بطل في الجول - حكاية الاسطورة التي تختفي خلف ركلة جزاء مجدي عبد الغني

يقف البطل منحنيا لتصفيق الحاضرين كل ليلة بعد عرض مسرحي، ربما العرض بات مكررا، لكنه يضمن به أن يحقق المتعة للجماهير.هو يحب هذا الدور كثيرا الذي ينتزع منك الضحكات والابتسامات من كثرة تكراره – ولخفة دمه أيضا – كذلك لأن الدور...

كتب : رامي جمال

الخميس، 27 يوليه 2017 - 13:52
ركلة جزاء مجدي عبد الغني

يقف البطل منحنيا لتصفيق الحاضرين كل ليلة بعد عرض مسرحي، ربما العرض بات مكررا، لكنه يضمن به أن يحقق المتعة للجماهير.

هو يحب هذا الدور كثيرا الذي ينتزع منك الضحكات والابتسامات من كثرة تكراره – ولخفة دمه أيضا – كذلك لأن الدور هام بحق.

"ربما هو رزق أرسله لي الله عن ركلة الجزاء التي سددتها بعد كل تلك السنوات".. مجدي عبد الغني مشيرا إلى الحملات الإعلانية التي باتت تركز على الإفيه الشهير بـ بروكا و"لعبتهاله ناحية اليميـــن".

ويسأل مجدي عبد الغني "هل تعلمون ماذا كان سيحدث لي لو أهدرت ركلة الجزاء تلك؟ احتجت لأعصاب فولاذية حتى أنفذها. والحمد لله الآن أجني ثمار تعبي".

لكن بعد فترة من هذا العرض المستمر، بات البطل ودوره شيئا واحدا في نظر الكثير من الجماهير.

فحين تسأل الجماهير عن ما يأتي في ذهنهم حين يشاهدون صورة لمجدي عبد الغني. فالإجابة غالبا ستنحصر في ركلة الجزاء الشهيرة.

يقول مجدي عبد الغني: "مواقع التواصل الاجتماعي ركزت عليها كثيرا لدرجة جذبت معها انتباه وسائل الإعلام".

أما FilGoal.com سيقدم البطل من جوانب عظيمة فيهم اختفت بسبب دور تم حصرهم داخله من جانب المشاهدين.

بطل الحلقة الافتتاحية هو البلدوزر. لاعب وسط الملعب الذي طور من مركزه ليكون ذلك كفيل بمنحه من التميز ما لا يقل عن تنفيذه لركلة جزاء تاريخية لمصر، والذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ 58.

مجرد علامة

وكان السؤال الذي من المنطقي أن يتم توجيهه إلى صاحب الهدف هل أثرت ركلة الجزاء على تاريخك وعدم معرفة الجيل الحالي به بشكل كاف؟

أجاب عبد الغني لـFilGoal.com قائلا: "بالعكس تماما".

وأضاف "الجيل الحالي من الممكن ألا يعرف من هو محمود الخطيب لكنه عرفني عن طريق ركلة الجزاء".

وتابع "تلك الركلة هي علامة في مسيرتي ولكنها بالطبع ليست كل تاريخي".

صاحب القلبين

حسام حسن لـFilGoal.com "للأسف رغم أنه يذلنا بهدفه في كأس العالم، لكن لن أستطيع اختيار أفضل 11 لاعبا في مصر دون وضع مجدي عبد الغني على رأس خط الوسط".

عدلي القيعي لـFilGoal.com "تخيل مدى القوة التي اكتسبها الأهلي والمنتخب حين جاء هيديكوتي وقرر أن يجعل صاحب هذا الجسد الصخم مجدي عبد الغني يتعلم كيف ينزلق على الأرض لاسترجاع الكرة".

جمال عبد الحميد لـFilGoal.com "لقد كان يركض مسافة 12 كم في المباراة الواحدة، لذلك كنا نطلق عليه صاحب القلبين".

ربيع ياسين لـFilGoal.com "كان أول لاعب ارتكاز على مستوى مصر يستطيع قطع الكرة بشكل صحيح ويمررها جيدا ويسدد بالرأس أيضا عكس أغلبية لاعبي الوسط خلال تلك الفترة".

أشرف قاسم لـFilGoal.com " أحببت أسلوب لعبه للغاية. متنوع وقادر على فعل كل شيء. في كأس أمم إفريقيا 1986 عندما كنا نلعب بطريقة 4-2-4 كان يؤدي ما يطلب منه بل وأكثر".

ربيع ياسين لـFilGoal.com "عندما احترف عبد الغني في البرتغال فقد حقق أشياء رائعة لم يحققها أحد من قبل".

البلدوزر

مجدي عبد الغني كان "مختلفا عن أي ارتكاز أخر في تلك المرحلة".. هكذا صرح جمال عبد الحميد.

فلاعب الارتكاز – المفترض أن واجباته دفاعية – سجل للأهلي في ثلاثة نهائيات متتالية لكأس الكؤوس الإفريقية.

فكيف اكتسب لاعب الارتكاز ميزة تسجيل الأهداف؟ الإجابة في اسمين هما هيديكوتي ومحمود الجوهري.

هيديكوتي طور كثيرا من طريقة وأسلوب لعب عبد الغني كما ذكر عدلي القيعي سابقا.

أما مجدي نفسه فتحدث عن مدربه المجري الراحل لـFilGoal.com قائلا:"هيديكوتي علمني كيفية التغطية خلف ظهيري الجنب".

وتابع "كان يطلب مني التواجد في تلك المساحات من أجل سد ثغرات الدفاع في الفريق".

وبعدما طور هيديكوتي من مجدي ورحل عن الأهلي جاء الدور على جنرال الكرة المصرية محمود الجوهري ليواصل البلدوزر التطور أكثر.

وأضاف "الجوهري علمني كيف أسجل أهدافا بالرأس كان يقوم بتدريبي كثيرا على كيفية توجيه الكرة بالرأس".

وأكمل "ونجحت في تسجيل العديد من الأهداف بالرأس بفضل الجوهري بعد ذلك".

وذلك ظهر بالفعل في تسجيله هدفا بالرأس في شباك كانون ياوندي الكاميروني في نهائي كأس الكؤوس الإفريقية عام 1984.

وهنا لم يتوقف مجدي بل اكتسب ميزة جديدة وهي دك مرمى المنافسين بتسديداته الصاروخية.

وتابع عبد الغني حديثه عن اكتسابه ميزة التسديد قائلا: "هذا بالإضافة لطلبه مني هو وهيديكوتي التصويب كثيرا على مرمى المنافسين من خارج منطقة الجزاء".

وهذا ظهر في هدفه في ذهاب نهائي كأس الكؤوس الإفريقية عام 1985 أمام ليفينتس يونايتد.

ذلك الأمر كرره في نهائي ذات البطولة في العام التالي أمام سوجارا الجابوني.

كما أن صاروخياته طالت الغريم التقليدي للأهلي وهو الزمالك.

هل ظلمته ركلة الجزاء؟

كان السؤال الأخير الذي وجه إلى لاعبي منتخب مصر السابقين هو هل ظلمت ركلة جزاء هولندا عبد الغني؟

وأجاب أشرف قاسم "من الظلم بالطبع حصر اسم مجدي ومسيرته الرائعة في ركلة الجزاء فقط".

أما مجدي عبد الغني نفسه فأجاب "لا أعتبر أن ركلة الجزاء أثرت على تاريخي بالسلب، بل توجته والجيل الجديد عرفني من خلالها".

----

شكر خاص للكاتب: خالد يوسف

قام بإجراء الحوارات مع نجوم الكرة المصرية: بسام أبو بكر