كتب : محمد يسري
ليس بالظهير التقليدي، لديه القدرة على التمرير السليم والاختراق الهجومي وتطبيق الضغط العالي، تدرب تحت يد مارسيلو بييلسا ونفذ أفكار ليوناردو يارديم. صفات جعلته اللاعب المناسب لبيب جوارديولا، إنه بنجامين ميندي.
مانشستر سيتي ظفر بخدمات ظهير موناكو مقابل 52 مليون جنيه استرليني كما أشارت الصحف الإنجليزية؛ ليكون أغلى مدافع في العالم، بعد ما قدمه في الموسم الماضي من إسهامات لتحقيق فريق الإمارة لقب الدوري الفرنسي والوصول لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 13 عاما.
ميندي بدأ مسيرته الكروية في أكاديمية لو هافر، قبل أن ينتقل لمارسيليا الفرنسي وهناك التقى بمن يراه جوارديولا المدرب الأفضل في العالم، بييلسا، صحيح أن الأرجنتيني لم يتولى تدريبه سوى لموسم واحد فقط، إلا أنه طور من قدراته الهجومية، وكان يدفع به في مركز الظهير المهاجم أحيانا أثناء تطبيق طريقة 3-3-3-1 التي اتبعها بييلسا آنذاك.
بعد 3 سنوات في مارسيليا انتقل ميندي مطلع الموسم الماضي إلى موناكو للعمل مع ليوناردو يارديم، تشابة طرق العمل والأفكار الهجومية بين بييلسا والمدرب البرتغالي جعل ميندي ينصهر سريعا في المجموعة، فشارك 39 مباراة خلال الموسم، صنع خلالها 11 هدفا.
آداء ميندي ومسيرته الكروية والعمل مع بييلسا بالتحديد؛ جعله هدفا لجوارديولا لإتاحته العديد من الخيارات أمام المدرب الإسباني، خصوصا وأن مانشستر سيتي عانى من وجود أظهرة قادرة على تنفيذ ما يطلبه جوارديولا، ليس لقلة جودتهم فقط، بل لاختلاف خصائصهم عن تلك التي يريديها مدرب برشلونة السابق.
فقد يشارك ميندي في مركز الظهير الأيسر في طريقة 4-3-3 التي اتعبها جوارديولا بنهاية الموسم الماضي، أو يكون ظهير مهاجم في 3-3-1-3 التي ظهرت لفترة أو يتم استخدامه كظهير طائر مثلما استخدم جوارديولا البرازيلي داني ألفيش في برشلونة، ينطلق للأمام ويتحرك نحو عمق الملعب لاستغلال قدرته في المراوغة، حيث أكمل 56 مراوغة مع موناكو في الموسم الماضي ورؤيته في خلق الفرص 27 فرصة في الدوري الفرنسي ودوري الأبطال وصنع 8 أهداف أو لفتح مساحات أكبر بعرض الملعب والتواجد على الخط استغلالا لقدرته على إرسال العرضيات بعدما أكمل 55 كرة عرضية في الموسم الماضي.
اختراع الأظهرة الوهمية التي تترك أطراف الملعب وتتمركز في وسط الملعب لخلق مزيد من المساحات على الأطراف للأجنحة الهجومية الذي قدمه جوارديولا الموسم الماضي بنسخة مطورة بعد تجربته في بايرن ميونيخ، سيكون مناسب أيضا لميندي خصوصا وأن 65% من تمريراته تكون للأمام.
جوارديولا الآن بات يمتلك ظهير أيسر قادر على تنفيذ ما يريد، ومع وجود كايل ووكر ودانيلو في الجبهة اليمنى سنكون في انتظار اختراع جديد من اختراعات الفيلسوف الكتالوني الذي لطالما أبدع في اختيار واجبات جديدة لمركز الظهير.