لماذا أصر مورينيو على لم الشمل مع ماتيتش في مانشستر يونايتد
الإثنين، 31 يوليه 2017 - 17:28
كتب : عمر ناصف
مرة أخرى، يعيد المدير الفني جوزيه مورينيو التعاقد مع لاعب الوسط الصربي نيمانيا ماتيتش، فعلها سابقا عندما قاد تشيلسي في الفترة التدريبية الثانية والآن يكررها وويضمه إلى مانشستر يونايتد.
نيمانيا ماتيتش
النادي : أولمبيك ليون
اقرأ أيضا – رسميا - "أمنية مورينيو" ماتيتش ينضم ليونايتد
رحل ماتيتش عن تشيلسي في شتاء 2011 كجزء من صفقة تعاقد الفريق الأزرق مع المدافع دافيد لويز من بنفيكا البرتغالي، حينها قام المدرب البرتغالي خورخي خيسوس بتغيير مركز اللاعب من صانع ألعاب إلى إرتكاز دفاعي.
ثلاث سنوات مرت وطلب مورينيو من إدارة تشيلسي إعادة التعاقد مع ماتيتش - ليس صانع الألعاب الذي قاموا بالتخلي عنه ولكن الإرتكاز الدفاعي الذي سيغير مسيرة المدرب فور وصوله إلى العاصمة اللندنية في شتاء 2014.
لم تتغير طريقة لعب مورينيو، ولكن أخيرا وجد المدرب الإستثنائي القطعة التي كانت تنقصه في تشكيلة تشيلسي خلال موسمه الأول الذي كان إعداديا في تلك الفترة قبل أن يكون ماتيتش اللاعب الأهم في تشكيلة الفريق خلال الموسم التالي الذي حصد خلاله تشيلسي ومورينيو لقب الدوري الإنجليزي.
كان ماتيتش هو لاعب الوسط المثالي لطريقة لعب مورينيو الذي دائما ما ترتبط نجاحاته بوجود لاعب في خط الوسط يستطيع قيادة الفريق وتحويل أفكار المدرب إلى أفعال على أرضية الملعب وقد كان الصربي الدولي هو اللاعب المناسب.
كيف ذلك؟
اعتمد عليه مورينيو في خط الوسط في طريقة 4-2-3-1 التي انتهجها مع تشيلسي سابقا ومازال مستمرا عليها في مانشستر يونايتد حاليا.
ماتيتش كان يشكل مع سيسك فابريجاس ثنائية خط الوسط ليكملا معا أدوارهما على أرضية الملعب.
بينما كان سيسك متفرغا لصناعة الفرص التهديفية لزملاءه، كان ماتيتش يقوم بكل شيء أخر. أمام خط الدفاع مهمته الرئيسية التدخل لقطع الكرات وتحطيم هجمات المنافس في مهدها.
5 تدخلات في المباراة الواحدة - كان ذلك متوسط تدخلات اللاعب خلال موسم 2014-2015 وهو الأعلى بين لاعبي تشيلسي في ذلك الموسم.
في الحالة الهجومية يتحرك دائما أحد لاعبي وسط مورينيو إلى الأمام لتتحول الطريقة هجوميا إلى 4-1-4-1.
ماتيتش كان من يتأخر عن زملاءه في خط الوسط لقتل أي فرصة لهجمات مرتدة من المنافس وإعطاء الزيادة العددية الدفاعية اللازمة لفريقه.
طوله البالغ 194 سم يعطيه تفوقا في الكرات الهوائية وهو ما يجعله يقطع أي إمدادات عن خط هجوم الفريق المنافس.
بالتأكيد كان ماتيتش هو حائط الصد الذي أعاد لتشيلسي قوته الدفاعية المبهرة في تلك الفترة.
تلك كانت الأدوار الأهم لماتيتش في الملعب ولكنه كان يقوم بمهام أخرى.
عندما يتم غلق الطرق أمام فابريجاس كان ماتيتش هو الخيار الثاني للفريق الأزرق لتوزيع الكرة إما ببناء الهجمات للأمام أو تهدئة رتم اللعب بتمريرات عرضية أو خلفية مهمتها قتل حماس المنافس وزيادة نسبة احتفاظ فريقه بالكرة لحين فتح ثغرة في دفاعات المنافس.
في نفس الموسم كان ماتيتش ثاني أكثر لاعب في تشيلسي تمريرا للكرة بمتوسط 68 تمريرة في المباراة الواحدة خلف فابريجاس ولكنه كان الأكثر دقة بنسبة 88.7% متفوقا على لاعب الوسط الإسباني صاحب القرارات الأكثر جرأة.
محاولات المنافسين إغلاق الطريق على ماتيتش وتحجيم دوره في الملعب بالضغط عليه باءت في الفشل، فعلى المستوى المهاري كان صاحب الـ28 عاما الآن هو ثاني أكثر لاعبي فريقه مرورا من لاعبي المنافس بمتوسط 1.8 مراوغة في المباراة خلف إيدين آزار ومتفوقا على ويليان.
سابق مشاركته ونشأته كصانع ألعاب، ساعده على القيام بهذا الدور على أكمل وجه والموسم الماضي كان يمتلك حرية هجومية أكثر من تلك التي امتلكها مع مورينيو خصوصا مع تواجد نجولو كانتي بجانبه في عهد أنطونيو كونتي.
ساهم ذلك في صناعته لـ7 أهداف مقارنة بـ9 أهداف صنعهم في موسمين مع تشيلسي قبلها.
تسديداته على المرمى قوية أيضا، ولكنه قليلا ما يلجأ إلى هذا الحل حيث تبلغ متوسط نسبة تسديداته 0.6 تسديدة في المباراة الواحدة، لذلك لم يسجل سوى 7 أهداف في 151 مشاركة له بقميص تشيلسي.
هكذا استخدام مورينيو ماتيتش في تشيلسي وهذا هو السبب الرئيسي في جلبه إلى مانشستر يونايتد ليكون الحل المثالي للمشاكل الدفاعية التي واجهها الشياطين الحمر الموسم الماضي.
وأخيرا انضم إلى كتيبة خط وسط يونايتد لاعب الوسط المثالي لمورينيو، ماتيتش سيكون الحجر الأساسي الذي سيبني عليه تشكيلته الموسم المقبل فمن عنده يبدأ الدفاع ومن أقدامه ينطلق الفريق إلى الهجوم.