركلي وكيفن ميرالاس وآخرين يمتلكون حلول صناعة اللعب، وبهذه القيمة المادية التي يعتقد البعض أنها مبالغ فيها.
الكثير من الحركة
ما يميز سيجوردسون عن نظرائه في نفس مركزه هو استمرارية حركته وتغطيته لمساحات كبيرة في الملعب.
الإحصائيات تقول أنه أكثر اللاعبين ركضا في الدوري الإنجليزي الممتاز على الإطلاق خلال الموسم الماضي.
ذلك يسمح له بأن يتواجد في أماكن يستطيع من خلالها قراءة تمريرات الخصوم واعتراضها، وقد نجح في 36 مناسبة لتحقيق ذلك، متفوقا على أسماء مثل إريكسن وباركلي وأوزيل ودي بروين.
صناعة الفرص؟
سيجوردسون يحل ثالثا في قائمة أفضل صانعي الأهداف في البريميرليج خلال الموسم الماضي برصيد 13 صناعة، كما يحل سابعا في عدد الفرص المحققة المصنوعة لزملائه برصيد 72 مناسبة، ويبدو قريبا من أرقام النظراء السابق ذكرهم في الأندية المنافسة.
لكن ما مدى جودة وحقيقة هذه الأرقام؟
50 مليونا من أجل لاعب يجيد الضربات الثابتة؟
ما يميز لاعبين أمثال دي بروين وأوزيل وديفيد سيلفا وهازارد وحتى روس باركلي هي مهارتهم العالية والقدرة على المراوغة باستمرار وخلق مساحات لتمريرات بينية قاتلة، ومن هنا تأتي صناعة الأهداف أو خلق الفرص من اللعب المفتوح.
هناك حقيقة أن 71 لاعبا في الدوري الممتاز صنعوا فرص من لعب مفتوح أكثر من الدولي الأيسلندي.
لا ننكر مهارة الآيسلندي هنا، ولكن عدد مراوغاته الناجحة في الموسم الماضي بالكاد تكمل الـ29 محاولة، وهو رقم ضعيف بالنظر إلى 67 مراوغة لباركلي، و54 لدي بروين و35 لأوزيل.
دقة تمريراته خلال اللعب المفتوح لا تبدو عالية، حيث تكاد تبلغ 78%، ولا يمكن مقارنتها بنظرائه الذين تجاوزوا الـ80% على الأقل وصولا لأوزيل صاحب الـ87%.
والحقيقة أن نقطة قوة سيجوردسون تكمن في قدرته العالية على تنفيذ الضربات الثابتة والتي سجل منها 5 من أصل أهدافه الـ9 في الدوري الممتاز.
كذلك الأمر بالنسبة لصناعة الأهداف وخلق الفرص من المواقف الثابتة، ولا شك أنه يتقن ذلك بفارق كبير، حيث نجح في خلق 52 فرصة من ضربات ثابتة مقابل 40 على الاكثر من أقرب المنافسين.
38 من تلك الفرص صنعها من ضربات ركنية وشكلت خطورة كبيرة على مرمى الخصوم، ولكن 3 منها فقط سكنت الشباك.
لماذا لا يجب ضمان نفس الجودة مع الانتقال لفريق آخر؟
هل تعلم من المستفيد من الـ38 فرصة؟ إنه فيرناندو ليورنتي ذو الطول الفارع والذي يجيد ضربات الرأس كسلاح أساسي، ولا يوجد من يشبهه في إيفرتون على سبيل المثال.
بالإضافة إلى المدافع آلفي ماوسون وشريكه فريدريكو فرنانديز، لا يمكن حصر مستفيدين أكثر من الفرص المصنوعة من سيجوردسون.
الاستفادة من الضربات الثابتة ليست عيبا، بل يمكن اعتباره تكتيكا ناجحا، ولكن إذا قمت باستثمار 50 مليون جنيه إسترليني في لاعب لا يجيد أكثر من تنفيذ الضربات الثابتة باتقان شديد مع ركض متوالي حول الملعب ويبلغ من العمر 28 عاما، فما هي الاستفادة الحقيقية هنا؟
أولا لن تستنسخ أرقامه الناجحة بمجرد انتقاله، لعدم توافر نفس العوامل الموجودة في سوانزي لدى إيفرتون خلال تنفيذ الضربات الثابتة.
ثانيا إيفرتون ليس بحاجة لمتخصص فريد من نوعه في الضربات الثابتة. فخلال الموسم الماضي تقاسم باركلي وميرالاس وليتون بينز الضربات الثابتة وصنعوا من خلالها 51 فرصة محققة، أقل بفرصة وحيدة من الدولي الآيسلندي.
لذا، فإن كان رونالد كومان بصدد اتخاذ خطوات جدية لضم سيجوردسون، فعليه التفكير في الأمر من جديد أو على الأقل التفكير في القيمة المادية المطلوبة، ولا لوم هنا على سوانزي سيتي الذين يرغبون في التعويض المناسب للاعبهم الأفضل على الإطلاق وبفارق شاسع عن باقي قائمة الفريق.